تململ (الصرصار) وهو يستمع لقصة (الضب) القديمة والمكررة، عن محبوبته السحلية التي هجرته وأرتبطت ب(ورل) وجيه ومرتاح، وظل (الصرصار) يراقب انفعال (الضب) الشديد، حتي انه أطلق تنهيدة حارة وهو يسأله مقاطعاً إياه: (طيب..طيب..القصة دي حفظناها عديل...المهم إنت ناوي تعمل شنو؟؟)، صمت (الضب) وكأن مقاطعة (الصرصار) لحديثه لم تعجبه، ولكنه تجاوز ذلك وهو يجيبه في هدوء: (والله ما عارف..لكن بفكر جادي أني أبوظ ليهم العرس)..هز (الصرصار) رأسه في حيرة وهو يقول: (تبوظ شنو؟؟! إنت قايل روحك (تمساح)؟؟ إنت حي الله ضب سااااكت)..وضع (الضب) يده علي رأسه في غضب وهو يقول: (إنت بتستهر بي يا صرصار؟؟)، اشاح (الصرصار) بيده في ملل وهو يغادر المكان، بينما بقي (الضب) يراقبه حتي اختفى، وجسده ينبض بعنف..وعقله يشتعل بشدة..ماذا يفعل؟؟ في صباح اليوم التالي، لم يكن أمام (الضب) إلا خيار واحد، وهو أن يجد رفيق دربه القديم (الصارقيل)..ملك الحكمة، والعقل المدبر والمفكر وصاحب الخطط الجهنمية..وبالفعل، ظل الضب يبحث عن (الصارقيل) في كل مكان، حتى تفاجأ به تحت إحدى ازيار حاجة (عشة)، وهو ينام بعمق.. إقترب الضب أكثر منه، وظل يناديه بصوت هامس، وما هي إلا دقائق حتي فتح (الصارقيل) عينيه بصعوبة وما إن لمح (الضب) حتى رسم ابتسامة علا وجهه وهو يقول له: (أهلاً يا فردة..شكلك جاي لي في موضوع حبيبتك الخطفا منك الورل صح؟؟)..أحنى (الضب) رأسه في خجل قبل أن يقول: (أي والله..وما عارف اعمل شنو؟؟)، صمت (الصارقيل) قليلاً قبل أن يتطلع للفضاء في هدوء ...دقائق مرت حتى سأله (الصارقيل) في حدة: (معاك قروش؟؟)..هز (الضب) رأسه علامة النفي، فسأله (الصارقيل) مرة أخرى: (معاك شهادة؟؟)..وللمرة الثانية يهز (الضب) رأسه علامة النفي.... يصمت (الصارقيل) قليلاً قبل أن يجيبه: (طيب عندك بيت؟؟)..وقبل أن يهز (الضب) رأسه علامة النفي هذه المرة كان (الصارقيل) يجاوب بدلاً عنه قائلاً: (برضو ما عندك!!)..ساد الصمت للحظات حتى قال (الصارقيل) للضب في حدة: (طيب يا خي..وكتين لا عندك قروش..لا شهادة..لا بيت، الحب ليك شنو ياخي...؟)..في تلك اللحظة انفعل (الضب) وصاح في هستيريا: (يعني الحب بالمشاعر مافي...؟)..في تلك اللحظة اغمض (الصارقيل) عينيه وقال للضب بهدوء مثير:خلاص..خلي المشاعر دي تبني ليك (حيطة) يا أخوي..!!