التفاصيل الكاملة لمقتل داعية إسلامي داخل منزله بسنار كشفت أسرة الداعية الإسلامي الشيخ محمد عبدالله تفاصيل مصرعه غدراً على يد (3) متهمين اقتحموا منزله واعتدوا عليه بالضرب الى أن توفي بمحلية ابوحجار بولاية سنار. وقال شقيق القتيل ويدعى (حسين محمد عبدالله) إن تفاصيل القصة تعود الى ما قبل عدة أعوام، وقال: "لدينا ابن عمنا تخرج من خلاوي همشكوريب وحضر إلينا وقال إنه يريد أن يؤسس لنا خلاوي لتعليم القرآن وبالفعل وافقنا وتم إنشاء الخلاوي التى أطلق عليها اسم خلاوي (المهدية) ودعمها بالإمكانيات اللازمة ووجدت تأييداً من أهالي منطقة عقيدة بمحلية الدامر وكانت كل دفعة يقوم بتخريجها يسلط عليها الضوء إعلامياً وسياسياً وذاع صيتها وصارت من ألمع الخلاوي ومضرب مثل بتلك القرية إلا أن ابن عمنا شيخ القرية أتى بما هو منافٍ لأخلاقيات القرية وقيمها فبدأ فى إصدار فتاوى غريبة الأطوار ومن أبرز تلك الفتاوى أنه كفر متعاطي التمباك وقال إنه كافر وأفضل منه من يأتي أمه بالكعبة سبعين مرة، فتسبب فى خصامات ونزاعات وتفكك أسري بين الأسر والأهالي بالقرية. لجأنا لكبار العلماء بلجنة الفتوى والبحوث حتى تفتي فيما قاله شيخ الخلاوى وكان رد لجنة الفتوى والبحوث كالآتي: (صاحب هذه الفتاوى خارج وتنطبق عليه كل أوصاف الخوارج وتنطبق عليه أوصاف جماعة التكفير والهجرة وهو صاحب رسالة جديدة وشرع جديد يجب أن يستتاب)، إلا أن حكومة ولاية نهر النيل لم تلق بالاً للفتوى ووجدت الفتوى طريقها للإهمال، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل جرت محاولات لاختطاف ومضايقة مصدر الفتوى وهو الشيخ محمد عبد الله قمر الدين فقدم الشيخ شكوى لمعتمد ابوحمد آنذاك نسبة لصلة القرابة التى تربطه به فأجرى المعتمد اتصالاً هاتفياً بمعتمد الدامر آنذاك وكان ذلك فى العام 2005- 2006م والذى أقر له بأنه أرسل شرطة عسكرية من عطبرة بغرض القبض على مصدر الفتوى ولم تكن لديهم سيارة يتنقلون بها فقاموا باستئجار عربة تبين أنها تخص أحد طلبة خلاوى المهدية. لم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تطور حيث قام شيخ خلاوى المهدية بطرد مصدر الفتوى (الداعية) الشيخ محمد عبدالله وأسرته والذين كانوا يقيمون معه بخلاوى المهدية ولكنه قام باستبقاء ابنهم (ع) والذى أصر على البقاء مع الشيخ وأنكر والده وعندما أراد والده أن يأخذه معه بالقوة وأن يبعده عن الخلاوى عارك والده وقام بضرب والده حتى كسر له قدمه فكانت حادثة شهيرة بالمنطقة حادثة اعتداء ابن على والده بل وأبدى الابن استعداده لقتل والده من أجل شيخ الخلاوى واستشهد بحديث الصحابي الذى استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم فى قتل والده، وبعدها أنكر الابن نسبه لوالده وأسمى نفسه بابن الإسلام وانتهى الأمر الى هذا الحد. اقتنع الأب المغلوب على أمره بأن أي شكوى ضد شيخ الخلاوى لن ترى النور وخرج من القرية بعد أن استهدف المنابر محذراً المسلمين من مثل فتاوى ذلك الشيخ التى تكفرالناس وتبيح عقوق الوالدين ومقاطعة الأرحام وتزوج القاصرات وخرج (الداعية) من القرية وتجول داعياً بعدد من مناطق السودان وفى منطقة ابوحجار بولاية سنار قام بشراء قطعة أرض بدار عقيل بغرض استصلاحها ولكن يبدو أن خلاوي المهدية لازالت تطارده وفى أحد الأيام وبتاريخ 12 مايو 2010م هاجمه ثلاثة أشخاص انطلقوا من إحدى الخلاوي بمنطقة ابوحجار تبين فيما بعد أنها تتبع لخلاوي المهدية وكان نائماً وقتها بمنزل صديقه فهاجمه الرجال الثلاثة وحطموا رأسه بالعصي الغليظة حتى توفي وكان هنالك ثلاثة شهود عيان ينامون معه بنفس الغرفة شاهدوا المتهمين وتعرفوا عليهم فيما بعد، عقب أن تم القبض عليهم. بتاريخ 14يوليو 2011م أصدر المدعي العام لجمهورية السودان أمراً بالقبض على شيخ خلاوي المهدية ووكيله على الخلاوى التى يقال إن المتهمين الثلاثة يتبعون لها وشخص وسائق شيخ خلاوي المهدية وشخص رابع وتم القبض على الشيخين ولم يتم القبض على سائق الشيخ بحجة أنه يحمل ورقة من أحد مستشاري وزارة العدل كتب عليها (ممنوع القبض على (...). أما شيخ خلاوي المهدية فقد أفرج عنه بالضمان العادي رغم أن التهم لم يتم شطبها وجاء قرار الإفراج عنه بحجة أنه لم يكن موجوداً بمسرح الحادث علماً بأن المدعي العام فى أمره الذى أصدره بالقبض عليه وتوجيه تهمة القتل العمد له استند على ثلاث قرائن وهى الخلاف الديني بينهما وتحريض ابن المرحوم على قتله وتوعده له بالقتل وكل ذلك بحسب إفادات شهود الاتهام. منذ 2010م وحتى الآن لم تتم محاكمة المتهمين بل إن القضية لازالت فى مرحلة سماع شهود الاتهام، وقد طالبت أسرة القتيل السلطات الأمنية والعدلية والقضاء بضرورة الاطلاع على القضية والتسريع بمحاكمة المتهمين والضالعين فى الجريمة التى أصبحت قضية رأي عام.