ثمة ما يدعو للتفاؤل من طرح الدكتور محمد يوسف على والي ولاية الجزيرة المكلف خلال إعلان تشكيلته يوم الجمعة الماضي إذ قدم ابرز مرتكزات الاختيار ولعل أهم ما ورد فيها تركيزه على الكفاءة والخبرة والشباب في مفهوم تكوين حكومة الولاية ولذلك فلابد من الربط مابين هذه المرتكزات وبين الموجهات العامة التي ذكرها السيد الوالي في خطابه عند مقدمه لتسلم مهامه وهو طرح نرى انه يفتح الباب إلى الإسهام في تفعيل دور وأداء المؤسسات ليواكب مهام هذا الطرح، مؤكدا انه لن يلجأ إلى تغييرا لقيادات إلا تلك التي تعجز عن أداء مهامها ونذكر إن ذلك لن يتحقق إلا بالمتابعة اللصيقة وألا يتم الاعتماد فيه على التقارير وإنما يجيء الأمر قرين المهام المطلوب القيام بها ولابد من مراجعة تطمئن على أن المسار في أيد أمينة و لاننتظر حتى يحدث الفشل ويكون الوقت قد مضى ونحن أحوج ما نكون فيه لإنجاز يعزز ما نرمي إليه من فترة التكليف . كما أن مطالبة السيد الوالي للإعلاميين بأن يكونوا سندا لحكومته جاءت على اعتبار أنهم على تواصل مع المواطنين لافتا إلى عدم إغفال الإمكانيات المتاحة وفي ظني أن في هذا رؤية متقدمه لدور الصحافة دون إغفال لحاجة حكومته لجهد كل الأجهزة الإعلامية كما أن دعوته للتبصير تفتح منفذا جديدا لدور فاعل للإعلام يقوم على الاحترام المتبادل وفي إطار المسئولية الاجتماعية التي يتحمل فيها كل طرٍف مسئوليته . إن ما ينتظر الوالي وحكومته لجد كثير لابد أن تكون الأولوية لقفة الملاح ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم والذي يصاحب مقدمه ارتفاع الأسعار بأسباب غير مبررة بالإضافة إلى مقدم الخريف وما ظلت تعانيه الأحياء ولا بد أن يكون للمحليات دور جديد في التواصل مع مواطنيها في مواقعهم وان لا ينتظر المعتمدون أن يأتي هؤلاء المواطنون إليهم في مكاتبهم سعيا للخدمات. ونلفت النظر لأهمية الاهتمام بخدمات المناطق الطرفية في المحليات تقصيرا للظل الإداري وتوفيرا للخدمات على بعد مسافات تناسب ظروف الخريف .. إن المواصلات في بعض إحياء المدينة بحاجة إلى التفافة من اللجان الشعبية التي ينبغي أن تكون حكومات فاعلة للأحياء إذ أصبح أصحاب مركبات بعض المواصلات يعملون في خطوط غير مصدقة لهم أصلا دون اكتراث للخط المصدق له العمل به . تتعدد مهام حكومة الوالي منها هو ما متعلق بمعاش الناس اليومي ومنها ما هو مرتبط بالتنمية والأولوية لمشروع الجزيرة الذي نقل الوالي لأهل الولاية بشريات تعيد له بريقا فقده ودورا منتظرا والأمر يتطلب كثير جهد يجب أن يبذل دون إغفال لكل ما طرح بخصوصه على مدى مسيرته الزاهية وتعثراتها والمزارعون يمثلون مرتكزا مهما في طرح المرحلة المقبلة الخاصة بالمشروع والتي تعتبر قضية الملاك احد أهم الأجندة فيما يتعلق بأمر المشروع لأنهم جزء من عودة فاعلة منتظرة لهذا العملاق الذي نأمل أن يكون منطلق صحوة الاقتصاد في مستقبل السودان عامة والولاية خاصة التي استمدت منه تميزها وريادتها والدور الذي لعبته في تاريخ السودان . إن منطلق الولاية في المرحلة المقبلة يجب أن تكون له مرتكزات واضحة زراعيا وصناعيا من خلال العمل على دراسة توقف بعض المصانع بالمنطقة الصناعية حتى تلعب دورا مرجوا في توفير السلع على مستوى الولاية إضافة لدعم هذه المصانع لموارد الولاية .. كما يجب أن نولي عناية خاصة لصناعات لازالت في بداياتها كصناعة الأرز الهوائي وسكر البنجر وغيرهما لاسيما وان عددا من خيرة الكفاءات من الشباب تقف خلف النجاحات المحدودة التي حققتها هذه الصناعات المستحدثة وفق أحدث معطيات التقنية ولابد من الالتفات لهؤلاء الشباب من المهندسين الزراعيين التي لا تحد طموحاتهم حدود وقد تجردوا لخدمة ولايتهم دون انتظار لشكر إلا مبادرات يمكن أن تسهم في تعزيز همهم . ومن مثل هذه النجاحات يجب أن تكون منطلقات العمل في كافة المؤسسات، داعين إلى ضرورة تدريب وتأهيل الشباب داخليا وخارجيا لان المرحلة المقبلة هي مرحلة الكفاءات المواكبة لمتطلبات العصر والتقنية . صحفي محترف 0919879997 هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته