الم أقل لكم إن التجمع المعارض لا يبكي على الحريات العامة وانما يبكي على الغاء أو على الأقل تجميد قوانين وحدود الشريعة الإسلامية والتي يدلعها ويداريها خلف اسم فضفاض لا يثير غضبة هذا الشعب فهو يسميها بالقوانين المقيدة للحريات ويقصد بها حرية شرب الخمر وحرية الزنا وفتح البارات وبيوت الدعارة، كدة بالعربي الفصيح. ولا فماذا تقول ضده المعارضة ذات الاطر الضيقة والمعالجات الشخصية الداخلية والمصالح الخارجية واجندتها مدفوعة الثمن أو بالمجان؟ فقد صرح رئيس الجمهورية أمام كل طوائف هذا الشعب بما فيها أهل اليسار الصارخ بأنه اطلق كل الحريات السياسية والصحفية للتعبير الحر والشفاف واباح حتى (لناس ابوعيسى) أن يهتفوا ضد النظام وضد تشريعاته الإسلامية ولينادوا بإلغاء الشريعة داخل مقار الحوار وأطلق لهم كل كوادرهم السياسية المعتقلة حتى بعد الادانة واتيح لرفقائهم حملة السلاح الدخول والخروج المؤمن إذا لم يقتنعوا بنتائج الحوار ولم يكفهم ذلك وأصروا على الغاء وتجميد قوانين الشريعة قبل الدخول والموافقة على الحوار. وهؤلاء الذين يطالبون بهذا الطلب الغريب والمستحيل لا يزيد عددهم عن عدد ألسن قيادات هذه الاحزاب التي لا تتجاوز هى وقواعدها أن تملأ حافلة أمجاد أو نقل هايس.. حتى الآن لم أسمع بأي شخص يتبع لأبوعيسى غير عرمان ولم أعرف أو أسمع بأي شخص في حزب (حق ) غير رائدته هالة عبد الحليم وكذلك حزب البعث بشقيه ورغم ذلك يتحدث بمطالبه شخص واحد. لقد تقبل كل حضور ملتقى الحوار قرارات الرئيس الاربعة بكل ترحاب واشادوا بها ولم يطالب أي أحد بقوانين مقيدة للحريات أو غيرها وحتى المطالبة الوحيدة لدكتور غازي بأن يضاف اليها إبعاد أجهزة الامن عن كل شيء ورغم أن ذلك مدعاة لفوضى في البلاد وغير منطقي الا أنه لم يقل بإلغاء القوانين المقيدة لحريات أحزاب المعارضة الشخصية التي لم تحضر اللقاء. وأنا أقول نيابة عن ال98% من أهل السودان المسلمين (ما في احد) يستطيع أن يطالب فقط بإلغاء قوانين الشريعة ناهيك أن يلغيها فعلى صديق يوسف وأبوعيسى وزعيمة (حق) أن يلعبوا بعيدا عن هذا المستحيل وعليهم أن لا يحردوا ويضيعوا فرصتهم في هذا الجمع الكبير الذي يضم كل أهل السودان ، فحردان السوق لا أحد سيرضيه والكلام حا يكون في الحوار على الهواء مباشرة وأمام الشعب الذي سيختار من يحكمه كما حدث تماما يوم جمع الاحد بالدائرة المستديرة- حتى الحزب الناصري تسامى فوق جراحه ولم يقل الا حسنا رغم أن البعض يخوفنا بشيطان التفاصيل في الحوار ولكن نطمئنهم نحن أيضا رغم علمنا بأن شواطين الانس والجن سيكونون داخل قاعة الحوار إلا أن الشياطين الكبار الذين علموهم السحر سيكونون يومها بجانب الشريعة ولو غصبا.. لان مواجهة رجال الانقاذ شيء ومواجهة الواحد القهار شيء آخر. أحزاب التجمع تحرص على الغاء هذه القوانين الإسلامية قبل الحوار لسبب أساسي وجوهري فمثل ما كان يقول الصادق المهدى قبل وبعد الانتفاضة بوجوب الغاء قوانين سبتمبر قبل الانتخابات وطالب كذلك بها الميرغنى في اتفاقه مع قرنق 1988م قبل جلوس المفاوضات وذلك خوفا من أن يتحملوا هم وزر الغائها، لانهم يعلمون