أضع هذه الرسالة الدامعة في بريد الوزير الإنسان والمربي الدكتور عبدالمحمود النور عبدالمحمود وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم.. ثقتي لا تحدها حدود في استجابته العاجلة.. ويقيني أنه سيسبقنا إلى إحدى المدارس الخاصة المعروفة بمدينة الصالحة بالريف الجنوبي لمدينة أم درمان حيث قام مالك المدرسة ومؤسسها بطرد التلميذتين آية وإلفة أولى وثانية أساس وحرمانهما من الجلوس لامتحانات النصف الأول للعام الدراسي الحالي. لم تجد الصغيرتان غير الدموع والأسى وهما تلملمان حقيبتيهما الصغيرتين وتخرجان بقلب مجروح وخاطر مكسور وتغادران فصل الدراسة وحوش المدرسة الخاصة التي أبت شروطها ولوائحها الجافة الاستجابة لروح الرحمة ونداء التربية قبل التعليم والسماح لهما بالجلوس للامتحان إن لم يكن تقديرا لصغر سنهما وظروف أسرتهما المغلوبة على أمرها.. إن لم يكن لهذا فتقديراً وإكراماً لهما فهما يتيمتان فقدتا والدهما الذي غيبه الموت وتركهما لأم مسكينة تكابد تصل يومها بنهارها لتوفر لهما لقمة العيش وحليب العشاء مع أخيهما المقعد بسبب مرض الشلل حفظ الله أبناء بلادنا منه. أخي الوزير.. أنقل لك بعضاً مما جرى في تلك المدرسة.. أنقل لك تضامن التلميذات الصغيرات مع اليتيمتين حيث جمعن ماتيسر لهن من جنيهات للمساهمة في دفع رسوم القسط الثاني للشقيقتين اللتين تمترست إدارة المدرسة المذكورة خلف نصوص لائحة الرسوم ورفضت كل الرجاءات والصرخات التي بثها نفر من العاملين بالمدرسة من معلمين ومعلمات.. لكنهم فوجئوا برفض المدير لكل مناشدة مع إصرار عجيب على ضرورة تسديد الرسوم قبل أي حديث عن إعادة اليتيمتين إلى المدرسة وإلحاقهما بجدول الامتحانات. أخي الوزير.. لا نود تعنيف مدير المدرسة المذكورة.. ولا نريد مناقشته حول إصراره على تطبيق اللوائح المالية داخل المدرسة التي شيدها لجني المال والأرباح وإن كانت رسالة التعليم هي اللافتة التي شيد تحتها هذه النقاطة.. لا نود مناقشته من هذه الزاوية.. لكننا نضع بين يديك أخي الوزير تساؤلاً محيراً: أليس من واجب الوزارة مساءلة صاحب هذه المدرسة ومراجعته في تبعات قراره هذا والذي نراه مجانباً لمقاصد التربية والتعليم بحرمانه هاتين الصغيرتين من الجلوس للامتحان ومن ثم متابعة تحصيل الرسوم عبر طرق أخرى لا تترك أثرًا نفسيًا في دواخل الطفلتين علماً بأن الرسوم موضوع الطرد تقع في دائرة القسط الثاني حيث تم تسديد القسط الأول قبل وفاة والدهما عليه رحمة الله. أقول للأخ الوزير إن نفرًا من أهل الخير والصلاح قد قاموا بتسديد الرسوم وستعود الصغيرتان لحجرة الدراسة لكننا نطلب منك أخي الوزير تسجيل زيارة لهذه المدرسة والوقوف ميدانياً على الظاهرة وقبل عودتك لمكتبك لاتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات أرجو أن تزور منزل أسرة الصغيرتين موضوع هذه المناشدة.. إن فعلت هذا ستكتمل عندك الصورة وأركان الاستجابة لهذه الصرخة!!.