أرواح غالية رحلت (والأمر من قبل ومن بعد لله) إثر اصطدام قطار بحافلة ركاب الأسبوع الماضي بتقاطع سعد الدين الطابية بالخرطوم بالقرب من القيادة العامة،، تكررت مثل هذه الحوادث في عدة تقاطعات يقطعها خط السكة حديد خاصة داخل ولاية الخرطوم، ولم يلحظ الناس بذل أي مجهود أو اتخاذ أي ترتيبات أساسية ومحسوسة للحد من حوادث القطارات التي كثرت بصورة مزعجة وتدفع للغيظ والغضب،، وعقب كل حادث تجد الأخوة في هيئة السكة حديد يهرعون لمكان الحادث لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الطرف الآخر لأن(القانون مع القطر) والآخر هو من اقتحم حمى الهيئة، ثم تتلاحق عبارات التهكم والسخرية (قطر قدر ده ما شايفو)؟. كل الاحترام للقانون، وكل التحية والتجلة لهيئة سكك حديد السودان التي (لا بديل لها إلا هي) كقطاع نقل استراتيجي وهام ولكن؛ ألا تقومون يا أهل الهيئة برصد حوادث القطارات مع المركبات الأخرى كما تقومون برصد حوادث (القطارات مع نفسها) خلال السنة وتقومون بدراسة الأسباب ورفع مقترحات للجهات الأخرى للحد منه؟، هل بحثتم ما يتكرر من خنق حركة المرور لساعات طويلة إثر تعطل قاطرة أو توقف قطار في أحد التقاطعات المهمة داخل العاصمة؟ وبالتالي ما يترتب على ذلك أزمات على سبيل المثال: تعطل مصالح الناس وتضيع وقتها، إفشال عملية إنقاذ مرضى محمولين على سيارات الإسعاف، أو الحيلولة دون عربة إطفاء أو نجدة من أداء مهامها، أو قل مدى ما يتسبب من إحراج لو تصادف ذلك مع مرور ضيوف مهمين للبلد وربما يكون من بين أجندتهم تمويل ودعم وتطوير خطط السكة حديد بالبلاد،، وعلى ذلك قس. أنا لست بشارعٍ قلمي للنيل منكم ضراراً، او لانتقادكم جُزافاً، أو لقدحكم تمتعاً، ولكن الأمر يحتاج لحدة قرع نواقيس التنبيه وبضوضائية أكثر من (بوق) قطاركم، ولا أعتقد أن العقول عقمت من إيجاد حلول،، وبالمقابل لن أقول لكم توقفوا عن أداء مهامكم بل أدعوكم لتدبر أمركم،، وحتى أكون إيجابياً فدعوني اقترح: ما الذي يمنع من تركيب الحوجز المعدنية (عالية الجودة) والتي تعمل آلياً وتغلق الطريق أمام المركبات قبل زمن وجيز من مرور القطارات كما نراه في كل مدن العالم التي بها حركة قطارات بصورة كثيفة وأسرع من الخرطوم؟؟، أو توظيف الإشارات الضوئية (وما أكثرها) في تقاطعات القطارات - واستحلفكم بالله بإنهاء مهمة الرجل الذي يحمل الراية الحمراء (مع احتفاظي بعدة تعليقات)،، ما الذي يمنع الهيئة من التنسيق مع ولاية الخرطوم لتنفيذ مشاريع بعيدة المدى كإنشاء أنفاق قصيرة تحت التقاطعات الهامة؟، أو بناء جسور خاصة بالقطارات على غرار ثورة (الكباري الطائرة) التي تنتظم الولاية؟،، ثم حل مساعد آخر تم تناوله من قبل وأعتقد إن هيئة السكة حديد فشلت بالالتزام به وهو الاجتهاد في وضع برنامج زمني لمرور القطارات بوسط المدينة يتم بموجبه تفادي أوقات الذروة، ويكون معلوماً لدى العامة حتى يستطيع كل شخص من توفيق أوضاعه لحظة مرور القطار. تعرفت قبل عدة سنوات ببريطانيا على شاب سوداني مبعوث من جامعة الخرطوم لنيل درجة الماجستير في الفيزياء بجامعة كيمبريدج، وعند استفساري عن موضوع بحثه أفادني بأنه يبحث عن مدى التأثير الذي يحدثه الاهتزاز الناتج عن مرور قطارات الإنفاق underground على المباني في سطح الأرض، ولحيوية الموضوع بادرت هيئة القطارات البريطانية بتمويل كل متطلبات البحث من أوله إلى آخره بالاتفاق مع الجامعة،، لا أعتقد أن هذا الشاب يعمل الآن بسكك حديد السودان،، وإلى الملتقى.