هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته إن أصحاب المذكرة التصحيحية في الحركة الإسلامية انطلقوا في دعوتهم من باب الإصلاح والتقويم، وهي تخلتف عن موقف مذكرة العشرة التي قادت إلى انشقاق المؤتمر الوطني، ولكن أتراه اختلاف نوع أم اختلاف مقدار؟ إن الخلفية السياسية والفكرية لمضمون المذكرة تقول إنه اختلاف نوع، إذا فمن المفترض من قيادة الحركة الإسلامية أن تطرح أسئلة تفكر ومراجعة من قبيل أين الحركة الإسلامية؟ وهو سؤال مهم لأن من لا يعرف أين هو الآن لا يستطيع أن يعرف إلى أين يسير، وهو ليس سؤال عن المكان فقط، وإنما سؤال عن مواضع الداء لمجابهة الخلل حتى ينفتح المجال لتدارك الذي فات وإصلاح الخلل من جذوره بعيداً عن الانفعال وداخل إطار الحركة الإسلامية ومن خلال مؤسساتها، هذا بالضبط ما ندعو إليه ونتمناه، لماذا يصاب البعض بالخوف عندما تطلق عبارة "تغير الأشخاص"؟ طالما أن هنالك حاجة ملحة للتغيير، وطالما صدر الخطاب من شباب الحركة الإسلامية الملتزم، موجهاً إلى القيادة، فقد استبان لهذه المجموعة أن الشعوب ضجت وتجاوزت أزمة الخوف والصمت، وغداً بمقدورها أن تفرض التغيير من جانبها، إذا لم تبادر الحركة ذاتها إلى حمل لواء التغيير والسير الحثيث على دربه، فيما قرأنا، فإن دعاة العلمانية يريدون أن يميتوا علينا مشروعنا الإسلامي! هذه الأراء تدعونا لأن نفكر جيداً في الأمر، لأن ثمة أخطار تهدد مشروعنا الحضاري، ونحن عنه لاهون! قواعد الحركة الإسلامية تراوحت بين التشاؤم والتفاؤل من المستقبل، وكانت نسبة الأولين أكبر لأجل ذلك كلما اتسع نطاق المراجعة كان دالاً على عافية الحركة وعلامة على حصافتها ويقظة أهلها، إننا نريد من كل طرف أن يتحمل مسؤوليته في التقويم في الوقت الراهن، ولا يزال في الوقت متسع لطرح الأفكار التي تسير في اتجاه إعادة بناء رؤية إسلامية صحيحة وجذب القوى المتناثرة وإعادة تفعيلها فإذا وقع ذلك فستكون المذكرة نجحت في وحدة الصف الإسلامي وتمن "القائد الضرورة". سنحكي بإذن الله تعالى.