بقلم: السفير جوزيف ستافورد القائم بالأعمال الأمريكي في خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، أنا وزوجتي كنا نسعد عندما نطلق على السودان وطننا الثاني. في كل مكان سافرنا إليه في جميع أنحاء البلاد، كان الناس يرحبون بنا ويعربون عن اهتمامهم العميق بالولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا ليس فقط في ولاية الخرطوم؛ لقد رأيت هذا في دارفور، الجزيرة، سنار، نهر النيل، وكذلك في ولاية البحر الأحمر. أخبرنا الأصدقاء الذين عملوا في السودان أن السودانيين من أكثر الشعوب ودا فى العالم، ووجدنا فعلا أن هذا صحيح منذ اليوم الأول من وصولنا. للأسف، الآن، أنا وزوجتي سنغادر هذا البلد الجميل بسبب التزامات شخصية، ولكن حبنا للشعب والثقافة السودانية سيستمر. سنواصل الاستماع للموسيقيين السودانيين المفضلين لدينا، مثل ود الامين، البلابل، صلاح براون، محمد علي من فرقة سودان روتس، وعقد الجلاد كما آمل حقا فى أن تأخذ زوجتي معها وصفات طهي الشية والعصيدة. كنت محظوظا لكوني تمكنت من التجول فى أنحاء هذا البلد العظيم وأجتمع بأشخاص من جميع مناحي الحياة - القادة السياسيين ونشطاء من المجتمع المدني وزعماء الدين، رجال الأعمال، الطلاب، المعلمين، الموسيقيين، الفنانين، والأطباء. ألهمني فخرهم بالسودان، واهتمامهم بالولاياتالمتحدة، والطريقة التي يثيرون بها أوجه التشابه القوية بين بلدينا - مجتمعين متنوعين تتعدد فيهما الثقافات، يعتزان بتراثهما. من المعروف عن الشعب السوداني على مر التاريخ هو تسامحهم الديني، ونأمل أن تبقى هذه السمة الإيجابية قوية. الحرية الدينية هي مبدأ فى غاية الأهمية في الولاياتالمتحدة والقيمة التي ندعو لها فى جميع أنحاء العالم. على هذا النحو، لقد جعلت مقابلة كل الطوائف الدينية في السودان، سواء مسلمين او غير مسلمين إحدى أولوياتي، وتعلمت الكثير من هذه اللقاءات. بالنسبة لدعم الحريات الأساسية في التعبير والصحافة. سنحت لي الفرصة بزيارة أكثر من اثني عشر مقرا لوسائل الإعلام، وأجرت السفارة الأميركية العديد من ورش العمل الصحفية، بالإضافة لتدريب الصحفيين فى الرصد الصحفي فى مجال حقوق الإنسان مؤخرا لأكثر من 200 صحفي من كافة الوسائل الإعلامية. كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق توماس جيفرسون منذ 200 عام، "إن الصحافة هي أفضل أداة لتنوير عقل الإنسان، وتطويره عقلانيا، أخلاقيا، واجتماعيا". بالرغم من أنني مغادر السودان، لا أزال متفائلا حول مستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسودان لأسباب عديدة. على الرغم من التحديات التي تواجه علاقتنا، يظل الشعب الأمريكي في انخراط عميق مع الشعب السوداني. فقد كان دائما هدفي جلب المزيد من الأمريكيين إلى السودان وإرسال مزيد من السودانيين إلى الولاياتالمتحدة في إطار التبادلات الثقافية، والتعليمية، والمهنية، لذلك أنا مسرور جدا أنه خلال فترة وجودي في السودان سافر ما يقارب من 70 مشاركا سودانيا للولايات المتحدة. نعمل أيضا على إعادة تشغيل برنامج همفري للزمالة بعد توقف دام أكثر من 17 عاما، رتبنا أيضا عدة زيارات للسودان من قبل متخصصين أكاديميين وثقافيين أمريكان. نعمل جاهدين لمواصلة تنفيذ التبادلات الأكاديمية بين بلدينا وبالتالي القضاء على الحواجز التقنية للطلاب السودانيين لإجراء امتحانات القبول والتقديم للجامعات الأمريكية. أنا مسرور لفتح ثلاث مساحات ثقافية أمريكية للتبادل الثقافي في السودان - مركز هيلين كيلر للتعليم الذاتي، وقاعة الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور للقراءة، وكلا المركزين في جامعة الخرطوم. ويوجد لدينا ركن أمريكي في مدينة بورتسودان. هذه بمثابة منصات لبرامج ثقافية وكموارد لشعب السودان للوصول إلى معلومات عن الولاياتالمتحدة. يحدوني أمل عميق ومستمر أن جميع الأطراف سيأتون معا لإيجاد طريق نحو السلام في دارفور والمنطقتين. وأنا أعلم أن الولاياتالمتحدة ستواصل في وقوفها إلى جانب الشعب السوداني، من خلال دعمنا لجهود حفظ السلام، وذلك من عبر الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وهي أكبر الجهات المانحة في العالم من المساعدات الإنسانية إلى السودان. نحن حريصون على تقديم المساعدة الإنمائية، مثل مشروع إعادة تأهيل سد طويلة بتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية. وكنت مسرورا جدا لإطلاق هذا المشروع، والذي يحسن حياة أكثر من 70،000 شخص في شمال دارفور من خلال زيادة فرص الحصول على المياه للشرب والزراعة، وتربية الحيوانات، والأنشطة الاقتصادية الأخرى، في الوقت نفسه يساعد في حماية المجتمع في مدينة طويلة خلال فترات الجفاف والفيضانات. أنا وزوجتي كنا محظوظين لمقابلتنا الكثير من الأشخاص الرائعين فى جميع أنحاء السودان، والذين يحملون نفس الرغبة القوية لتحسين مجتمعاتهم المحلية. سنتذكركم أنتم وبلادكم المؤثرة دائما، وأنا متأكد أنكم ستستمرون فى جهودكم من أجل إنشاء حياة أفضل، تماما كما تقولون "فى كل حركة بركة".