(المعسكرات) ياوزير الداخلية رغم أن الشرطة كجهاز لم تقصر فى واجبها إزاء حفظ الأمن وبث الطمأنينة والاستقرار فى ربوع البلاد إلا أن هنالك تحديات كبيرة لا زالت ماثلة أمام عمل الشرطة وتحول دون نشر الأمن والاستقرار خاصة فى العاصمة القومية فالناظر الى دفاتر البلاغات هذه الأيام يجد أن هنالك تزايداً فى السرقات وانتشار العصابات المتفلتة وتزايداً فى تصنيع وترويج الخمور وحملات الشرطة الراتبة أكبر دليل على ذلك، وهنا يكمن السؤال على من نلقي باللائمة؟ ولماذا ذلك التزايد فى بعض الجرائم؟ إذا بحثنا عن إجابة فإننا نجد أن هنالك سوء فى التخطيط والتقدير والتنظيم يعتري الأجهزة الموكلة إليها تلك المهام بالعاصمة القومية ويتمثل ذلك القصور فى أننا إذا نظرنا الى خارطة العاصمة فإننا نجد أنفسنا فى مأزق حقيقي وربما قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر فى أي لحظة، فالعاصمة تتوسط أكثر الأحياء خطورة والتى تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم ودونكم محاضر البلاغات وتصنيفها وأكثر الجرائم انتشاراً بتلك الأحياء ومعدلات الجريمة بها. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتم محاربة للحشرات الطائرة دون رش للمستنقعات والبرك وتجفيفها وأقصد بذلك أن على أجهزة الدولة جميعها أن تسهم فى نشر الأمان وليست الشرطة لوحدها فلا يمكن للشرطة بأي حال أن تحارب الجرائم المستحدثة والجرائم التى تنتشر بكافة أرجاء العاصمة القومية دون استئصال لأصل الجريمة ولمزيد من الشرح نجد أن الدولة تكرماً منها شرعت فى استقبال اللاجئين بمعسكرات نجدها تنتشر بعدة أحياء فى ولاية الخرطوم ونجد أن تلك المعسكرات تنتشر بطريقه أحسب أنها تفتقر للنظرة الثاقبة من ناحية أمنية إذ إن تلك المعسكرات أصبحت الآن عبارة عن بؤر وأوكار لإيواء وصنع وطبخ وإنفاذ الجرائم. تلك المعسكرات أصبحت مأوى لمعتادي الإجرام مستغلين فى ذلك أن تلك المعسكرات لا تخضع للتفتيش الكامل ففى تلك المعسكرات تتم صناعة الخمور وترويجها وتنطلق منها جرائم القتل وترويج المخدرات والدعارة واستلام الأموال المسروقة ومنها تنطلق العصابات المتفلتة لترتكب جرائمها وتعود لجحورها بتلك المعسكرات وأكبر دليل على ذلك حوادث السرقات التى تقع بالأحياء القريبة من تلك المعسكرات فهى الأكثر عرضة لجرائم السرقات والنهب وانتشار الخمور وبالرجوع الى حملات الشرطة نجد أن أكبر انتشار للعصابات المتفلتة وضبطاً لها بمناطق أمبدات غرباً وكرري شمالاًَ وجبل أولياء جنوباً ومناطق شرق النيل شرقاً والخرطوم نجدها تتربع وسط تلك الاتجاهات أليس ذلك مأزقاً حقيقياً؟ على وزير الداخلية وليس وحده بل كل الأجهزة ذات الصلة أن تعيد التخطيط والدراسة فيما يتعلق بتلك المعسكرات وأن تعمل على نقلها لمناطق تبعد كثيراً عن مساكن المواطنين وإن لم تجد فعليها أن تطهرها بحملات يومية راتبة حفظاً للأمن خاصة وأن المواطن لم يعد يحتمل أن يتعرض لحادث سرقة او نهب ونحن فى زمن (البروح مابيجي)، الشرطة فى الفترة الأخيرة أصبحت تبذل مجهوداً جباراً لمنع وقوع الجرائم بانتشارها المكثف إلا أن كل ذلك لا يثني معتادي الإجرام من ارتكاب جرائمهم طالما أن هنالك معسكرات تأويهم وتحول دون سقوطهم فى أيدي الشرطة ولا أستبعد أن تحدث انفلاتات أمنية بسبب تلك الخلايا النائمة ونظل نتحسر ونقول (ياريت الحصل ماكان). ختاماً سيدي الوزير الوقاية خير من العلاج ولئن تزيل جميع المعسكرات بقلب العاصمة خير لك من ألف حملة يومية وإن باشرت إجراءات نقلها إو فرض إجراءات تأمينية عليها درءاً لإفرازاتها السالبة فحتماً سترى النتيجة بنفسك.