عضو المكتب السياسية- حزب الامة د. خالد محمد فرح يكتب ليقرأ العرب جميع شعوب تعتقد أن بلدها هو أحسن بلد في العالم- وأن شعبها هو أفضل شعب في العالم- وأن رجالها هم أشجع وأقوى رجال في العالم- وأكثرهم رجولة- وأن مجتمعاتها هى أكثر المجتمعات طيبة وكرما وأريحية ونحوه. كذلك قد يقول البعض- من باب الشوفينية- أنهم أذكى شعب- وأن تاريخهم مجيد- ولهم على العالم والكرة الارضية أفضال كثيرة- وأنه بدونهم وبدون أعمالهم لما تقدمت البشرية- أو لما وصلت إلى ماهى اليوم من مدنية- وأن الدول التي تعتبر أكثر تقدما ومدنية في الوقت الحالى قد استفادت منها وبما اقتبسته عنها- وتطورت بفضل ما نقلته من إبداعاتها وإختراعاتها وإنتاجها- وهلم جراء. هنالك بالتأكيد عباقرة ومبدعون ونساء ورجال متميزون بين كل شعب وكل مجتمع. إن تميز البعض يدفع بهم إلى الصفوف الاولى في بلادهم- إذا وجدوا الفرصة الكافية. لكن في دول العالم الثالث- هل يستطيع كل أو أي متميز أن يجد الفرصة لإظهار مواهبه وإمكانياته؟ هل يستطيع أن يجد المقابل الذي يستحقه؟ هل تميزه يعتبر سببا كافيا لكي يتقدم إلى المركز الذي يستحقه أو تستحقه؟ هل هنالك شفافية أو عدالة كافية لينال كل إنسان ما يستحقه؟ أم أن هنالك عوامل أخرى تتحكم في مستقبل وحياة كل إنسان؟ هل يتدخل الفساد والمحسوبية والعلاقات الخاصة والصلات الشخصية والانتماءات وما إلى ذلك من عوامل لتحديد مصير كل مواطن- وبالتالى التاثير على مسار الوطن ومستقبله- حيث أنه حصيلة جمع كل ما يمت إلى مواطنيه. يوجد على مر الزمان- بين أبناء شعبنا الطيبين- متميزون في مختلف المجالات- من عملية وثقافية وأدبية وفنية ورياضية..الخ حالف الحظ بعضهم واستطاعوا أن يصلوا إلى مراكز متقدمة داخل السودان. على الرغم من تميز بعضهم لدرجة أنهم يستحقون الوصول الى الشهرة على المستوى العالمي- ولا تقتصر على المستوى الداخلي- الا أنه- للاسف الشديد- توجد عوائق عديدة تعيق ذلك. من بين العوائق للكفاءات والعبقريات- ه كثرة وتعدد المشاكل والمصاعب والمتاعب والمشاق الداخلية- وإستدامتها إلى درجة تجعل جل الجهود والانتباه تتجه نحو داخل البلاد- ولا يتبقى مجال للاتجاه نحو الشؤون الدولية الا القليل من الجهد والوقت. بالاضافة إلى ذلك- فإن هنالك عوامل أخرى مؤثرة- ومن بينها ضعف الامكانيات المالية والنقص في المعينات والاجهزة والبنية التحتية- من حسن حظي- أننى من خلال عملي ومشاركتي في المجال الاعلامي والصحفي خلال السنوات القليلة الماضية- أنني تعرفت على عدد كبير من الادباء والمثقفين والكتاب والصحفيين والاعلاميين في شتى المجالات الادبية والصحفية والعلمية. بجانب العلاقات الشخصية والصداقة التي نشأت بيني وبين الاغلبية العظمى منهم- وبحكم الاحتكاك والتفاعل اللصيق بمن يكبرني سنا ويفوقني خبرة- ومنهم من هم من جيلي والاجيال التي تليني- ومنهم من هم في سن الشباب وعمر أبنائي- ممن يمتلكون مواهب فذة- فإنني قد استفدت من عدد كبير من الكتاب والصحفيين- من مختلف الاعمار والأجيال- وتعلمت حتى من الشباب الكثير من الامور والشؤون. بحكم هذه الخبرة- فقد اكتشفت أن هنالك عددا كبيرا منهم يملك المواهب والكفاءة التي تستطيع أن تنافس على المستوى الدولي- ولا يقل هؤلاء عن أكبر واشهر الكتاب والصحفيين العالميين. وأن معرفتى بالدكتور خالد محمد فرح- منذ زمن قريب نسبيا- ومن خلال مقالاته الصحفية- فهو كاتب صحفي راتب- له مقالات مستمرة حول مواضيع مختلفة- بلغة سليمة وعبارات واضحة وكلمات بسيطة وسهلة للفهم والمتابعة بواسطة مختلف المستويات العلمية- أو التعليمية والثقافية. أنه لا يكتب للصفوة- أو للذين وصلوا الى مستويات التعليم الجامعي فقط- بل لعموم المواطنين- خصوصا الشباب- بدون الابتعاد عن المواطنين الذين نالوا قدرا كبيرا أو قليلا من التعليم- حتى يستطيعوا عن طريق القراءة- أن يزيدوا من قدراتهم ومعلوماتهم- وبالتالي زيادة ثقافتهم. إن الحصول على التعليم العالي أو الجامعي- قد لا يكون- بالتأكيد- هو الشرط أو الوسيلة أو السبيل الوحيد أو الأهم في تكوين ثروة ثقافية عند أي إنسان. لقد أصدر د. خالد محمد فرح كتابا عن د. عبد الله الطيب- الذي يعتبر أحد أعلام اللغة العربية في تاريخ السودان. كذلك أصدر مؤخرا كتاب (في الثقافة السودانية- رسائل ومقالات). هذا الكتاب الثاني- والذي يحوى أعدادا كبيرة من الكلمات الدارجة في اللهجة السودانية المستعملة في جميع انحاء السودان- مصحوبة بمقارنة ودراسة عن الكلمات التي توجد في اللغة العربية الفصحى- التي يمكن أن تكون موجودة كماهي- أو طالها بعض التخفيف في حرف ما- أو غيرت أو بدلت مواقع بعض حروفها في الكلمات الفصحى- أو غيرها من تصرف في الحروف لتأتي بلفظ مختلف أو محرف. أحد أجمل ما تطرق إليه الكتاب- هو المقارنة بين الكلمات الدارجة السودانية ومثيلاتها في اللهجات العربية الأخرى- بدءا من كلمة (زول)- مع ذكر مثيلاتها في اللهجة السورية أو الشامية وهى كلمة (زلمة) والقرب بينهما. هذا الكتاب يفيد القراء العرب كثيرا للتعرف على اللهجة السودانية وعلى الكلمات الدارجة في عدد من اللهجات العربية في طول البلاد العربية وعرضها. إنه كتاب موجه- ليس فقط للسودانيين- بل للعرب عامة.