البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    افتتاح المعرض الصيني بالروصيرص    أنا وعادل إمام    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبد الحليم المتعافي ل(مراجعات) (4-4) (...) هذا رأي مأمون بحيري في الحركة الإسلامية والترابي
نشر في السوداني يوم 04 - 05 - 2014


د. عبد الحليم المتعافي ل(مراجعات) (4-4)
(...) هذا رأي مأمون بحيري في الحركة الإسلامية والترابي
حققت معداتي التي أحضرتها من السعودية دخلاً أكبر من مرتبي
تحفظ والدي على زواجي لعدم وجود تكافؤ اقتصادي
رغم عدم معرفتي بتدبير الاسلاميين للإنقاذ ولكن شكيت لهذا السبب (...)
خضت انتخابات 1986م رغم معرفتي بخسارتها للاستفادة من سوقها في عرض بضاعتنا
++
حاوره: الطاهر حسن التوم
++
واصل برنامج (مراجعات) الذي يعده ويقدمه الاعلامي الطاهر حسن التوم سلسلة حلقاته مع وزير الزراعة والغابات الاتحادي ووالي ولاية الخرطوم السابق د.عبد الحليم المتعافي والذي سرد في الحلقة الرابعة العديد من الجوانب الخاصة في حياته على رأسه زواجه من د.هند مأمون بحيري وتجربته في الاغتراب في المملكة العربية السعودية وذكرياته مع اول يوم استولت فيه الحركة الاسلامية على السلطة في الثلاثين من يونيو 1989م. وحرصاً على توثيق تلك الافادات المهمة تقوم (السوداني) بتقديم ملخص لأبرز الإفادات التي وردت في الحلقة الرابعة.
++
بعد أقل من عام تقريباً من منافستك لرجل قامة كخليل عثمان تقرر فجأة أن تغادر الملعب السياسي وإخلائه. هل صحيح أن الفلس هو السبب كما ذكرت في ختام الحلقة الماضية أم هناك شيء آخر؟
أنا أولاً لم أكن منافساً للدكتور خليل عثمان ودخلنا الى الانتخابات برؤية مختلفة جداً. كنا نعلم أننا لن نفوز في الانتخابات وكنا نعلم أن الأخ الدكتور خليل عثمان سيفوز بما قدمه من أعمال جليلة تشهد عليه محلية الدويم وكل النيل الأبيض، وحسابتنا كانت واضحة وقلناها له بأنه سيفوز بشكل مريح وسيأتي بعده حزب الأمة ثم الاتحادي الديمقراطي وسنكون نحن في المرتبة الرابعة ولكنه أبدى خشيته من تشتت الأصوات وانحياز الشباب لي فقلت له إن أغلب الشباب في الدويم سيصوتون له لأنهم تعلموا في المدارس التي تبرع بها وأقامها. فالدكتور خليل عثمان كان شخصية فذة ومحبوبة ولا يوجد من ينافسه في ذلك.
نحن دخلنا الانتخابات لأنها السوق الذي نعرض فيها بضاعتنا ونختار أخيارا من الشباب ونضمهم الى صف الحركة الإسلامية ونخرج عادة بعد كل حملة انتخابية أكثر قوة وأكثر عدداً وأكثر خياراً للتعرف على قيادات المجتمع. كانت تلك هي المرة الأولى في الجبهة الاسلامية القومية وفي العمل الاسلامي ندخل للريف ونصل لشيوخ القرى وشيوخ القبائل والعمد ونحتك بقاعدة المجتمع وكنا نعرف أننا لن نفوز وكنا وضعنا سقفاً أن نصل على الأقل كل قرية من ال400 الموجودة في الدائرة فعندما انتهت الانتخابات خرجنا برصيد كبير من الأصوات قرابة ال7 آلاف صوت وبمعرفة ببطون القبائل وأفخاذها ومشائخها والطرق والعمد وأصبحنا متواجدين في المجتمع واكتفينا بذلك.
بعدها انتهت فترتي في الدويم ونقلت الى الخرطوم وكنت قد قررت التخصص في طب الاطفال ولكن لاحقتني الانتخابات بمشاكلها. الفلس وبقايا ديون الانتخابات وفي ذلك الوقت كان العمل الاسلامي لم تكن امكانياته المادية كبيرة واكتشفت ان لدي مشاكل مادية كثيرة وكانت موضة الاغتراب بدأت وشجعني زملائي على الاغتراب للسعودية.
من أين كانت تأتي موارد الإسلاميين؟
أغلب مواردنا كانت تأتي من الأعضاء خاصة الاسلاميين المغتربين كانوا يقومون بالعبء الأكبر من تمويل الحملات الانتخابية فلم يكن البزنس في اواسط الثمانينات بصورة ظاهرة ولو انه كان أفضل من الأحزاب الأخرى ولكنه لم يكن يسعفنا ويغطي تكاليف العمل السياسي. الدعم الأكبر كان يأتي من السودانيين المغتربين.
ألم يحدث نقاش داخل الحركة الإسلامية في أن أحد الصاعدين فيها سوف يغادر؟
أنا كنت نجم صغير وكانت الحركة بها مرونة في القرار والتشاور وطلبت ان أسافر حتى أستعد للتحضير ووقتها الحركة كانت عبارة عن مجموعات سهل التواصل بين أفرادها فأخذت الاذن وسافرت ولكن رجعت بعد ثلاث سنوات لم أستطع البقاء في المملكة العربية السعودية.
تزوجت من أسرة مأمون بحيري وهو وزير المالية الأشهر في السودان والأكثر لمعاناً لا شك أن نقاشاً وحديثاً دار حول تلك الخطوة؟
أولاً رحم الله الوالد مأمون بحيري كان شخصاً فذاً وأنا تعرفت على الدكتورة هند في الجامعة. كانت خلفي بثلاث سنوات والتقينا في العمل الاسلامي وهي كانت ناشطة سياسية في اتحاد جامعة الخرطوم، المجلس الاربعيني، ولم تكن لي صلة بالسياسة ولكن تعارفنا.
هل أنت من جندها؟
في موضوع التجنيد كنا مجموعة وليس فرد وكنا نقوم بحوارات وأركان نقاش مفتوحة وتعليم للقرآن وشارك في هذه العملية مجموعة من الاخوة الأفاضل اشهرهم الشيخ امين عباس الذي كان يتولى تعليم القرآن الكريم وهو الآن رجل أعمال معروف وصيدلي وكان شيخاً علّم النساء وعلّم الرجال فاشترك عدد من الإخوة في هذا العمل وأثمر هذا العمل بإحداث تحول كبير في كلية الطب وتحولت كلية الطب من طالبات كانوا أقرب لليسار الى أصبحت الأغلبية تابعة للحركة الاسلامية.
كيف كان قرار الزواج؟
أنا أعرف هند وأسرتها وكنا نزور منزلهم مجموعات وكنا نقيم حوارات وأذكر في إحدى المرات ومعنا مجموعة من الشباب ممن يهتم بالاقتصاد والفكر دكتور مأمون دعانا أكثر من مرة في داره وقمنا معه بحوار فكانت توجد صلة خفيفة بيني والأسرة وعندما قررت أن أتزوج تحدثت إليها فقبلت وطلبت منها أن تحدد لي موعدا مع والدها مباشرة وذهبت إليه وحدي وقلت له: أعرف أن الخطبة لا تتم بهذه الصورة ولكني أريد أن أتأكد أنكم سوف تعطوني لها وبعدها موضوع الأهل ساهل سوف آتي بهم وقبل ذلك كنت قد قمت بمشاورة الوالد وكان رأيه واضح فهو من الفقه المالكي فقال لا توجد كفاءة، فنحن من أسرتين اقتصادياً مختلفتين جداً وقال لي نحن على قدر حالنا فلماذا تذهب بنا إليهم والدويم عامرة بالفتيات، فقلت له إن هذا الموضوع محسوم وأنا اخترت، وهكذا وسألني عن أصلهم فاستفسرت من هند التي أبدت استغرابها ثم رجعت له وأخبرته، وبعدها أبدى موافقته المبدئية على الزواج.
