نهاد أحمد طرب الغناء الشعبي تشهد الساحة الفنية هذه الأيام حراكاً كبيراً من قبل فناني الغناء الشعبي، ويعتبر الغناء الشعبي من أجمل أنواع الغناء والفن الأصيل لما فيه من تطريب عالٍ من ناحية الألحان والكلمات الجميلة والمعبرة، وقد أثرى عبره عمالقة الغناء وجدان الشعب السوداني والساحة الفنية بالعديد من الأغاني الخالدة، وقد احتفل الوسط قبل أيام بمرور خمسين عاماً على تأسيس اتحاد فن الغناء الشعبي الذي بدأت فكرته في عام 1963م في "ود نوباوي" بمنزل القاضي الشيخ "سعد" واكتملت في 64م، وقد منح اتحاد الغناء الشعبي الأيام الماضية عضويته بالانتساب إلى (33) فناناً، ونجد أن هنالك عددا من الفنانات سارعن بالانضمام إلى اتحاد الغناء الشعبي منهم الفنانة إنصاف مدني وعوضية عذاب وميادة قمر الدين فلعلهن آثرن أن يصبحن فنانات الغناء الشعبي ويتركن فن الدلوكة. وخطوة الانضمام إلى الاتحاد في تقديري تحسب لصالحهن، ومن الجيد أن يطغى فن الغناء الشعبي على الأغاني الهابطة الموجودة بالساحة وأن يشجع عدد من المطربين لحذو فناني الغناء الشعبي حتى تخلو الساحة الفنية من أي نوع من أنواع الغناء الهابط، علماً بأن هنالك أصواتاً ذات خامات جميلة تتناسب مع أغاني الحقيبة لكن أصحابها يرددون أغاني لا ترقى لمستوى أصواتهم مما يضيع عليهم الكثير بسبب ذلك، لكن بعض الفنانين الشباب آثروا ترديد الأغاني ذات الكلمات غير الهادفة والألحان ذات الإيقاع السريع، فأي فنان شاب يدلف كصوت جديد بالساحة حتى وإن كانت خامت صوته من الممكن أن تجعله فناناً بمستوى عالٍ يكتفي بترديد مثل هذه الأغاني التي لم تنفع الساحة بشيء سوى بالهرج فقط، وعلى الرغم من تكوين اتحاد المهن الموسيقية والمسرحية ليحسم هذه الفوضى إلا أن تلك الأغاني ما زالت موجودة. أتمنى أن يكون الغناء الشعبي هو المسيطر على الساحة على الرغم من رؤية بعض الشباب أن أغاني الحقيبة لا تتماشى مع ميولهم وزمنهم ويفضلون عوضاً عنها الأغاني الرائجة هذه الأيام بالساحة لكن إذا صادف أن استمع أحد منهم لأغنية حقيبة سرعان ما تجده يدندن معها وينسجم مما يدل على أن الأغاني الرصينة لا تحتاج إلى حقبة زمنية معينة لتُطرب سامعها.