*يبدو أننا وصلنا إلى مفترق طرق في منظومتنا الرياضية، فالمتابع للحالة الرياضية، في الآونة الأخيرة، يجعلنا نضع قلوبنا على أيدينا، فقد ظهرت العديد من حالات الاحتقان في وسطنا الرياضي، والذي كنا نعتقد أننا في منأى عن كل الأحداث التي هزت الدول القريبة من حولنا. *وكنا نعول على الروح التسامح التي اشتهر بها هذا الشعب المعلم على مر الأزمان والدهور، ففي كل يوم نثبت للعالم أننا شعب معلم، بتميزنا بالأخلاق الفاضلة، والتي يرحم فيها صغيرنا ويوقر فيها كبيرنا، ولكننا يبدو وللأسف لم نسر على هذا الطريق في الآونة الأخيرة. *الرياضة في المقام الأول وسيلة للترفيه، وليست وسيلة للاحتراب والتشفي وإيذاء الخصوم من كل النواحي (البدنية والمعنوية)، فهي أشرف من ذلك بكثير، فليس معنى أن تخسر أن تكيل للآخرين الشتائم والألفاظ النابية، وليس مجال الرياضة مكانا للتشفي، فعلى الجميع التحلي بالخلق القويم، حتى لا نجد أنفسنا بين يوم وليلة وملاعبنا تتحول إلى بركة دماء، وليست حادثة (بورسعيد ببعيدة عن الأذهان)، ولا نريد أن نفقد أحد أبناء هذا الوطن في ميدان الرياضة، وينقل الخبر وفاة في الملعب جراء العنف الجسدي الذي يبدأ بلفظي. * من هنا ننبه إلى خطورة الأمر، فقد اقتربت الأمور من الخروج عن السيطرة، وعلى القائمين بالأمر النظر في أساس المشكلة وحلها من جذورها، قبل استفحال الداء أن لم يكن قد استفحل بالفعل، نقول هذا الحديث من باب حرصنا على سلامة النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وليس باب (الهراء) فالنار من مستصغر الشرر. *ناديا القمة (الهلال والمريخ) واللذان تقع على عاتقهما، رياضة الكرة بالبلاد، قد أصدرا بيانين أمس الأول، الهلال أعلن فيه الانسحاب من الممتاز ما لم تحقق له بعض المطالب، التي ساقها في البيان الممهور بتوقيع الأمين العام للنادي عماد الطيب، والمريخ أيضاً أصدر بيانا أكد فيه احترامه للمؤسسية، نرجو من إدارة الناديين الجلوس معاً في طاولة مفاوضات، وكلنا يعلم الأحداث التي كانت في الفترة الماضية، بداية بتسجيل اللاعب بكري المدينة وما صحبه من تداعيات، وأرشح البداية أن تكون بواسطة وزير الشباب والرياضة، وإن لم يحدث التفاهم فلتتدخل الجهات العليا من أجل إيقاف المزيد من التدهور فيما طرأ على الساحة الرياضية مؤخراً، ولا بد كذلك لحملة الأقلام من توخي الحذر فربما جرة قلم تؤدي إلى كارثة حقيقة لا يعلم مداها إلا الله سبحان وتعالى، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.