لم أستغرب يوم أمس ألا يلتزم السيد الحضري وزير الدولة بوزارة الكهرباء والسدود بموعده معي الساعة الحادية عشرة حسب طلبهم – وليس طلبي - ليطلعني على وضعية المناصير معهم مثلما لم يلتزم للمناصير بقرار السيد الرئيس مما دعاني للخروج غاضبا عندما طلب مني مدير مكتبه الانتظار ريثما يفرغ من بعض الزملاء الصحفيين، فيبدو أن احترام المواعيد ليس من عادة وزراء هذا الزمن أو كأننا معشر الصحفيين والكتاب موظفون عندهم وعاطلون عن العمل .. مهما يكن فحسب معلوماتي الخاصة يبدو أن إدارة السد قررت ألا تلتزم بقرار الرئيس الذى وافق عليه أهل المناصير وأن تكون سياستها هى إبقاء الأمر كما هو عليه وليشرب المناصير من البحر أو يضربوا السماء بالجير!!. ولعل ذلك يؤكد لي حقيقة طالما كتبت عنها وهي أن معظم المشاكل التى تواجهها الدولة وتتفاقم القضايا وتتطور الى صراع مسلح وتدخل أجنبي هو بسبب أخطاء المسئولين وعدم خبرتهم أو عدم رغبتهم أو قدرتهم على حل المشاكل فى الوقت المناسب وتركها دون حل حاسم بالالتزام بالعهود والقرارات ثم يأتوا ليدعوا أن وراءها أسباب سياسية أو تدخل خارجي يتوهمونه ليغطوا به أخطاءهم. لقد دخل احتجاج المناصير شهره الثاني وهم رهينوا محابس عدة منها التعب والرهق وقساوة الشتاء والتكلفة المادية وامتهان الكرامة والظلم والجوع والعطش وضياع فرص الكسب، كل ذلك لأن المسئولين عنهم لا يرغبون أو غير قادرين على معالجة المشاكل.. دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب يا وزير. (الشعب السوداني في محنة الله يكون في عونه) هذا عنوان مقال أرسله لي السيد هاشم عبد المطلب مختار سأنشره يوم السبت بإذن الله وقد رأيت أن أختتم بهذا العنوان عمودي اليوم لأنه يوافق ما ذكرته عن مشكلة بل مصيبة أهلنا فى المناصير مع إدارة سد مروي والتى تحاول عبثا أن تقنع الآخرين بأن هناك دراسات علمية توفرت لها تقول إن الحل المحلي الذى طالب به المناصير وقرره السيد الرئيس غير مناسب فى حين أنني وقفت على معلومة هامة قالها قيادي فى الدولة فى اجتماع حزبي بمستوى عال نوقش فيه موضوع الخيار المحلي وذكر أن لديه دراسات علمية تؤكد عكس ذلك وبأن الخيار المحلي ممكن ومناسب ولكن إدارة السد لا تريده وتماطل فيه لأسباب لا تريد الإفصاح عنها ولكن تتداولها المجالس!! بل قال لي مسئول عليم بقضية المناصير إنه يمكن حل المشكلة بإجراء دراسة كنتورية للمنطقة حول السد مثلما حدث لأهالي حلفا عندما تقرر قيام السد العالي. الآن يظلم أهالي المناصير مثلما ظلم أهالي حلفا. لماذا ولمصلحة من ياهداكم الله. الأمر يحتاج الى قرارات واضحة والتزام يزيل الغبن عن المناصير ولن أندهش إذا ساءت وتفاقمت الأمور بأكثر مما حدث. الموضوع ليس موضوع معارضة ولا يحزنون، الأمر أمر عدالة وإرادة فى تنفيذ ما تم الوعد به.