يتم اختياره في هذا الزمان حسب مستواه الأكاديمي (الألفة)...يا حليل زمن (الطيش)..!!! الخرطوم : سارة الصادق الألفة... ذاك الشخص الذي يقوم بمراقبة الطلاب في الفصل، من منا لا يعرفه؟ فهو معروف لدى الطلاب كمعرفتهم بأقلامهم وكراساتهم، ومحفوظ لديهم كجزء من مقرراتهم التي يدرسونها، لا يغضون عنه الطرف وإن تعمدوا تجاهله... فهو حاضر برغم تجاهلهم له. (السوداني) خرجت في جولة للبحث عن ذلك ( الألفة)... وهل ما زال يشكل الحضور الملفت الآن كما في عهده السابق؟ مستصحبين معنا أبيات من قصيدة الشاعر (محي الدين الفاتح) والتي جسد فيها صورة ( الألفة) والتي يستهلها بمقطع: و الناظر جاء... وتلا قائمة الأسماء وأشار لأفخرنا جسداً أن كن ألفى (1) (يا حليل أيام المدرسة والألفة زمان)... هكذا بدأ عم (محمد عمر) الحديث معنا مسترجعاً شريط ذكريات الزمن الجميل وأيام الدراسة بالمرحلة المتوسطة، مضيفاً: زمان في المرحلة المتوسطة كنت أتمنى أن أكون (ألفة) عشان (أهرش) باقي الطلبة، وضحكة مجلجلة من الأعماق تعترض حديثه فجأة ليعود ويواصل من بين ثنايا ضحكته: لكن أصلو ما حصل يوم بقيت ألفة !! وعن أوصافه يقول: (الألفة كان في الفصل لما نعاين ليهو رقبتنا دي توجعنا من طولو ) وأنا كنت قصير وضعيف، ويضيف: كل الطلبة بالفصل كانوا يخافون منه ويعملون له ألف حساب إذ كان هو الذراع الأيمن للمعلم فهو يقوم بتسجيل أسماء الطلاب (المهرجلين) بالفصل على ورقة ليقوم بدوره بتسليمها للمعلم ليقوم بمعاقبتنا ب(علقة ساخنة) كانت من نصيبي في كثير من الأوقات إذ أنني كنت ثرثاراً وصاحب طرفة ألقي لزملائي بالطرف والنكات ليضحكوا ونكون مشتركين في (العلقة). (2) الطالب (المعز طارق) يقول: لدينا بالفصل (ألفة) حجمه عادي جداً ويضيف :إختاره مشرف الفصل لأنه أكثرنا انضباطاً وهدوءاً بخلاف بقية الطلاب بالفصل فهو من أوائل الفصل في التحصيل الأكاديمي ويُكلف أيضاً من بقية المعلمين لنسلم له دفاتر الواجبات لتصحيحها. (3) أما الطالب (مهند فيصل) فكانت إفادته عكس الطالب السابق إذ يقول رغم أن الألفة بفصلنا طويل ولكنه لا (يخوِّفنا) على حد قوله.. فهناك من هم أطول منه هو الآخر يخافهم وحتى إن أخطأوا لا يقوم بإبلاغ الأستاذ عنهم، فكثيراً ما يحتدم النقاش بين الطلاب والألفة بهذا السبب ويقولون له:( ديل عشان بهرشوك بتخاف منهم؟)!! (4) الأستاذ (خالد أنس) يقول إن الألفة موجود الآن، وإن اختلفت بعض مكونات شخصيته عن الأجيال السابقة، فحينما كنا نحن طلابا كان مميزاً بحجمه الضخم وطوله الفارع وصوته الجهور، وكنا نخافه ونخشاه أكثر من خوفنا من آبائنا بالمنزل، ونادراً ما يكون متفوقا أكاديمياً بل يكون في الغالب (طيش) الفصل، وكثيراً ما كانوا يقولون بينهم إنه (طيشهم) فمن يجرؤ منهم أن يقول له ذلك؟؟ يتناقلونها فيما بينهم ولكن همساً!! رهبة وخوفاً منه، ولكن يكفيه أن يمشي زهواً مفتخراً أنه (ألفة) رغم أنف جميع الطلاب بالفصل...أما بالنسبة للألفة الحالي فهو مثله مثل بقية الطلاب بالفصل لا تميزه مقومات جسدية ولا صوت عال، بل يكون من المتفوقين أكاديمياً ليكون قدوة للآخرين، يحسن التصرف في كل الأحوال.