محمد الطاهر العيسابي في شتاء إحدى عواصم الدول العربية القارس تمت سرقة إحدى الشقق لاحد الأصدقاء أثناء غيابه بطريقة أحارت الشرطة، إذ أن السارق قد قام بفتح باب الشقة دون كسر أو حتى خدش بالباب، وسطا على ما يعادل العشرون ألف دولار جزء من المبلغ (تحويشة) عمره وبعضه خاص بالعمل، كل شكوك الشرطة ذهبت إلى أن أحدهم قد (نسخ) مفتاح باب شقته الخارجي في غفلة منه وإستطاع أن يسرقه لاحقا، ولكنه كان متأكد جداً أن لا أحد على الإطلاق يستطيع أن يصل إلى مفاتيح شقته من خلال الطريقة التي يحفظها به، بعد حيرته ذهب لأحد الهنود (المختصون بنسخ مفاتيح الأقفال)، فبادره صاحب المحل بأول سؤال عن (نوعية) كيلون الباب، فأخرجه من كيسه وأعطاه إياه، نظر (الهندي) في القفل وطأطأ برأسه وتناول مفتاحاً آخر كان معلقاً برفه من نفس ماركة القفل وفتحه أمامه، دهش (الصديق) من صنيعه، فأخبره أن هذه النوعية من الأقفال (المقلدة) يفتحها مفتاح آخر (مشابه) من نفس الماركة من بين كل خمسة مفاتيح!!.. ولكي تتفادى خطورة ذلك إليك قائمة من ماركات أقفال (أصلية) يصنع لها مفتاح واحد فقط رغم صناعتها بالملايين! خرج صديقنا وهو يقول لقد تعلمت اليوم درساً من (خبير في الأقفال والمفاتيح) كلفني عشرين ألف دولار!. هكذا هي الخسائر الطائلة التي تتكبدها كل يوم بلادنا لعدم إشراك العلماء والخبراء والمختصين في الزراعة والإقتصاد والسياسة والتخطيط ! البروفسور عوض محمد أحمد أحد العلماء القلائل حول العالم في النخيل حصل على درجة الدكتوراة في علم زراعة النخيل من جامعة كالافورنيا (رفر سايد) الولاياتالمتحدةالامريكية ، في الفترة ما بين 1989 - 1993 عمل خبيرا بالأمم المتحدة FAO لانتاج التمور - مشروع المركز الاقليمى لبحوث النخيل والتمور في الشرق الادنى و شمال إفريقيا - مقيما في دولة الكويت وفي 1989 - 1990 خبيرا للأمم المتحدة (UNDP ) لإنتاج التمور بدولة الكويت، في 1992 - 1994 خبير المنظمة العربية للتنمية الزراعية سلطنة عمان، 1994 - 2002 منسق شبكة بحوث وتطوير النخيل (أكساد) سوريا - دمشق . بعد كل هذا التخصص والخبرات العالمية المتراكمة، يجلس هذا العالم الجليل القرفصاء على (الرصيف) ببلادي، ويصبح نشاطه اليومي داخل منزله (منحصرا) في تصفح الصحف ومتابعة الفضائيات!! وهيئة زراعية حكومية تأتي بما تسميه (خبير) عراقي في النخيل يقبض آلاف الدولارات ويقبضون منه (الريح) ! أمثال البروفيسور عوض من علماء بلادي كثر الذين ينتشرون في الأصقاع ويجلسون (على الرصيف) دون أن تستفيد من مقدراتهم البلاد التي (تنزف) كل يوم وتهدر مواردها وطاقاتها لتغييب أمثال هؤلاء العلماء والإستعانة (بالجرمندية) الذين يجرون تجاربهم الفاشلة على جسد هذا الوطن الجريح، ويتحمل خيباتهم المواطن البسيط ! لماذا لا تذهب الدولة (لخبراء المفاتيح) ليتعرفوا على أنواع أقفال الأبواب ويكفوننا شر هذه (الويلات). والله المستعان. إلى لقاء...