وبعدها ذهبت مباشرة للقاء بحيري. إنها زميلتي هي تعرفني وأعرفها وأنا أتيت لأطلب يدها فأنا الآن أريد أن أخبرك فإذا الأمور تيسرت الباقي سهل فابتسم وقال لي إن هذه أول بنت لي وما عارف هذا الموضوع كيف يقوموا به فاعطيني شهر بعد شهر أرد عليك. فقلت له جداً وبعد شهر ما جيت وبعد شهر ويوم رسل لي وقال لي انت مش عندك مواعيد معاي قلت له يمكن ترفضوني فضحك وقال لي انهم تأكدوا من أسرتي واطمأنوا ونحن الآن ليس لدينا مانع في أن نعطيك ابنتنا ولكن الآن نريد أن نعرف الترتيبات، فقلت له إن والدي لأنه أنصاري سوف يحضر العقد فقط ولكن أعمامي وأبناء أعمامي وخيلاني كلهم سوف يحضروا معي فسألني العم مأمون عن الحفل فقلت له نحن أنصار فالحفلات والرقيص والغناء ما عندنا بيها صلة فقال لي: أهلنا لو الزواج ما فيه حفلة ما بتقبلوه فبدأنا بموقفين متباعدين وبعد حوار وصلنا لاتفاق أن نعمل حفل به فنان ولا يوجد رقص للأولاد والبنات, واتصل بالمرحوم احمد المصطفى فرحب وقال إنه مرتبط بزواج ولكن سوف يأتي بفنان سلوكه منضبط وهو سيد خليفة, فلم يكن رقيص وفي النهاية كانت أغنية حماسة فانتهت القصة بسلام وأصدقائي حضروا وعند ال11 سيد خليفة أوقف الحفل, تاني يوم سافرنا.
العقد كان من عمدة الضباينة ووكيلي كان والدي وتم في مسجد نمرة 2 وكان في السادسة وبعد الزواج وقد كنا مجموعة من الشباب في عمر واحد تزوجنا مع بعض دعانا الشيخ حسن عشاء في منزله عبد الحليم والامين حسن عمر فكنا حوالي 8 تزوجنا مع بعض.
كيف كانت العلاقة بينك وبين مأمون بحيري؟
الوالد مأمون بحيري شخصية نادرة جداً وفذة جداً وعلى ثقافة واسعة ومتطلع على مختلف العلوم وتزوج بأخت السلطان علي دينار وهو متأثر بتراث السلطان ويعد من القلة الذين تلقوا تعليما من اكسفورد والتحق بوزارة المالية وأسس اصبح بنك السودان وشغل موقع وزير المالية وهو في ال39 من عمره وبعد الثورة على حكم الفريق ابراهيم عبود اختاره الأفارقة لتأسيس بنك التنمية الافريقي وأصبح اول محافظ لبنك التنمية ولغاته متعددة وثقافته واسعة وكان يحب الحوار مع الشباب ولديه أحمال من الكتب وعشرات المئات من الكتب قرأها كلها وكان متدينا بطريقته وعلاقته مع الله سبحانه وتعالى. كان محباً للمساكين ويحب مساعدة العمال الذين يعملون معه وكثير منهم عمل بالبنوك والشركات وكان يسعد جداً بهذه الأعمال الخيرة وكان يحرص على مجالسة أصحابه وكانوا يهتمون بقضايا اللغة والاقتصاد والفكر، وظل حتى وفاته ناشطا فكريا واقتصاديا.
أذكر عندما عينت محافظا ثم وزيرا لمالية البحر الاحمر أتيت للخرطوم واستفسرته عن كيفية وضع الميزانية فقال لي أي شخص يريد أن يضع ميزانية يكون طموح ولا يفكر في إيراداته وإنما يوسع نظره للأمام لأن مشروعات التنمية تحتاج الى صيانة ومتابعة فإذا لم تهتم بالإنتاج لن تفلح والتنمية يجب أن تسير على تنمية إنتاجية لإدرار الدخل في خطوط شبه متوازية.
