تعد المعارض والمهرجانات وأعياد الحصاد والإنتاج والدورات الرياضية والسباقات، والمؤتمرات والمناسبات الدينية، أحداثاً سياحيةً عامةً، حيث يؤمها ويشارك في فعالياتها جمهور غفير من المشاهدين والمشاركين والمنظمين والإعلاميين وغيرهم، وبالتالي يؤدي وجود هذه الجماهير الكبيرة إلى تفعيل وتحريك كل المؤسسات والمنشآت والصناعات الكبيرة أو الصغيرة المتصلة بالنشاط السياحي في أي مكان. من أبرز إيجابيات السياحات الجماهيرية، أنها تقوم بدور مهم في تنمية وتطوير حركة السياحة الداخلية في المنطقة، باعتبار السياحة الداخلية بمثابة الركيزة الأساسية لتنمية وتطوير السياحة الأجنبية (الوافدة)، فإذا لم ترتب بيتك، لا يمكنك دعوة الآخرين لزيارته. السياحة الداخلية، أي انتقال المواطنين داخل بلدهم، تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق السلام الأهلي، ونشر ثقافة السياحة بين المواطنين، وتعرفهم على موارد وإمكانات وتاريخ بلدهم. كما تساهم السياحة الداخلية في توفير مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية التي ينفقها المواطنون خارج بلدهم، لأغراص السياحة. تساهم السياحات الجماهيرية أيضاً في خلق رواج اقتصادي في المنطقة، من خلال ارتفاع نسبة الأشغال في المنشآت السياحية مثل منشآت الإيواء، ووسائل المواصلات، والمحلات العامة، ومراكز التسوق، ووكالات السفر والسياحة، ودور الطباعة، والصناعات الغذائية، وغيرها من الصناعات الأخرى الرئيسية والفرعية المتصلة بصناعة السياحة، وهي تتجاوز 450 صناعة. تساهم السياحات الجماهيرية في الترويج للسياحة في منطقة الحدث من خلال الآتي: أ-الدعوة لزيارة المنطقة لأغراض السياحة والتعريف بالموارد والإمكانات المتوفرة. ب-دعوة المستثمرين ورجال الأعمال وبيوت التمويل للاستثمار في قطاع السياحة في المنطقة. وتؤدي السياحات الجماهيرية إلى ايجاد نشاط تجاري في المنطقة مما يضاعف حجم الرسوم والضرائب، كما تساهم في زيادة فرص العمل بالنسبة للسكان المحليين، وكذلك الترويج وتسويق المنتجات الريفية المتاحة، من صناعات يدوية، ومنتجات ألبان ولحوم وخضر وفاكهة وغيرها، فالسياحة عموماً والسياحات الجماهيرية على وجه التحديد، تعمل على تخفيف حدة الفقر وتحقيق التوافق الاجتماعي. كما تُصنف بعض أنماط السياحات الجماهيرية كالمهرجانات والمعارض وقرى التراث، بأنها متنفس مهم لسكان المنطقة، خاصة المعارض والمهرجانات القرى التي تشمل أنشطة وأحداثاً خاصة بالأسر والأطفال. من أجل نجاح الأحداث السياحية الجماهيرية، وتحقيق الأهداف والغايات من استضافتها وتنظيمها وإقامتها بالصورة المثلى، ينبغى توفير الآتي: أولاً: تيسير الحصول على تأشيرات الدخول، والعمل على منحها في الموانئ الجوية والبرية والبحرية، مع وجود مستديم لأفراد شرطة السياحة في هذه الأماكن، لتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة بالنسبة للزائرين لحضور الأحداث السياحية الجماهيرية. ثانياً: توفير كافة الخدمات السياحية من نقل وإيواء ومحلات عامة ووكالات سفر وسياحة، ومراكز استعلامات واتصالات وغيرها بحيث تناسب الخدمات السياحية كل مستويات السياحة، من شخصيات بارزة، رجال أعمال، شباب، طلاب، أشبال.. إلخ. ثالثاً: إجراء تخفيضات خلال فترة الأحداث السياحية الجماهيرية في أسعار المواصلات والإقامة، بغرض تشجيع المواطنين والسياح الأجانب على حضور الحدث السياحي والأحداث القادمة، ثم زيادة الأسعار مستقبلاً، بعد تكوين قاعدة كبيرة من الزبائن وعشاق ومحبي كل نمط من أنماط السياحات الجماهيرية. رابعاً: اختيار وتحديد منتج معين تشتهر به منطقة الحدث، كمنتج رئيس جاذب ومحبب للسياح والمواطنين، وبأسعار مغرية، وذلك في حالة إقامة مهرجانات السياحة والتسوق. خامساً: إقامة الحدث السياحي الجماهيري في منطقة آمنة ومستقرة، تتوفر بها كل الخدمات الضرورية، وذلك خلال شهر الموسم السياحي في البلاد تفادياً للشهور التي ترتفع فيها درجات الحرارة، أو تهطل فيها الأمطار بغزارة، (الموسم السياحي في السودان من أول ديسمبر حتى نهاية شهر مارس). سادساً: الترويج للحدث السياحي الجماهيري قبل فترة زمنية كافية، وإجراء الاتصالات اللازمة مع منظمي الرحلات السياحية في الأسواق المصدرة لحركة السياحة، وسفاراتنا وأندية الجاليات السودانية بالخارج وتزويدهم بالنشرات والملصقات والبرامج. وتقوم الأحداث السياحية خلال الموسم السياحي بحيث يتضمن نوع ومكان وتاريخ الحدث وأسعار البرامج السياحية الخاصة به. سابعاً: ينبغي أن تتزامن فترة إقامة الأحداث السياحية مع إقامة معارض عامة أو متخصصة كمعارض الزهور والتراث الشعبي، وذلك بغرض إثراء فعاليات الحدث السياحي الجماهيري. ثامناً: ضرورة إشراك فعاليات القطاع السياحي الخاص في الحدث لتقوم بتنظيم زيارات للمتاحف والمواقع الأثرية والسياحية ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمختلف أنواعها. تاسعاً: إقامة ندوات بعد انتهاء الحدث السياحي، بغرض التقييم وتكريم المؤسسات والمنشآت المميزة، ومن أجل تشجيع الآخرين على تحسين مستوى خدماتهم والارتقاء بها للمستويات المطلوبة. أخيراً: حتى تحقق السياحات الجماهيرية الأهداف والغايات المرجوة، يجب أن يسبق تنظيمها وإقامتها إجراء دراسات وأبحاث حول ظروف السوق المحلي والإقليمي والأسواق الخارجية ومستوى العلاقات السياسية مع البلدان المصدرة لحركة السياحة الدولية مع تقييم حجم ومستوى منشآت الإيواء، ووسائل المواصلات، والمحلات العامة، ومكاتب تنظيم السفر، ومراكز الاتصالات والاستعلامات اللازمة لمقابلة احتياجات ومتطلبات الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار والمستويات. ومن عند الله التوفيق. * خبير سياحي - عضو الاتحاد العربي للكتاب السياحيين العرب