غيب الموت خلال الشهر المنصرم توأمي وصديقي العزيز عصمت عمر كرار كشة بعد معاناة طويلة مع المرض نسأل الله أن يجعلها كفارة له. أخي عصمت ينتمي لقبيلة الأرتيقا النفراب وآل كشة وآل محمد السيد السواكني وكلاهما ينتمي لنفس القبيلة فهما أبناء عمومة وتربط بينهم مودة صادقة ومصاهرات ممتدة غرسها الآباء وستظل مستمرة بإذن الله. تزاملت والمغفور له بإذن الله عصمت في فصل دراسي واحد بمدرسة الإتحاد الوسطي بالقضارف منتصف العام 1961م منذ ذلك الحين ظلت العلاقة بيننا نامية ومزدهرة وقد واصل دراسة الثانوية بمدرسة بيت الأمانة الثانوية بأم درمان وإلتحقت أنا بمدرسة البريد والبرق حيث جاء هو لأم درمان التي شكلت عشقا ثنائيا مع القضارف وما بين أم درمانوالقضارف تنقل كلانا واتواصلنا وأكاد أجزم أن كل من رافق وزامل عصمت ربطتني به محبة ومودة وكذلك كل زملائي ومعارفي كان عصمت ذا مكانة عزيزة لديهم. عقب تخرجه من الثانوي عمل بالتجارة ومن ثم عمل بمصلحة التنمية الريفية قسم الدراسات الاجتماعية ومن خلالها إلتحق عصمت بالدراسات الإضافية بجامعة الخرطوم حيث نال الدبلوم وبعدها وبعدها تحول لمؤسسة السكر والمشروبات حيث نال دبلوم الأمن الصناعي وبعدها عمل بالبنك التجاري السوداني لفترة قصيرة إلي أن ترك الوظيفة وعمل بالتجارة وخلال تلك الفترة بدأ الكتابة بالصحف السودانية منذ العام 1972م فأتحف القراء بأسلوبه الجزل وهو يكتب عشرات المقالات ورغم وطأة المرض في السنوات الأخيرة لم يتوقف فتعاون مع إذاعة وتلفزيون القضارف حيث وثق لرموزها من خلال برنامج سوق الذكريات الذي استمد تسميته من كتاب جده لوالدته سليمان سليمان كشة الصحفي والأديب المعروف. المرحوم كان شعلة من النشاط والحيوية في كل ما يتعلق بمجتمعه ثقافيا واجتماعيا ورياضيا وقد قام مع نفر كريم من أبناء القضارف بإطلاق نداء القضارف في العام 1986م الذي قاد لمكاسب جمة لأهل المدينة بينها توصيل الإمداد الكهربائي الذي تنعم به حتي الآن. في الجانب الآخر هو المريخي الرمز ولكنه هلالي الإنتماء بالقضارف وعمل عضوا وسكرتيرا ورئيسا لنادي الهلال بالقضارف لعدة دورات وبعدها عمل بالإتحاد فقد كان سمحا في تعامله طيبا في تعامله رياضيا غير متعصب. لقد فجعت في فقده كثيرا وهذه مشيئة الله سبحانه وتعالى الذي نسأله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يجعل البركة في في أبنائه ويوفقهم في في السير على ذات النهج الذي سار عليه والدهم. والحمد لله من قبل ومن بعد و لا نقول إلا ما يرضي الله (وإنا لفراقك لمحزونون).