* قطر تدخل أحدث تقنية عرفها العالم للاستكشاف عن الذهب والمعادن بالسودان * ناصر عوني الحافي عضو مجلس إدارة شركة جيوسبيرز قطر ل(السوداني) * بالتقنية الجديدة نستطيع مسح مساحة (500) كيلو متر بدون حفر خلال شهرين * التقنية الجديدة حصرياً لقطر وتحدد الكميات والنوعية بدقة متناهية وتكلفة أقل * النتائج الأولية تكشف عن وجود كميات كبيرة وتجارية من الذهب بشمال كردفان ما أن خرج النفط من حسابات الموازنة السودانية محدثاً شرخاً كبيراً إلا وفتح الله باباً جديداً لموارد خزانة الدولة السودانية وهو الذهب والمعادن ودخلت شركات عديدة للاستثمار في هذا المجال فضلاً عن التعدين الأهلي الذي عم مناطق السودان المختلفة، وللاستفادة القصوى من الثروة المعدنية الباطنة كان لابد من إدخال التكنولوجيا الحديثة للاستكشاف عن المعادن الثمينة وقد لعبت الشقيقة قطر دوراً تعتبره الأفضل في ظل الحصار الاقتصادي الذي حرم السودان من أصناف عديدة من التكنولوجيا حتى مدت لنا قطر يدها بأحدث تكنولوجيا عرفها العالم في مجال الاستكشاف عن المعادن عبر شركة جيو سبيرز قطر العاملة حالياً بشمال كردفان في مساحة (900) كيلو متر مربع . (السوداني) التقت بعضو مجلس إدارة الشركة ناصر عوني الحافي الذي كشف المفاجآت الكبيرة من خلال هذا الحوار بجانب عادل عبد العزيز الهلالي مدير الاستثمار والتسويق. حاوره : أبوالقاسم إبراهيم تصوير : سعيد عباس تمهيد شركة جيوسبير قطرية تعمل في مجالات التعدين وتقيم أخطار المباني وتستخدم تقنيات حديثة وفق دراسات علمية يشرف عليها خبراء من عدة جنسيات وأجهزة ألمانية الصنع وقامت الشركة بتنفيذ أعمال في عدد من الدول في إفريقيا والوطن العربي وغيرها من بلدان العالم وحاصلة على ملكية تقنية جيوسفير كأحدث تقنية على الاطلاق في العالم صممت لها أجهزة خصيصاً في ألمانية وهي تقنية تحتكرها قطر ممثلة في شركتنا وتعمل على كشف مختلف المعادن بباطن الأرض. حدثنا بالتفصيل عن تقنية جيوسبيرز؟ تعتبر التقنية الوحيدة في العالم لاستكشاف المعادن وتقييم الأخطار في المباني الضخمة وتقوم بتحديد موقع المعادن المراد استكشافها بدقة متناهية وكذلك نوعية المعدن والكميات الموجودة تحت الأرض في السابق كان يتم استخدام الأقمار الاصطناعية في عمليات الاستكشاف وتتم حفيرات للأرض وقد لا تتوصل إلى نتائج أما التقنية الجديدة فهي لا تحتاج إلى حفر بل تم دراسة طبقات الأرض بطريقة معينة وتم ربطها ببرامج وأجهزة عبرالحاسوب ويتم تحليل النتائج عبر مراحل متعددة تحدثت عن تقييم المباني الكبيرة ما المقصود بذلك كيف يتم ذلك ؟ نقصد بالمباني الضخمة مثل السدود والكباري والأبراج الضخمة من خلال عمليات استكشاف ودراسة توضح بدقة صلاحية الموقع للمشروع المعني أي أننا نحدد إذا كان يوجد في الموقع الأنهار تحت الأرض والكهوف الأرضية وغيرها من مهددات للمشروع كما يتم استخدام ذات التقنية في عملية تحلية ومعالجة المياه حيث يتم صب المياه في منطقة معينة مروراً بطبقات الأرض ثم استخلاصها من منطقة معينة وهذه التقنية في هذا الجانب مهمة للجانب الإنساني خاصة في المناطق التي تعاني من شح المياه بما تمتاز تقنية الجيوسبيرز؟ أولاً إنها صديقة للبيئة ولاتحتاج إلى أعمال حفريات وأنها تعتمد على تحركات طبقات الأرض والعلم وبرامج الحاسوب التي تساعد العلماء على تحديد مكان المعدن فضلاً عن السرعة وعامل الزمن في مراحل الاستكشاف وأنها أكثر دقة من غيرها في تحديد موقع المعادن إضافة إلى ذلك تحدد الكميات المتوفرة تحت الأرض من المعدن إلى جانب نوعيته مثلاً إذا كان ذهباً نستطيع أن نحدد نوع الذهب الموجود والأعماق تحت الأرض والكمية هل تجارية أم غير تجارية. ماهي الفترة الزمنية التي يتم فيها مسح المعادن تحت الأرض؟ من خلال هذه التقنية نستطيع مسح (500) كيلو مترمربع فقط في شهرين وإذا نظرنا إلى مثل هذه المساحة تحتاج إلى شهور عديدة وربما سنوات لأن الاستكشاف القديم عبر الحفر يعتمد على حفر حفرة ثم بعد 150 متراً يتم الحفر مرة ثانية وهكذا خاصة وأن الحفرة الواحدة تكلف (50) دولاراً وأحياناً تنفق الشركة أموالاً ضخمة ويتضح في النهاية أنه لا يوجد ذهب في المنطقة التي قمت بالاستكشاف فيها وبالتالي فإن التقنية الجديدة تقلل التكلفة المالية والمخاطر كذلك. ماهي المشاريع التي تم تنفيذها بهذه التقنية ؟ تم تنفيذ مشاريع كبيرة ومتعددة بواسطة هذه التقنية في أمريكا وروسيا وآخر ماتوصلت إليه قطر هو تحسين هذه التقنية بإشراف مباشر من الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله آل ثاني المالك ورئيس مجلس إدارة شركة جيوسبيرز ونائبه مبارك دخيل الهاجري وتم تسجيل حق الملكية والتسويق لدولة قطر وقمنا بتنفيذ مشاريع داخل دولة قطر ولكن النتائج لم تنشر بعد إلى جانب دخولنا إلى بعض الدول الإفريقية مثل السودان وتشاد وموريتانيا تحت الدراسة. ماهي قراءتكم للسوق السوداني في مجال المعادن ؟ أحب أن أقول إن السودان يرقد على ثروة معدنية كبيرة نسأل الله أن يجعلها نعماً وخيراً يتدفق على الشعب السوداني كما أن السوق السوداني واعد في هذا المجال وقد اقترحنا على بعض المسؤولين في الحكومة إمكانية أن تساعد الشركة السودان في الاستكشاف في المعادن التي يحتاجها السودان ويستوردها من الخارج لتقليل الضغط على احتياطات عملاته الأجنبية إلى جانب رغبتنا في مسح أي مساحات تمنح لنا وليس لنا مانع في الاستثمار في مجال الاستكشاف والتنقيب عن المعادن وأضاف نحن دخلنا إلى السوق السوداني بتوجيهات من صاحب السمو أمير دولة قطر للعلاقات المميزة بين السودان وقطر ووجه سموه الشركات القطرية للاستثمار في السودان فكانت هي استجابة وبحمد الله وجدنا أن الشركات القطرية في السودان لها وضع مميزة ومعاملة خاصة وأنا أقول صراحة إن مستقبل الاستثمار في السودان كبير وبدأنا نفكر في الاستثمار في مجالات أخرى أيضاًَ غير التي دخلنا من أجلها للسودان أين تعملون حالياً بالسودان ؟ نقوم بعمليات المسح في مساحة تبلغ (900) كيلو متر مربع بولاية شمال كردفان بمنطقة حمرة الشيخ والنتائج الأولية مبشرة جداً حيث وصلنا إلى المرحلة الرابعة في المسح ونتوقع أن تكون النتائج النهائية مفاجأة إيجابية للسودان وحكومة شمال كردفان. حدثنا عن مراحل الاستكشاف ؟ طريقة الكشف عن المعادن تمر ب(9) مراحل حتى المرحلة الثالثة تعطي نتائج أولية كما حدث في حمرة الشيخ التي وصلنا فيها إلى المرحلة الرابعة وفي المراحل من الربعة إلى السادسة نقوم باستنساخ المعلومات من البرنامج المخصص لعملية الاستكشاف ومن المرحلة السادسة إلى الثامنة نقوم بزيارة الموقع واستخدام الآلات وأجهزة الرصد في المناطق التي تم تحديدها في المراحل السابقة وتحديدها بدقة وتحديد نوعية المعدن والكمية المتوفرة أما في المرحلة التاسعة والأخيرة يتم إصدار تقرير منفصل يوضح جميع المعلومات وهو تقرير سري جداً ومشمع ولا يطلع عليه كل أفراد الفريق العامل ويسلم إلى الجهة صاحبة الأرض ماهي المعلومات الأولية التي يتم جمعها قبل الاستكشاف ؟ نطلب من صاحب الأرض أن يمدنا بخرطة رقمية في أسطوانة توضح الارتفاعات إلى جانب خريطة الانحناءات وخريطة أخرى للانحناءات من (2- 90) درجة ولدينا علماء في قطر وسويسرا يقومون بتحليل المعلومات ودراسة الخريطة والخطوط الزرقاء وتمثل هذه المراحل الثلاث الأولى. هل لديكم رغبة للتوسع في الاستثمار في مناطق أخرى بالسودان ؟ حقيقة أقول إن تقنية جيوسبيرز مكلفة لذلك غالباً ما تكون استثماراتنا مع الحكومة الاتحادية أو الحكومات الولائية أو الشركات الضخمة أما الشركات الصغيرة قد لاتستطيع أن تتعاقد معنا ولكننا نوعد باننا ساعين على تقليل التكلفة حتى تكون في متناول الشركات الصغيرة العاملة في مجال التنقيب صحيح إننا نعمل في مجال الاستكشاف ولكن لدينا القدرة على العمل المتكامل (الاستكشاف والتنقيب) معاً. ماهي المعوقات التي واجهت عملكم في السودان ؟ نعم توجد صعوبات ولكن لم توقفنا مع وجود نوايا طيبة من المسئولين في الدولة وحقيقة نحن نتطلع للتوجيهات الأخيرة لرئيس الجمهورية حول تسهيل إجراءات الاستثمار نتطلع أن تكون حقيقية على أرض الواقع لأن المستثمرين القطريين استبشروا بها خيراً ولأن تلك التصريحات كانت مشجعة ونحن ننصح إخواننا المستثمرين في قطر بالقدوم إلى السودان ونأمل في مستقبل واعد لاستثماراتنا بالسودان ومن أبرز المعوقات التي واجهتنا التكلفة الكبيرة لإيجار طائرات الهلكوبتر ونأمل من حكومة السودان أن تساهم في تقليل هذه التكلفة وهي من أكبر المشاكل التي واجهتنا حتى أننا فكرنا في شراء طائرة هيلكوبتر لاستكمال المسح في منطقة حمرة الشيخ إلى جانب مشكلة عدم الالتزام بالمواعيد التي تواجهنا من الجانب السوداني لأن تغيير المواعيد أو تأجيلها يربك حساباتنا خاصة وأن المعدات والأجهزة التي نستخدمها مكلفة وتأخير ساعة قد يكلفنا (10) آلاف يورو ..