تداولنا في قروب الدفعة 42 شرطة النشط موضوع مهرجان البركل. أنقل لكم بعض ما ورد في المداخلات ما بين مثمن وناقد وقادح. أحد أبناء البركل مقيم بقطر ومتابع للأوضاع بدقة كتب: مهرجان البركل الفكرة لا بأس بها، فقط كانت تحتاج لإعداد أكثر، لأن الأخبار التي وصلتنا من هناك لاتطمئن. أعداد الحضور كانت كبيرة والإمكانيات قليلة مما خلق فوضى عامة. الدعاية الإعلامية التي سبقت المهرجان خدعتنا جميعاً. هللنا وفرحنا وتوقعنا نجاح المهرجان بنسبة 75% كبداية ونقطة انطلاق. لكن شهود العيان أحبطونا تماماً. الإمكانيات كانت أضعف من الهالة الإعلامية. عدد الحضور في اليوم الأول تجاوز 10 آلاف شخص. الاستعدادات لم تكن جاهزة لاستقبال أعداد بهذا الحجم. خيرها في غيرها. أحد الزملاء المقيمين بالسودان أورد رؤية متشائمة كالآتي: سياحة شنو يا جماعة؟.. إنتو جادين؟.. معليش في مصر.. تونس.. إثيوبيا.. شرم الشيخ هاواوي.. الصين.. كينيا.. يوغندا. المنطقة المعنية طاردة لأهلها ناهيك عن سكان مناطق أخرى. البلد كلها بقت طاردة، انظر معدلات الهجرة وطالبي اللجوء ومن استغنوا عن الجنسية. سمعتنا زي الزفت ومصنفة بالإرهاب. يحكم على المرتد بالقتل. تجلد النساء لما يسمى اللبس الفاضح. الآثار المعروضة فرعونية أو نوبية معروفة وما فيها جديد. المنطقة غير مضيافة. طاردة وغير مهيئة لسياحة. وأخيراً، وزير السياحة كوز بدقن.. تقول لي سياحة. غايتو شكلها فيها مأكلة تفتق عنها ذهن أحدهم. جاء رد عقلاني من زميل مقيم بكندا: ما أصاب الناس من خيبة أمل مرده التوقعات غير الواقعية لبداية المشروع الطموح في بلد يعاني الهزال الاقتصادي والاحتقان السياسي وضعف البنية التحتية. نظرة إيجابية واحدة أذكرها منعاً للإسهاب. بدأ كثير من الناس يعلمون بوجود أهرامات بالشمال، وآثار تاريخية لفتت أنظار المنظمة العالمية المختصة. والجميل كمان اهتمام الحكومة والمواطنين بقيمة هذا الإرث الإنساني، ألا يُعدُّ هذا إنجازاً يا بلدياتي؟. Keep hope alive. وواصل هذا الزميل: في بلدي الثاني كندا يشبه الإقليم الشمالي في السودان شمال كندا البارد. الجزء الذي يقطنه البيض تولوا الاستثمار في البترول. الجزء الذي يسكنه الهنود الحمر يشابه الشمال في قسوة المناخ وقلة الكثافة السكانية. يمتاز الهنود الحمر بالكسل وإدمان الخمر لإحساسهم بالظلم التاريخي من البيض، أحوالهم رديئة لدرجة أنهم يلقبون بالعالم الرابع. تولى بعض الناشطين الاجتماعيين أمرهم ونصحوهم بالاستفادة من امتياز الإعفاء الضريبي وقاموا بإنشاء كازينوهات سياحية. تجمعت لديهم أموال وتحسن مستواهم المعيشي لدرجة يحسدهم عليها سكان العالم الأول. هنالك قطاع رفض الاستثمار وتدنت أحوالهم المعيشية لتقارن بأجزاء من أفريقيا. تداخل زميل من أبناء الولاية كان بالمنطقة وحضر جزءاً من الفعاليات قائلاً: رغم الإخفاق الذي لازم التجربة الأولى فيجب أن نشكر أصحاب الفكرة والمبادرة. فرغم انعدام البنية التحتية في عموم المحلية، وانعدام مقومات الحياة من ماء وكهرباء وغيرها حول منطقة جبل البركل (الصحراوية)، فإن اللجنة العليا نجحت في توصيل الكهرباء والماء بصفة مستديمة، كما تمكنت اللجنة من تشييد بعض المرافق الصحية، مما يعني أنها مهدت الطريق لنجاح تجربة العام القادم بإذن الله. انتهت مداخلات الزملاء. وأرجو أن أضيف بالقول إن مهرجان البركل حرك بركة ساكنة، وإن السياحة بالفعل أمل اقتصادي للشمال. مطلوب أن تمضي الزراعة وتتطور، والسياحة تمضي وتتطور، والاقتصاد لا ينهض إلا بنهوض القطاعات الثلاثة معاً: الزراعة، الصناعة، الخدمات (وفيها السياحة). إمكانيات النهوض بالقطاعات الثلاثة متوفرة جداً هناك خصوصاً بعد سد مروي وشبكة الطرق والكباري. والله الموفق. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته