هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته بينما كنت أقود سيارتي في طريقي بشارع المشتل الرياض ... وقفت دورية للمرور مع انحناءة الشارع وهي تتربص بالسائقين في حملة مسائية لإحراز رقم قياسي في تكملة دفتر الإيصالات. رجل المرور الذي استوقفني تحت بند الحديث بالهاتف أثناء القيادة مالبث أن قال لي وهو يطّلع على الرخصة ويتوقف عند فقرة المهنة: (إنتي صحفية أيوااااه..بكرة أكتبي قولي لي ناس المرور عملوا وقالوا). وحتى لا أخيبّ ظنه هآنذا أكتب. قطع رجل المرور قيمة المخالفة وطلب مني دفعها. اعتذرت بأني لا أملك القيمة وبطاقة الصراف الآلي ليست بحوزتي .. لم يصدقني وقال لي (راكبة عربية زي دي وما معاك حق المخالفة؟!. خلي أي زول يحّول ليك رصيد. استمر الشد والجذب بيني وبينه وانتهى الأمر بحجز سيارتي في حوش السيارات بمنطقة بري بصحبة العديد من الكلمات على شاكلة شوفي زول، العربية دي ما بتطلع ما تقعدي لينا هنا. في كل العالم تحّول المخالفات إما إلى يوم تجديد الترخيص أو ترسل في شكل مسجات على الموبايل وفي حال دفع المخالف قيمة المخالفة في أقل من أسبوعين يتم تخفيض قيمة المخالفة. كما أن التعامل يتم بصورة طيبة ومرضية وحضارية وفي الاحتفال بيوم المرور العربي يقوم رجال المرور في الدول العربية بتوزيع الورود على سائقي العربات. وإني على يقين أن هناك أمثلة إيجابية لرجال مرور وأعرف أحدهم وهو يعمل في تقاطع شارع أبو حمامة مع مدخل شارع الإسطبلات يقوم في الصباح وبعد منتصف النهار ويمسك بالأطفال الصغار من الذين يدرسون في الرياض أو مدارس الأساس والتي تعج بها تلك المنطقة يقوم بنفسه بعملية تخطيهم للشارع العام ويساعد كبار السن أيضاً .. والحقيقة أني لا أعرف اسمه ولكنه يجد الإشادة والتقدير من الجميع في تلك المنطقة ويمثل الوجه المشرق لرجل المرور. خلاصة القول أن الحديث بالهاتف أثناء القيادة هو خطأ كبير ويعرض سلامة السائق وشركاء الطريق للخطر كما أنه سبب أساسي في الحوداث نسبة لتشتت انتباه السائق بين فحوى المكالمة وتفاصيل الطريق. ولكن هي همسه في أذن إدارة الإعلام والتوعية المرورية بأن ما يبذلونه من مجهود لعكس صورة مشرقة عن رجل المرور يهدمه تعامل العديد من رجال المرور في الشارع العام.. فيجب أولاً إدخالهم دورة تدريبية في اختيار الألفاظ المناسبة للحديث مع المواطن. شكراً لرئيس التحرير ضياء الدين بلال الذي جاء إلى قسم بري ودفع قيمة المخالفة وأفرج عن السيارة في حين ظلت صيغة التعامل بأخلاق رفيعة مع المواطنين حبيسة أدراج مكتب وزير الداخلية.