هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته بنت الجزيرة 1-100 قدرنا في مهنة الصحافة أن نكتب مقالاً ثم نعقبه بمقال توضيحي. وما يستدعي التوضيح هو أن صدورنا أصبحت لا تحتمل النقد، وجراحنا لا تقوى على النظافة، وعقولنا مغيبة بانتفاخ الأنا وحب الذات، والرغبة في مغالطة الحقائق ودفن الرؤوس في الرمال، وهذا عينه ما حدث في معركتي شارع النيل والجزيرة . على كلٍّ، وقبل أن أعقِّب على ما أثير حول المقال، أطلب من كل من قرأ المقال أن يقف لحظة صدق مع نفسه، ويعيد الكرَّة إلى مقالي، ويقول: ماذا قالت سهير؟ إن وجدتم الإجابة أو لم تجدوها، فليعلم كل أبناء الجزيرة داخل وخارج السودان، وخاصة الإخوة في السعودية ومنهم (دكتور أسامة وخال شهد وذاكر)، وغيرهم ممن هاتفوني وتحدثوا معي ليعلموا أنني ابنة الجزيرة ولدت بقرية (أممغد) وعشت الأعوام الخمسة الأولى من حياتي بها، وإلى يومنا هذا يعيش أخوالي وأبناؤهم وخالاتي وأبناؤهن بها، وهم قبيلة غنية عن التعريف وتسد عين الشمس. وحتى يومنا هذا نتواصل مع أهلنا في الجزيرة في الأفراح والأتراح، ونحزم أمتعة العناء لنحطَّ رحالنا وسط بشاشتهم وترحابهم واحتفائهم بنا. ولست هنا في حاجة للحديث عنهم فالغريب يعلمهم قبل القريب . والذين يعرفون أغاني الحماسة والفنان المجيد أمير الطرب الشعبي عليه رحمة الله (خلف الله حمد)، فأكيد أنه يعرف جدي (العمدة البخيت بابكر ضحوي)، والذي غنت له (زينب بابكر عبد الله الشوبلي): "أنا ليهم بجر كلام.. دخلوها وصقيرا.. حام.. وقرقر ملا للوسادة.. برنُّو وشال لي مكادة.. ديل جنياتنا الندادة سيد الدار في السيادة". وعرجت وهي تقول: "أنا نميت جبت قلبو فشلوا القالوا قصوا دربو.. ديل رازوه وقصوا دربو.. دق السندالة قلبو" . وأضافت مخاطبة له: "ما شفنا الأسد بلاعب الجاموس * وما شفنا المرق بدخلو السوس". وكان ذلك لمن يتحدثون عن التاريخ، إبان معركة حول أراضي خاطها جدي وأشقاؤه، وطبعا هذه الأغاني (يقشر) بها بعض فناني الخرطوم من غير أن يعلموا بطلها وشاعرتها المجيدة؛ بمعنى آخر فإن أهلي في قرية أمغد هم من أهل الجزيرة الأصيليون العريقون المتجذرون، وهم الحسب والنسب والساس والراس والأصل والفصل... وكفى . ولكننا وفي مهنتنا الصحافة ليس من أهدافنا تمجيد الآخر والاحتفاء بالتراث والحديث عن الماضي التليد؛ فهذه الأمور لها أدواتها ووسائط توصليها، إنما مهمتنا الأساسية (نكش) العيوب ونظافة الجروح من غير (بنج) أو هكذا هي طريقتي في تناول السلبيات . لا أعرف الرياء ولا النفاق، وأوجِّه سهام النقد حتى لو طال الأمر أسرتي وقبيلتي وأهلي، فنحن هدفنا الارتقاء بالسلوك الإنساني على الأقل إلى الحد الذي نحترم فيه خصوصية الآخر. إنني وبحديثي عن تصرفات أهل الجزيرة قلت وبالحرف الواحد: (إن هنالك عادات اجتماعية سيئة تمارس بصورة يومية في كثير من ولايات السودان وخاصة أهلنا في الجزيرة)، بمعنى أن ما يُمارس في الجزيرة يمارس في غيرها من الولايات. وهذه لا تغيب على فطنة القارئ ولا يخطئ النظر إليها إلا من كان في عينه رمد. ..........نواصل