تماما أن هذا الشعب لن يقبل بغيرها مهما كانت خيبة أملهم في الذي أقامها. وكذلك الآن يطالب أهل اليسار بالغاء وتجميد قوانين الشريعة قبل الحوار ليضمنوا ويطمئنوا على إبعادها لتحل محلها القوانين الوضعية للفترة الانتقالية والتي يتوهمون بأنه سيصعب ارجاعها مرة أخرى سواء بضغط الداخل أو الخارج وأنه سيحدث لها مثل ما حدث في تونس وفي مصر والجزائر.. وبالتالي فالاحزاب التي ترفض الدخول في الحوار لابد أن تعلم تماما وتتيقن من انها لو دخلت عش الدبابير هذا فستخسر حتما معركتها مع الشريعة وإن جلست خارج الحوار أيضا خاسرة لان الحوار لن يتوقف والشريعة لن تلغى ما دمنا أحياء ولذلك رجحت أخف الضررين. اما الأخ مؤمن الغالي فنسأله ببراءة ما هي روعة أماسى وأضواء ليالي النادي الكاثوليكي زمان عندما كان كاثولوكياً بحق وحقيقة؟ والشئ الذي يحمد لأخينا مؤمن أنه لم يذكر لون اضاءة ليالي النادي الكاثوليكي التي يبكي عليها. قال الأخ مؤمن في بابه شمس المشارق ليوم الاربعاء 9/4 بصحيفة آخر لحظة (ما زلنا في النادي الكاثوليكي الذي لنا فيه ذكريات وتذكارات .. لنا فيه روعة أماسي وأضواء ليال، فك الله أسره وأعاده لنا ساحة خضراء وروضة غناء ونهرا من رقراق فضة نغسل فيه أحزاننا..) الشيء الذي أعرفه أن هذا النادي الذي يراد له الرجوع الى ليالي الاخ مؤمن وأماسيه كان آخر لقاء فيه مبتدأ بالتكبير لله ومنتهيا بالتهليل له وتنزيهه والالتزام بشريعته ولكني حقيقة لا أعرف ولا أريد أن أعرف ما كان يقال فيه ولا ما نفعل فيه أيام أخينا مؤمن الغالي. يا أخونا مؤمن الغالي (طيب ما أنت كويس أهو..).!! لمعلومية القارئ النادي الكاثوليكي السابق الذي يبكى عليه الاستاذ مؤمن هو دار المؤتمر الوطني الآن. مؤمن يلوم الدكتور نافع علي نافع ويطلب منه الا يتحدث عن المشروع الحضاري الذي يواجه الحملات الضارية من أهل العلمانية لان الدكتور وصحبه قد قصروا كثيرا في إقامة الشريعة بحق وحقيقة وقد ذكر له مآخذه على ضعف إقامتها وتطبيقها مستدلا بالآتي قال: (إن الشيخ الزبير محمد الحسن قال "يجب احياء المشروع الحضاري وبشكل آخر يقود الى "التزكية"). ويؤكد الأخ مؤمن على كلامه ويؤيده ويقول إن عدم التزكية للمجتمع ادى إلى ما فيه شبابنا اليوم المتمثل في الانحراف المفزع والغرق في ماخور المخدرات وكذلك وصمة عار دار المايقوما وكذلك المراجع العام يتحدث عن الفساد والتجاوزات المالية والاختلاسات وأن كل ذلك يحدث تحت ايدٍ (متوضئة). ولا ينسى أن يذكر غض طرف المجلس الوطني والوزراء عن قروض (ربوية مرت عليهما) فالأخ مؤمن هنا اظهر حرصا شديدا على إقامة الشريعة وتطبيقها من حيث يدري ولا يدري ومن حيث يقصد أو غير ذلك ونحن الآن فقط معه في ذلك ما لم يحدث العكس فالاستاذ لم يعودنا طيلة حياته مثل هذا القول بل كان دائم النقد للاسلام والملسمين. وبهذه المناسبة تذكرنى مقولة صاحبة الانداية أيام الضلال عندما جاءها خواجة وطلب منها كاس «مريسة» فصاحت مستبشرة "جيد لينا الخواجة أسلم"! وذلك لاعتقادها أن البيرة لملل الكفر وأن المريسة لأهل الاسلام.. نسأل الله لنا ولهم الهداية. عثمان محمد يوسف الحاج