أين حدث هذا عندنا؟
حدث أننا اهتممنا بالبنيات التحتية. أنشأنا السدود والطرق والتعليم العالي وعدد كبير من المدارس والجامعات فلم نهتم بتطور ذلك فأدى الى ضمور تلك الأنشطة وتأثرها وعدم انطلاقها والى الآن نعاني من هذه القضية وهذه نبهني لها الوالد مامون في العام 1994م. الدرس الثاني الذي تعلمته ضرورة وجود احتياطي معلوم لديك للطوارئ. لك وللقيادة فإذا حدثت تكون مستعداً لها من أول يوم، والنقاش معه كان من أهم الوسائل التي تعلمتها في مسيرتي.
ما هو موقفه من الحركة الاسلامية وموقفه النقدي المركزي لها؟ وما رأيه في حسن الترابي؟
كان ليبرالي منفتح التفكير ومع كل الجهات وليس مقتنعا بطريقة تفكير الاسلاميين. يعتقد أنها تقود الى مقاطعة لأنه يهتم جداً بالتعامل الخارجي فالمؤسسات الخارجية ليسوا فاعلي خير ولا شواطين فينبعي أن توجد بينهما تعامل وطريق وسط، ورغم إدراكه جداً لظلم المجتمع الدولي للفلسطينيين ويعتقد أن المجتمع الغربي ظالم رغم حبه لبريطانيا وعشقه قضاء معظم وقته في الريف الامريكي فكان مشخصا دقيقا جداً للعالم العربي خاصة القضية الفلسطينية وكان معجبا بالثورة وجهادها ولكن يعتقد ان الاسلامين يريدون ان يتدربوا اكثر ويصبحوا اكثر مرونة ويعتقد ان حسن الترابي اطول من حكم السودان وهو عاش ورأى انشقاق الحركة فقال لا يوجد شخص حكم عشر سنوات إلا شيخكم هذا فعندما حدث الانشقاق طلب مني أن أذهب به لحسن الترابي, وعندما أصر ذهبت به إليه فجلس ودار حوار شديد بيننا وبين الشيخ ولم نكن متفقين في كل ما طرح وكان يوجد حرية في النقاش بيننا نحن الشباب مع شيخ حسن ولم يشارك في النقاش وقلت له لماذا لم تشارك فقال لي أنا أريد أن أجامل الشيخ واستمتعت بالحوار بينكم ولم أدر أن بينكم حرية بذلك القدر وحمد لشيخ حسن احتماله لتلاميذه وكان له تقديره لشيخ حسن.
هل التقى أيضاً بالرئيس البشير؟
نعم قابله أكثر من مرة وقابله في عشاء وأنا أتيته في المنزل فقال لي أنا اليوم معزوم عشاء ولكن توصلني ولا تدخل معي قلت له لماذا؟ فقال لي هذا عشاء للسودانيين العاديين وليس الاسلاميين في منزل عبد الرحمن يعقوب, فقلت له ما رأيك فقال لي هو رجل سهل فأنا قابلت الرئيس عبود ونميري فقال لي الرئيس بشير أكثر أريحية وسهولة في التعامل مع الجماعة وتستطيع أن تدخل عليه بسهولة وتتحدث معه. الرئيس عبود كنا صغار وكنا نتهيبه والرئيس نميري كان أصعب في التعامل مع الآخرين ولكن البشير أسهل من الفريق عبود والمشير نميري وكان يعتقد أن الاسلاميين لديهم فرصة أكثر من غيرهم.
ماذا فقدت برحيله؟
لم أشعر بفقد والدي إلا بعد فوات مأمون بحيري لأنه عوضني كثيرا من والدي وكان رجلا كبير القلب, وكان يحمل قلب طفل وأنت لا تصدق الا عندما تتعامل معه فكان بريئا جداً وكان زول نصيحة وبأدب شديد.
ماهي النصيحة التي أعطاها لك؟
أول نصيحة عندما تزوجنا قال لي مافي اي واحد فيكم يشتكي لي واذا اختلفوا مية المية هذا شيء آخر، وكان هذا درس مهم جداً جداً، والنصيحة الثانية كما حدثتك كيف تدير الموازنة وكيف تتعامل مع القضايا وكنا دائماً مختلفين في بعض الأشياء فكنت محتجا على طريقته واهتمامه بالصرف على التعليم فلم يكن لديه موارد كثيرة لكن قدر العنده صرفه على أولاده والتعليم، فقلت له لماذا تصرف كثير على التعليم فقال لي: أي قروش تصرف للتعليم هذا أحسن استثمار, واكتشفت فعلا أنني أنا الغلطان.
هل حضرت وفاته؟
نعم كنت من الذين قاموا بتجهيزه والصلاة عليه.
هل حضرت لحظة الوفاة؟
لا ولكن حصلت وفاته وكان الأمر مؤلم لأني لم أكن أشعر بأنه سوف يتوفى وكان الذي أثر في فهمي حبي له وبمعطيات الطب كان يجب أن أدرك أنه سوف يغادر وقال لي إنني ذاهب وان شاء الله سوف أقابل أم بشائر واحسبه إن شاء الله من الأخيار.
قلت إنك ذهبت للسعودية بدافع الفلس ودوافع أخرى فماذا وجدت فيها كطبيب وهل مارست أي عمل آخر هناك بخلاف الطب؟
أهم شيء بالنسبة لي كانت فترة راحة فمنذ تخرجي وطيلة سبع سنوات انخرطت في الطب والسياسة والعمل الطوعي. أما في السعودية فوجدت الراحة وقرأت الطب وبدأت استعد للتحضير وأدرك سريعا في الوقت الذي ذهب مني. عندما رجعت من السعودية لم أحضر أموالا معي وإنما أتيت بمعدات وقلت إن تلك أفضل طريقة أحقق بها عائدات وأحول بها مبالغي بصورة قانونية وفي السنة الثالثة كانت لدي مساعي للتحضير في جامعة فينا ولم أمتلك أموالاً فبعت جزءا منها وطلب مني الاخوان في الحركة الاسلامية تشغيلها مع مقاول في شارع الجريف اسمه ابو كتف والممتع ان العائد منها كان أكثر من راتبي في السعودية فكنت أؤجرهم بستة آلاف دولار في الشهر فيما كنت أتقاضي من السعودية مرتب قدره 2 ألف دولار كان هذا بداية الاستفادة من السعودية.
هل انقطعت صلتك بالسياسة خلال وجودك في السعودية؟
لا أبداً ولكنا كحركة اسلامية كنا منظمين ونلتقي والسعوديين لم يكونوا منزعجين من لقاءات السودانيين لأنهم كانوا واثقين أننا لا نعمل مشاكل وكنت أسكن بجوار مسؤول الأمن في المدينة ونجتمع في منزلي وكان أحياناً يسافر معانا العمرة وكنا منظمين جداً وكنا نلتقي بإخواننا في الرياض في لقاءات متباعدة وكنا مترابطين وندفع اشتراكات.
حينما قامت الانقاذ في يونيو 1989م هل كنت في السعودية أم بالخرطوم؟
في يوم الثورة ذاتها كنت في الخرطوم ومن المفترض ان أسافر ووقتها كنت جالس مع العم مأمون فدقت الموسيقى وانتبهنا للأخبار حتى تم اذاعة البيان ولم أكن أعرف أنه انقلاب للجبهة الاسلامية وبعد ساعتين شكيت لأني رأيت أحد كبار الاسلامين الدكتور عبد الوهاب عثمان يستقل سيارته بكل هدوء ولم يكن متوتراً ثم خرجت لأرى الأخبار في بيت السيد محمد عثمان لأنه جار للعم مأمون بحيري ولكنني لم أجد شيئاً. قابلت بعدها عبد الوهاب عثمان وسألته فقال لي ليس عندي فكرة وانهم اعتقلوا احمد عبد الرحمن وشيخ حسن وحينما سألته عن الجهة التي نفذت الانقلاب قال يبدو أنهم أناس وطنيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.