امتلأت قاعة الشارقة بالحضور على غير العادة لأمرين أولهما أن مقدم المحاضرة د.أحمد البدوي الذي يتميز بالعرض المميز ويعرض الموضوع بطريقة شاملة, الثاني موضوع المحاضرة عن العقاد. أقام معهد البروفسر عبدالله الطيب للغة العربية محاضرته النصف شهرية بقاعة الشارقة التي قدمها د/أحمد البدوي كان عنوانها (مدرسة العقاد النقدية بين سيَّد قطب ومعاوية نور) وبرعاية كريمة من شركة زين. العقاد ومدرسته الشعرية تحدَّث البدوي عن العقاد حيث قال: "العقاد رجل عصامي علم نفسه بنفسه, ولم يتزوج ولكن هنالك من يقول إنه تزوج زواجاً عرفياً له بنت ولكنها توفيت". وقال البدوي: "العقاد أُصوله سودانية كردية تجاه أمِه وتدعى (بخيتة) وذكر ذلك في كتابه (أنا)". أضاف البدوي: " العقاد أفضل من كتب عن السودانيين في مقالات لم تنشر فهو يعرف السودان جيداً وخاصة شعر الحردلو ويعرف في مصر ب( ابو سِنة) وعندنا في السودان (أبو سن) الحردلو درس بالمدارس الخرطوم وزامله عدد من الطلاب المصريين لذلك عرف اللهجة المصرية وكتب الشعر بالعامية السودانية المصرية, وذكر البدوي أن العقاد غنى له عدد من الفنانين مثل خضر بشير (فيك يا نديم الصبوات) والكابلي (شذى زهر ولا زهرُ). ويقول البدوي: " العقاد ظل مستقلاً عن السلطة بل كان أحد ضحاياها، وهاجم الشعر الحر ووضعه في ضرب من ضروب النثر". ذكر د. البدوي أن العقاد أسس هو والمازني وشكري مدرسة (الديوان) وهؤلاء الثلاثة أدمنوا قراءة الأدب الإنجليزي، وأضاف البدوي أن الشعر المصري في تلك الفترة كان يمر بمنعطف خطير حيث انحصرت أغراضه في أشياء ليست ذات قيمة مثل التهاني بالترقية وغيرها. وأوضح البدوي أن مدرسة الديوان اشترط على الشعر ألا يكون عاطفياً وأن القصيدة يجب أن تكون متماسكة وأن تتناول موضوعا واحدا أو عدة موضوعات على أن تكون متناسقة. وأضاف البدوي أن دعوة العقاد كانت واضحة حيث قال:"يجب أن نكتب بلغة جديدة وقوية تخاطب العقل قبل الوجدان, والشعر ليس ألفاظاً ضخمة ورنانة"، واصفا مدرسة (الديوان) بأهَّم المدارس خلال القرن العشرين. سيد قطب من الكُتاب المميزين في القرن العشرين في المستوى السياسي والأدبي. تتلمذ على يد العقاد في الشعر. هذا ما ذكره البدوي. وأوضح البدوي: "سيد قطب رثى عبيد حاج الامين وكذلك أشاد ببطولة علي عبد اللطيف"، وأضاف البدوي أن سيد قطب لم يتعلم الانجليزية ولم يقرأ بها بل كان يعتمد على الترجمات ولكنه تعلمها بعد عام 1948م. وقال إن شعر العقاد فيه كثير من العقلانية " وذكر البدوي أن سيد قطب لم يتخل عما اكتسبه من العقاد حتى بعد انتقاله الى الأدب الإسلامي، بل إنَّ العقاد تأثر بسيد قطب فاتجه الى الكتابة عن الإسلام مثل (فلسفة القرآن). معاوية نور قال البدوي أن معاوية أول سوداني درس الأدب الإنجليزي. تحصل على البكالريوس في بيروت، وذكر البدوي أن معاوية نور تنبأ بسقوط إيطاليا والمانيا وقال إن أوربا سوف تتأثر بحرب كونية، وأضاف البدوي: "معاوية أول من كتب عن العقاد كتابة منهجية, والمصريون لم يشيروا لهذه الكتابة عن الإطلاق. وذكر البدوي أن القرآن لم يفارق معاوية فيما بعد. مداخلات واكتشافات أجمع المتداخلون على جودة وتميز الندوة. وطلب الهرم الإعلامي اسماعيل طه من البدوي محاضرة عن الشاعر المصري محمود محمد شكري, ووعده البدوي بذلك. ثَّم ذكر حسين الفضل إنجازات د. البدوي حيث قال: "البدوي هو من وجد كتاب (جواهر في أركان العقائد) وأن هذا الكتاب كتبه أرباب العقائد قبل ثلاثة قرون. وقد وجده في الجامعة الوطنية بفرنسا, وهذا الكتاب موجود كمخطوطة في (تمبكوتو – داكار- اكرا- وجامعة (يل) الامريكية.