لا يستطيع المرء أن يتجاوز التعليق على كثير أخبار هامة محلية وإقليمية ودولية قبل أن يطويها النسيان فالأحداث متعاقبة ومثيرة ومتسارعة فى ظل تدفق أخباري هائل ولأهميتها لابد لكاتب رأي أن يقول فيها رأيا. *الدابي غيت لم يعجبني – كما لم يعجب كثيرين - المؤتمر الصحفي للفريق الدابي رئيس بعثة المراقبة العربية فى سوريا فقد ظهر مضطربا ومنفعلا وغير متماسك فى حديثه بل مناقضا تماما للواقع السوري مما جعله هدفا سهلا للمراقبين وتعليقاتهم الساخرة والرافضة بل هجوما عنيفا من الثوار السوريين المسالمين فى الداخل الذين يواجهون الموت الزؤام على أيدي النظام السوري وجيشه العقائدي وشبيحته. يبدو أن الدابي شاهد ما شافش حاجة أو تعامى عن الحقائق الدامغة ففي الوقت الذى يستشهد فيه العشرات يوميا يدعي أن هناك تراجعا فى القتل وأن الآليات تنسحب!! إذن من يقتل السوريين؟ العلاج من الداخل.. ذهب مع الريح موت ثلاثة مرضى فى مستشفى بحري بسبب نقص الأوكسيجين الذى هو الحد الأدنى الذى يمكن أن يوفره برنامج العلاج من الداخل المزعوم من قبل سنوات يعكس أن فشلا ذريعا ربما يصحبه فساد واضح حيث تم شراء واستيراد أجهزة ومواد طبية بعشرات الملايين من الدولارات لا ندري إن كان بينها الأوكسجين.. من المسئول عن ذلك؟ حقق يا رئيس آلية الفساد. وأين مجلس الشعب؟ يبدو أنه نائم نوم العوافي كعادته!! حرب الفتاوى الفتاوى الدينية الذى تشنها الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة ضد الاجتهادات الدينية والقول بالتكفير أفضل منه البحوث العميقة فى ظل انقطاع الاجتهاد الإسلامي لقرون وتخلف المسلمين وانحطاطهم. الحل فى الحوار الفكري الهادئ فى ظل تحديات أكبر للأديان خاصة واقع المسلمين اليوم يشهد بداية مرحلة نهضوية بعد فشل وسقوط وتهاوي النظريات والفلسفات العالمية التى قادت البشرية فى قرونها الأخيرة نحو الفساد الأخلاقي والهيمنة الفكرية والاقتصادية والسياسية والحروب والمخدرات رغم ماقدمته للعالم من تطور مادي تشكر عليه. (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وليس بالتنابذ والتكفير.. صديقي الشيخ الأمين الحاج رئيس الرابطة الذى تعاصرنا طلابا فى جامعة الخرطوم فى نهاية الستينات (مؤذن البركس) أعرفه رجلا ودودا طيب القلب وسوداني أصيل ومخلص لدينه ولكن لا يمنعنا ذلك من الاختلاف معه الذى لا يفسد للود قضية. قال تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). ليبيا.. ارتدادات زلزال الثورة ما يحدث فى ليبيا الثورة الآن من خلافات وحراك وتدافع أمر يقلق جدا ولكنه طبيعي لا نخاف منه فهذه طبيعة الاجتماع البشري والثورات خاصة عندما تكون فى مستوى ثورة عظيمة فى بلد تحكم فيها طاغية مجرم أربعة عقود لم يمارس فيها الشعب الليبي حريته ونشأ جيل جديد فيها. إن الذى يحدث تشبه ارتدادات الزلازل الأرضية حدثت فى كل ثورات العالم ولعلنا نذكر الثورة الفرنسية التى قضت أولا على مفجريها وخطبائها وما حدث ويحدث فى مصر وتونس الآن. إننى أثق فى قدرة الشعب الليبي المتحضر على تجاوز الحالة الراهنة. فرنسا.. تركيا جدل التاريخ والكسب الانتخابي تفاقم الخلاف التركي الفرنسي الحالي حول قانون إنكار مذبحة الأرمن الذى أجازه مجلس الشيوخ الفرنسي مؤخرا سببه خطأ من بعض الساسة الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس ساركوزي الذين كان يفترض فيهم الحكمة لدولة متحضرة كفرنسا يتعين عليهم ألا يدخلوا جدل وخلافات التاريخ فى الصراع السياسي الحالي والكسب الانتخابي الرخيص وينزلقوا كالمراهقين السياسيين من أجل حفنة أصوات للبقاء فى السلطة الزائلة. ثم هل نسيت فرنسا أنها أكثر من ارتكب الجرائم والمذابح فى الجزائر وغيرها. الذى بيته من زجاج ينبغي ألا يقذف الآخرين بالحجارة.