القطن.. هل من عودة هل؟! تقرير: رحاب فريني اعتبر عدد من الخبراء أن القطن يمثل البديل الأمثل لخروج عائدات النفط من ميزانية السودان، وطالبوا بسياسات تحفز على زراعته. ودعا وزير الزراعة والري المهندس ابراهيم محمود حامد للاهتمام بمحصول القطن باعتباره مستقبل السودان في المجال الزراعي والصناعي والتجاري والسياسي والاجتماعي, وقال حامد في الورشة التي أقامها المجلس الأعلى للنهضة الزراعية حول حاضر ومستقبل القطن بالسودان امس بدار الشرطة ببري: "لا بد من دراسة الواقع الذي يشجع الاستثمار في السودان"، منادياً بضرورة عقد مؤتمر سنوي لمناقشة الاستثمار والصناعة الزراعية في السودان, داعياً الى مراجعة السياسات الزراعية والتجارية التي تحكم الملكية حتى تصبح الزراعة نشاطاً اقتصادياً, وأضاف: "نريد أن نضع قيمة مضافة للقطن الذي يصدر لعشرات السنين كمادة خام", مؤكداً أن ملكية وحيازة الأرض والإصلاح المؤسسي لتنظيم القوانين والسياسات التي تحكم الملكية ونظام الحيازة للبنية التحتية وسهولة أداء الأعمال هي التي تجعل من الزراعة نشاطاً تجارياً واقتصادياً, شدد حامد على ضرورة التركيز على الزراعة التعاقدية لمحصول القطن والمحاصيل الأخرى, مبيناً أنهم يريدون رجال الأعمال وأصحاب الأموال أن يأتوا للزراعة حتى تنتعش الصناعة والزراعة معاً وتصبح الزراعة مرهونة بالأسواق وحتى نضمن للمزارعين أسواقا مستمرة وتطوراً في المجال الزراعي, كاشفاً أن هنالك جهات أجنبية تمتلك التقنية والأسواق, وأضاف: "نريد زراعة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية". من جانبه أكد وزير التجارة عثمان الشريف على ضرورة ربط الزراعة بالصناعة ودعا الدولة الى تأسيس البنيات التحتية وتوفير التمويل والاهتمام بالمزارع باعتباره الركيزة الأهم, مشيراً الى أن الوضع القانوني في السودان هو من أهم العوائق التي تواجه الزراعة وأضاف أن تسهيل زراعة القطن وحلحلة مشاكلها هي معالجة لكل القضايا, داعياً الدولة عدم اعتماد العمر كمؤشر لإنهاء الخدمة للعلماء, وأضاف: "يجب أن يحصن العالم ضد الافتراءات السياسية", مشيراً الى أن عمل العديد من البنوك عمل تجاري, داعياً توجيه البنوك الى تمويل النشاط الزراعي وأن يتحمل البنك 50% من المخاطر. في ذات السياق وصف وكيل وزارة المالية يوسف الحسين سلعة القطن بالاجتماعية؛ تبدأ من المنزل, داعياً لضرورة تبصير المزارع بأهمية زراعة محصول القطن والاهتمام به, مشيراً الى أن هنالك أنشطة منافسة للزراعة مثل التنقيب عن الذهب وقال إن محصول القطن محصول محوري تشارك فيه كل المؤسسات ووصف الحسين التخطيط الذي يكون بعيداً عن صاحب المصلحة "المزارع" بالتخطيط الفاشل ولن ينتج شيئاً, وأضاف: "نحتاج لوضع سياسات ومحفزات لا تتغير حتى لو تغيرت الأسعار العالمية لا بد أن تتبنى الدولة تلك السياسات لضمان أسعار مجزية للسلعة". فيما أشار رئيس مجلس سلعة القطن محمد عثمان سباعي إلى أن تكلفة إنتاج فدان القطن أعلى من كل المحصولات الأخرى، مشيراً الى أن محصول القطن محرك لقطاعات النقل والصناعة ويمول الزراعة، مؤكداً أن جملة المطلوبات الزراعية تفوق ميزانية وزارة المالية. من جانبه قال رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان بلال عوض الله إن البترول والذهب جعلوا السودان يفقد الكثير من المساحات المزروعة قطناً، مضيفاً أن الكثير من الأسر خرجت من دائرة الإنتاج وأن المزارع أصبح بعيداً عن محصول القطن منذ عدة سنوات, مشيراً الى أن مشاكل الزراعة تبدأ بتوفير التمويل, داعياً الى وجود أشخاص لهم معرفة بالزراعة ومواقيتها لضمان توقير التمويل في وقته وتوفير البذور والاهتمام بالمصانع والمعاصر وتوطين صناعة المبيدات والسماد داخلياً.