د.محمد الجاك:لا استبعد شراء الصين نفط الجنوب في آباره حال فشل التفاوض السفير عثمان السيد: الصين دولة براغماتية تهتم بمصالحها تقرير : هالة حمزة تستحوذ الصين على النصيب الأكبر من الاستثمارات النفطية بالسودان حيث زادت وارداتها من الخام السوداني في الأشهر ال(10) الأخيرة من العام المنصرم 2011 بنسبة (5,5)% عن الفترة نفسها من العام 2010 لتبلغ (11,1) مليون طن بما يمثل (5)% من إجمالي وارداتها النفطية. واستثمرت الشركة الحكومية تشاينا ناشيونال كوربوريشون الصينية مليارات الدولارات في قطاع النفط بالسودان (80%) منها بالجنوب ، وتوقع اقتصاديون ودبلوماسيون تحدثوا ل(السوداني) حول الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الصين في الضغط على الشمال والجنوب للتوصل الى اتفاق مشترك لانهاء الصراع الدائر حول النفط حماية لمصالحها واستثماراتها النفطية بالشمال والجنوب ،وذلك بأن تلعب دورا مهما في التوصل الى هكذا اتفاق. واشار اقتصاديون الى أن الصين ستركز خلال الفترة المقبلة على تأمين علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الجنوب بحكم استحواذه على أكثر من (70)% من البترول المنتج بالسودان فيما أمن الدبلوماسيون على الخطوات الحذرة التي ستخطوها الصين في هذا الملف حرصا على استثماراتها النفطية بالجنوب وخوفا من التهديدات الجنوبية باستجلاب شركات نفط أمريكية والاستغناء عنها ، مؤكدين أنها ربما تعمد الى الامساك بالعصا من منتصفها كي لا تخسر الدولتين . أساليب دبلوماسية وقال د. شريف التهامي مستشار وزارة الطاقة ل(السوداني) إن للصين مصالح نفطية كبرى بالسودان سواء بالشراكة مع الحكومة في شكل شركات أو بالشراء ولذلك هي الدولة الأحرص على استمرار نشاطاتها هذه، وأتوقع أن تتمكن من خلال أساليبها ووسائلها الدبلوماسية في اقناع السودان والجنوب بالتوصل الى اتفاق مرض لما في ذلك من حماية لمصالحها التي تتضرر كثيرا بسبب هذه الخلافات ، وزاد : مافي طريقة غير الدبلوماسية لحل هذه القضية و(تحنيس وترضية الطرفين) . فيما أبان المحلل الاقتصادي د. محمد الجاك ، اقتصاد جامعة الخرطوم ان الخلاف حول اقتسام عائدات البترول بين الشمال والجنوب لها أثر مباشر على الصين وتعاملها الاقتصادي والتجاري مع إفريقيا عامة والسودان خاصة ولذلك فانني أتوقع أن تلعب دورا وثيق الصلة بمصالحها الاقتصادية وهذه المصالح بمثابة أولوية لها كما درجت في تعاملاتها مع الدول الأفريقية وغيرها ، وفي رأيي أن مصالحها البترولية على وجه التحديد تكتسب أهمية أكبر للجنوب مقارنة بالشمال بحكم أن معظم البترول جنوبي ولذلك ستوجه الصين جهودها لتأمين علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الجنوب خاصة في البترول ، مؤكدا عدم استبعاده قيام الصين حال توصل المفاوضات التي تجري الآن إلى طريق مسدود بشراء النفط الجنوبي وتحافظ عليه في آباره بجانب ذلك سوف تستعجل انشاء خط لنقل بترول الجنوب يمر عبر كينيا والكنغوإلى الصين ، معربا عن اعتقاده بأن الصين بحكم تجربتها الطويلة في مجال صناعة الانشاءات فانها يمكن أن تنشئ هذا الخط في مدة زمنية قياسية لا تتعدى العام وهي الآن بانتظار توصل الطرفين الى حل وسط مقبول وان لم يحدث فانني أتصور أن تميل أكثر لدولة الجنوب . موقف حساس: وفي سياق متصل أشار السفير السابق الرشيد أبوشامة الى ان أي ايقاف للنفط يضر بمصالح الصين والتي هي الآن في موقف حساس وذلك لعدم رغبتها في فقدان الجنوب لأن معظم تعاملاتها القادمة ستكون معه لما يملكه من نصيب أكبر من النفط . وقال أبوشامة إن الصين دفعت أموالا طائلة في استثماراتها النفطية ولذلك هي أشد حرصا على الحفاظ عليها ، ولذلك أتوقع أن تلعب دورها التفاوضي بمهارة فائقة حتى لا تخسر الدولتين معا ، خاصة وأنها مهددة من الجنوب والذي بامكانه استجلاب شركات أمريكية للنفط والاستغناء عنها خاصة بعد قيام أمريكا برفع الحظر عن شركات النفط العاملة بالجنوب ، بجانب تخوفها من تفسير الجنوب لمواقفها مع الشمال بأنه انحياز للشمال ،وزاد: خلاصة القول من الممكن أن تؤدي الصين دورا توفيقيا في التفاوض بين الطرفين ولكنها في النهاية لن تتخذ موقفا يجعلها تخسر علاقاتها مع الجنوب براغماتية: ووصف السفير عثمان السيد الصين بأنها دولة براغماتية تهتم أولا وأخيرا بمصالحها هي خاصة عندما يتعلق الأمر بالبترول ولذلك تبدو الآن أكثر انزعاجا من الخلافات التي تدور بين الشمال والجنوب بخصوصه وترغب في النأي بنفسها عن القضية وتعامل معها بحذر شديد خوفا من إغضاب أي من الدولتين ، وهذا موقف معروف للصين والشاهد على ذلك مواقفها السالبة تجاه القرارات السابقة التي اصدرها مجلس الأمن وعدم لجوئها الى حق الفيتو في مساندة السودان خوفا من إغضاب أمريكا .