في ربط عجيب بين نهاية العالم التي يتنبأ بها شعب المايا أحد شعوب هنود أمريكا الحمر في ديسمبر العام الحالي وبين ترقب اجابات عالم الكونيات ستيفن هو كينغ ل(البي بي سي) حول ذكرى مولده السبعين لكون أنه تنبأ له الاطباء في عام 1963 بعدم الحياة لأكثر من بضع أشهر يترقب د.عبد العظيم ميرغني مدير الهيئة العامة للغابات وفي المرحلة الثانية للنهضة الزراعية أن تفي وزارة المالية بالالتزامات المالية المقررة للغابات بعد أن اخفقت في المرحلة الاولى ولم توفر للغابات سوى 4,7 ملايين جنيه أي 1,2% فقط من جملة الاحتياجات المقررة. وكما أن قيام الساعة من مفاتح الغيب فإن ايفاء المالية بالتزامها للغابات ولغيرها سيكون في علم الغيب ايضا... د. عبد العظيم في مقاله المنشور على (السوداني) الاسبوع الماضى كان متفائلا اكثر من الواقع اذ يرى متسعا من الوقت حتى نهاية العام يمكن وزارة المالية من أن تغرس الكثير من الفسائل تيمنا بالحديث الشريف (اذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليفعل). للأسف فإن وزارة المالية تتعامل مع استحقاقات الغابات بعدم الأولوية وهذا واضح من نسبة الاستحقاقات التي لم تصل 2% لعام كامل.. نهج بعيد عن دور الغابات المهم في حل كثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد.. ليس كما وعلم الغيب بقيام الساعة فالمعلوم تماما أن الغابات هى اكثر الجهات ذات العلاقة بمكافحة الفقر في السودان... المنتجون الذي هم اصحاب (الجلد والرأس) في عمليات طق الصمغ العربي الذي تعول عليه وزارة المالية في رفع الصادرات غير النفطية وردم هوة ايرادات النفط المفقودة يعيشون في اوضاع مأساوية جدا وقد زرت مرات عديدة مناطق انتاج الصمغ العربي ورأيت بأم عيني مدى الهلاك الذي يصيب الانسان هناك. هلاك مخاطر من الشوك المحيط بالأشجار حيث لا مناص من بتر العضو المصاب، وهلاك الاوضاع المعيشية المزرية وافتقار هذه المناطق لمياه شرب نظيفة أو مدارس ومراكز صحية وخدمات علاجية... الاستحقاقات التي ترى الجهات المختصة انها ليست من الأولويات تحتاج اليها الغابات لاستزراع مساحات شاسعة من ولايات السودان التي ابتلعها الزحف الصحراوي فحولت الى مناطق صحراوية وشبه صحراوية.. اختار ما شئت من الولايات لتذهب إليها برا من الخرطوم، على بعد عشرة كيلو فقط من حدود ولاية الخرطوم باتجاه اي منطقة اخرى شرقا، وغربا ، شمالا أو جنوبا لا تجد حول ناظريك سوى اراض يباب شجيرات شوكية هنا وهناك وكأنك فارقت الزمن لمدة مئة عام. كلها بسبب عوامل التعرية والزحف وبسبب قلة حيلة الغابات التي لم تتمكن من أن تأخذ استحقاقاتها من بند النهضة الزراعية إلا القليل جدا.. الناس في مناطق الغابات يتعاملون في معظم الاحوال مع هذه الموارد بعشوائية حيث تجد القطع الجائر وغير المنظم للاشجار ليس لأنهم قوم عشوائيون لا سمح الله لكن لقلة حيلتهم في تدبر معاشهم. لا سبيل لهم غير هذا السلوك. لكن لو وفرت لهم البدائل بشكل علمي فلا احد يرغب في تلك الطريقة البدائية التى رأيتها يوما وأنا اتجول في بعض هذه المناطق.. اذا سددت وزارة المالية استحقاقات كثير من الجهات ومنحتها نصيبها خاصة ذات الصلة بالنهضة الزراعية فإن المردود والعائد الاقتصادي والاجتماعي سيكون اكبر من تحويل البند الى بنود اخرى ترى فيها المالية انها ذات اولوية اكثر لكن ماذا نقول وأمامنا يوم القيامة الأكبر الذي ينتظرنا مع العام المالي الحالي؟!.