بقلم : رفيدة ياسين تتعالى أصواتهم في التحريم والمنع في هذه الفترة من كل عام وكل الأماني بالنسبة لهم إيقاف برنامج أغاني وأغاني.. وهم يركزون كل جهودهم بقية العام إما لتحريم رياضة كرة القدم على المرأة أو تحريم التصويت للشاب نايل. هم مجموعة من المتشددين في البلاد لم أسمعهم يوما منشغلين بقضايا الفساد وحال العباد. يوزعون صكوك الفتاوى كما يشاءون وفي الوقت الذي يريدون، لا يقتبسون من الدين القيم التي تدعو للسلام والتكافل والدعوة للإصلاح بالكلمة الطيبة. كنت أتمنى من هؤلاء الإشادة بالمجهود الطوعي الذي يقدمه خيرة من شباب وشابات بلادي في مبادرات كصدقات وغيرها بتقديم حقائب رمضانية للمحتاجين وتكريس خطب المساجد في دعوة الناس للتكاتف والمشاركة في عمل الخير وذلك بدلا من اختصار الدين في منع أغاني وأغاني. لا أدري ما السر الذي يدفعهم كل عام دون كلل أو ملل لمحاولة إيقاف البرنامج الناجح الذي تقدمه قناة النيل الأزرق رغم تجاهل مساعيهم وبث البرنامج كل موسم. ولا أعلم من أين لهم بهذه القوة الخفية التي تصور لهم أنهم يمكنهم إيقاف البرنامج في وقت تجلس فيه قيادات الدولة في للاستماع للبرنامج بأصوات فنانين شباب يتوسطهم السر قدور وهو يسرد حكاوي الغناوي التي يستمتع بها الكثيرون من أهل السودان المتديِّنين الوسطيين الذين يتأثرون بالطرب الأصيل تماماً كما يحرصون على تأدية الفروض والسنن. يتناسى هؤلاء أن الله في كتابه الكريم قال في سورة الغاشية: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)) وفي سورة آلِ عمران: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) صدق الله العظيم. هل يعتقد مشايخ الموسم أن قائمة اختيارات الناس تقتصر على قناة واحدة فقط إن منعوا عنها برنامجا لن يجدوا بديلا لها. وهل سيفرغون أنفسهم للوقوف على باب كل منزل بالعصا لإجبار الناس على الذهاب إلى صلاة التراويح. هاهم الآن ذات المشايخ يعلنون تحريم مشاهدة مباريات كأس العالم النافذة الوحيدة التي يتنفس خلالها الملايين هموم وضغوط حياتهم. المقترح المتبقي لهم طالما أنهم يشكلون الدين على طريقتهم اعتقادا منهم بأهليتهم للتحكم في خلق الله بالريموت كنترول هو أن يصدروا فتوى بتحريم النزول إلى شارع النيل وتحطيم شاشات التلفاز في كل البيوت وتحريم إقامة الأعراس والمعارض والمهرجانات وإقامة الحد على كل مبدع، وفي ذيل كل ذلك أن يصدروا فتوى تحلل الانتحار ليتخلص الناس من دنيا يريد فيها بعض المتطرفين قتل الناس وهم على قيد الحياة، طالما لم يحرموا قتل النفس التي حرم الله بغير حق. أخيراً: لماذا تُفتح بيوت الله لمن يدعو إلى استهداف سفارات الولاياتالمتحدة في كل مكان؟ وتبقى المسيرات مسموحة لداعمي داعش ورافضي زيارة السيسي إلى الخرطوم دون منع أو اعتراض؟. أعزائي فلتكن بدايتكم بمتآمري الداخل للتفرغ لمواجهة الأغراب، فديدننا الحق لا يمثله الشيخ الجزولي ولا الشيخ الأمين. الدين الإسلامي هو دين الوسطية لا دين المتطرفين أو الدجالين. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته