نيالا.. نافذة أخرى ضد الاحتراب..! تقرير: محمد حمدان هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته نبض الشارع بمدينة نيالا البحير عاصمة ولاية جنوب دارفور يلخص حالة إقليم دارفور بين الحرب والسلم وقابليتهما للتغيير تحت أي لحظة، في السوق الجنوبينيالا قطعة الخبز بجنيه وكيلو الموز بخمسة جنيهات وأنفاس المواطنين طالعة ونازلة وفي زحمة السوق تتوقع حدوث أي شيء أو لا حدوثه، ورغم الاستتباب الأمني وتعزيز مسؤولي الحكومة والاستدلال بعدم وجود الطوارئ إلا أنه سرعان ما يبدد المواطنون ذاك الاطمئنان وتحذيرهم من الخروج ليلاً لا سيما في المناطق الطرفية. فهناك ميزات نسبية رغم الأوضاع التي يمر بها إقليم دارفور، إذ استطاعت حكومة ولاية جنوب دارفور أن تحافظ على استمرارية معرض نيالا التجاري الاستثماري لثلاث سنوات على التوالي منذ مارس 2012 ويأتي المعرض الحالي في الترتيب الثالث منذ انطلاقته، ويعد فعالية اقتصادية واجتماعية مهمة تشكل نقلة نوعية للمواطنين مع أعمالهم الروتينية إلى متنفس تسويقي وتجاري وفني خلال الأيام السبعة التي يفتح فيها المعرض أبوابه، وخلال السنوات المذكورة ظل المركز يحرز تقدما من قبل المشاركين ووفقاً لمدير مركز الأعمال الدولي بدارفور عبد اللطيف علي إبراهيم فإن المعرض الأول شاركت فيه 60 مؤسسة وفي العام الذي تلاه 98 جهة بينما شهد العام الحالي مشاركة 160 جهة محلية ودولية، كما تنامى عدد زوار المعرض من 40 إلى 60 ألفاً، ومتوقع أن يشهد العام الحالي أكثر من 80 ألف زائر ويعتبر معرض نيالا أول معرض ولائي في السودان في ثاني أكبر مدن البلاد من حيث الثقل السكاني والاقتصادي، بالإضافة إلى أن نيالا لها ميزات نسبية من حيث الموقع الجغرافي فهي تجاور ثلاث دول (تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان) تتفاعل معها اقتصادياً. مركز تجاري تعتبر نيالا تاريخياً مركزاً تجارياً ذا أهمية فاعلة ويؤكد إبراهيم علي رغبتهم في تحويل المعرض إلى معرض إقليمي مطالباً حكومة الولاية بتخصيص أرض للمعارض للدفع بالعجلة الاقتصادية. وفي ذات السياق أعرب المتحدث باسم أصحاب العمل بولاية جنوب دارفور شارف علي مسار عن جاهزيتهم لخلق شراكات وتوكيلات إقليمية ودولية مشيراً إلى أن نيالا مؤهلة لإنتاج الزيوت والإسمنت والفواكه المعلبة والثروة الحيوانية بكميات ضخمة ما يمكنها من الاستفادة في مجال الصناعات التحويلية إلا أن مسار طالب بمنطقة حرة وميناء جاف وأرض للمعارض تقوم بتوفيرها الجهات المختصة، وقد وجدت تلك الطلبات تلبية فورية، فقد أعلن وزير الاستثمار مصطفي عثمان إسماعيل عن وضعه لحجر الأساس للمنطقة الحرة ، كما أعلن عن ترتيبهم لتنظيم لملتقى رجال الأعمال السوادنيين والأتراك خلال الفترة القادمة، كما وجه نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن وزير التجارة عثمان عمر الشريف بوضع قرية للصادر بمطار نيالا الدولي للاستفادة من إمكاناته موجهاً وزراء القطاع الاقتصادي بزيارة الولاية والوقوف على التحديات ومعالجتها. نيولوك: تكامل تنظيم المعرض في هذا التوقيت يحمل في طياته دلالات ورسائل لجهات متعددة، أبرز تلك الرسائل التأكيد على توفر الأمن بجانب لفت الأنظار للتعرف على إمكانات الولاية، واعتبر والي ولاية جنوب دارفور آدم محمود جار النبي في كلمته بافتتاح المعرض أمس الأول أن غرض المعرض التعريف بولاية جنوب دارفور الغنية بمواردها مطالباً وزراء القطاع الاقتصادي بطرح إمكانات الولاية وتقديمها للمستثمرين مؤكداً توفر الأمن والاستقرار مشيراً إلى تنقل نائب الرئيس بالولاية، بينما اعتبر نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن أن المعرض مؤشر لانتقال دارفور إلى الإصلاح والاستثمار معتبراً أن ذلك يتماشى مع وثبة الرئيس التي بحسب حديثه بنيت على إصلاح سياسي واقتصادي مشيراً إلى أن الأخير يرتكز على زيادة الإنتاج والإنتاجية وقيادات بنيولوك داعياً أهل جنوب دارفور إلى الانتقال إلى مدن وقرى الولاية للإنتاج والاستقرار وأضاف "15 يوماً أنا أتجول ولا توجد مهددات ماثلة أو متوقعة". وأشاد حسبو بمشاركة وزير الاستثمار بالولاية الشمالية جعفر عبد المجيد عثمان مشيراً إلى أنها تأتي في إطار حكم فيدرالي تكاملي وليس في إطار انكفائي وأن تبادل التجارب يعزز من ممسكات الوحدة الوطنية، معتبراً أن المعرض عبارة عن ترويج للولاية داعياً الوالي لتقديم التسهيلات والحوافز للمستثمرين. شركة زين إن لم تكن ذات علم بالمعرض من قبل، فلن تردد أنه تابع لشركة زين، فقد استطاعت أن تزين الشركة بدعاياتها إستاد مدينة نيالا في كل أركانه بالإضافة إلى معرض خاص بالداخل، في مبتدر حديثه لدى مخاطبته فعاليات المعرض قال العضو المنتدب لشركة زين السودان الفريق طيار الفاتح عروة: "إن المعرض سد فراغاً وأظهر ظرفاً جديداً لدارفور" مشيراً إلى إدراكهم أهمية الحدث لإبراز إمكانات الولاية وحاجتها إلى السلع والخدمات ولفت الانتباه لحياة الناس ومعيشتهم بعيداً عن الاحتراب السياسي والقبلي. وأشار عروة إلى أن زين قامت بتنفيذ العديد من الخدمات لرد دين المواطنين في إطار جميل، وأعلن عن تكفلهم بتجهيز مكتبة جامعة نيالا الإلكترونية بعدد 60 جهاز حاسوب وشبكة إنترنت، بجانب العمل مع حكومة الولاية لتكمل التنجيل الصناعي لإستاد نيالا بالإضافة إلى عيادات متحركة للرحل بعدد 3 عربات وتوزيع الزي المدرسي لأكثر من 18 ألف طالب وحفر آبار بمناطق التماس، غير أن عروة كشف عن ترتيبهم لتغطية الشبكة عبر الألياف الضوئية لمدينة نيالا حتى الجنينة وصولاً لتشاد، ولم تكن زين وحدها في المعرض فقد شاركت شركة فوكس وبيوتات أعمال سورية وسعودية وأندونيسية وتشادية بالإضافة إلى المؤسسات الوطنية، وقال السفير الأندونيسي بالخرطوم طلحة موبايلي إن مؤسساتهم سعيدة بالمشاركة وإن بيئة نيالا تشجع على الاستثمار وخلق شراكات وتبادل الخبرات بين رجال الأعمال بالبلدين مؤكداً ثقته بنجاح فعاليات المعرض. دعوة للتسامح وحضور أنيق وزاه اكتسى به إستاد نيالا مساء أمس الأول في افتتاحية المعرض وطالبات المدارس قدمن عروضاً فلكلورية تدعو للتسامح والسلام ونبذ الاحتراب وشكلت لوحة جميلة غاية في الجمال. تأخر البرنامج ورغم تأخير موعد انطلاق البرنامج لأكثر من ساعة من بدايته بسبب اجتماع نائب الرئيس والوالي مع أعيان قبيلتي البني هلبة والقمر لإبرام وثيقة إيقاف العدائيات، إلا أن الجميع ظلوا في أماكنهم دون أن يغادروا. تتميز نيالا بملتقى طرق ومجاورة ثلاث دول ومطار دولي وسكة حديد تربطها مع بقية الوطن، وثروات زراعية بشقيها النباتي والحيواني، إلا أن الحرب خلال السنوات الماضية أثرت في المناطق المنتجة حيث نزح المدنيون من مناطقهم إلى التكدس داخل المدينة وتبعاً لذلك اتسع نطاق ممارسة الأعمال الهامشية ونبض الشارع يوضح أن الأوضاع مشوبة بالحذر وقد ترد أنباء عن تغيير الأوضاع في أي لحظة.