مؤسس كلية اقرأ للعلوم والتكنولوجيا د .خلف درويش: هذه الأسباب وراء إنشاء الكلية بقرية فداسي الحليماب د. درويش :عدم رغبة الطلاب في التعليم التقني وراء تحويل الجامعة لكلية خيرية لخدمة القرآن الكريم حوار : رحاب فضل السيد آلاف الخريجين الذين تفرخهم مؤسسات التعليم العالي سنوياً.. أنتج تفريخهم أعدادا مهولة من البطالة والتي بدون أدنى شك المتهم الأول فيها سياسة خاطئة عجزت عن خلق برامج تواكب سوق العمل وتستوعب هؤلاء الخريجين، وبحسب الواقع الماثل فإن التوسع في مؤسسات التعليم العالي دون التخطيط وما يقابله من توظيف بنسب ضئيلة ينذر بارتفاع نسب البطالة بشكل مخيف حتى الجهات الرسمية اعترفت بأنها لا تملك أرقاماً ونسباً حقيقية للخريجين والتوظيف والبطالة، ولكن في الفترة الأخيرة برزت كليات تنمية المجتمع التي تنتهج برامج مربوطة بمستجدات الاقتصاد السوداني وسوق العمل كبرامج التدريب المهني والتلمذة الصناعية، وفي ذات الاتجاه التقت (السوداني) ب . د خلف درويش غدير العراقي الأصل عميد ومؤسس كلية اقرأ للعلوم والتكنولوجيا في حوار قصير، وفيما يلي تفاصيله. # من أين نبعت فكرة إنشاء الكلية؟ بدأ إنشاء كلية اقرأ للعلوم والتكنولوجيا في العام 2008 ككلية خيرية تسهم في رفع الوعي وتطوير القدرات، وتقدّم مجلس أمناء منظمة المجذوب بطلب لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لقيام الكلية ضمن مؤسسات التعليم العالي الأهلي والأجنبي، وبناء عليه صدر قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي في ذلك الوقت بالموافقة النهائية على قيام كلية اقرأ للعلوم والتكنولوجيا بفداسي الحليماب ولاية الجزيرة. ولماذا منطقة فداسي تحديدًا؟ هي المرة الأولى التي أسافر فيها إلى السودان وصلت مطار الخرطوم وتوجهت للعمل كعميد بكلية فداسي التقنية عن طريق التعاقد مع هيئة التعليم التقني وسكنت في قرية فداسي الحليماب وأحسست بحاجة المنطقة لمثل هذه البرامج. # هل كانت البنى التحتية مهيأة لبرامج مثل التلمذة الصناعية والتدريب؟ عندما باشرت عملي عميدًا للكلية وجدت البنية التحتية غير جاهزة والماكينات غير مثبتة بالورش وكان عدد العاملين الذين يعملون معي بكلية فداسي فقط المحاسب والصراف و4 حراس. #عندما تحولت الكلية لكلية للعلوم والتكنولوجيا كيف كان الإقبال عليها من الطلاب؟ في العام 2010 تقدم طالب واحد في الهندسة الميكانيكية وبعد ذلك انسحب ، وفي عام 2011 تقدم ثلاثة طلاب للانتساب للكلية في قسم الإنتاج الزراعي وأيضاً انسحبوا من الدراسة بالرغم من توفير البنية التحتية والمكائن وكادر التدريس. #هل هذا العزوف ناتج عن عدم الرغبة في التعليم التقني أم لأسباب أخرى؟ قمت باستبيان علمي بين شرائح الشباب المتعلم ووجدت عدم الرغبة في التعليم التقني في فداسي الحليماب وبعد ذلك قررت تقديم الدراسة لمجلس الأمناء وتحويلها إلى كلية خيرية لخدمة القرآن الكريم ضمن منظمة المجذوب التي يرأسها مبارك محمد علي المجذوب رئيس جامعة القرآن الكريم ووزير التعليم العالي الأسبق صادق المجلس على هذه الرؤية وفتح هذا المركز بدلاً عن فداسي التقنية ووفرت فيه الكوادر البشرية والخبرات الفنية والهندسية لرفع كفاءة الطالب المتدرب بهذا المركز وتمت المصادقة المبدئية في عام 2011 بعد زيارة اللجان المختصة لمعاينة الورش والمعامل ثم المصادقة النهائية على إجازة هذا المركز الذي يشمل قسم الميكانيكا وقسم البرادة وقسم الخراطة والتفريد وقسم كهرباء سيارات وقسم الكهرباء العامة وقسم التبريد والتكييف والآن نحن في تطوير إمكانات مركز اقرأ للتدريب المهني والتلمذة الصناعية بإنشاء قسم المكننة الزراعية لتطوير مشروع الجزيرة من خلال توفير كادر فني لقيادة الجرارات والحافظات والمكائن الصغيرة وفق أساليب تدريس حديثة واستخدام المحاريث الحديثة والعدد الزراعية الحديثة والزراعات الحديثة وذلك حسب حاجة المزارعين لهذا النمط . وفي العام 2012 تم تطوير البنية التحتية وإجازة برامج البكالوريوس في العلوم الإدارية والاقتصاد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتم قبول الدفعة الأولى في برنامج العلوم الإدارية وبرنامج الاقتصاد حيث سجل بها (112) طالباً . # في العام الحالي أجيز برنامج الطب والجراحة والصيدلة وسط اعتراض من جهات ماهي دوافع هذا الاعتراض ؟ أجيز برنامج الطب والصيدلة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتم قبول الطلاب وفق ما هو خطط له ، أما الأطراف التي اعترضت على قيام برنامج الطب بالكلية كان بسبب تخوفها من البنى التحتية وإنشاء المعامل وتأسيسها وإلغاء مسار التعليم التقني والتلمذة الصناعية ولكن بحمد الله تم إنجاز البنى التحتية كمرحلة أولى من البناء ولدينا خطة خمسية لبناء مدينة اقرأ الجامعية . # كيف تقيمون برنامجاً للطب دون وجود مستشفى تعليمي ؟ ليس هناك حاجة لوجود مستشفى الآن ولكن هنالك خطة موضوعة لإنشاء مستشفى يستوعب طلاب برنامج الطب وذلك ضمن خطة مدينة اقرأ الجامعية وأتوقع أن يكتمل بناء المستشفى بعد عامين.