كم وكم هى مُعقَّدة ومؤثِّرة في آنٍ معاً قصة التجاني بابكر، فهو يتقاضى مبلغ (345) جنيهاً، كأجر شهري نظير عمله، في حين ان المطلوب منه شهرياً لمقابلة علاج ابنائه الثلاثة (عزة (10) سنوات وحافظ (6) سنوات وتقوى عام ونصف العام)، والذين يعانون من حالات تشنج صاحبتهم منذ شهرهم الرابع بعد الولادة ؛ المطلوب منه لعلاجهم مبلغاً وقدره (380) جنيهاً بالتمام والكمال. يقول التجاني ان التشخيص الخاطئ لعزة ومنحها علاجا لداء الصرعة فاقم من حالتها، أما الطفل حافظ، فلم تكن حالته بأحسن من شقيقته، حيث فقد هو الآخر فرصته في التعليم وهو ما زال يحبو.. فإنقطاع العلاج عن هؤلاء القُصَّر جعلهم غير قادرين علي المشي او الكلام وذلك كان حالهم عندما زرناهم في منزلهم الكائن بمربع 48 بربك، عزة رفضت التصوير وإلتصقت بأُمِّها، في حين جلس حافظ الي جوار والده الذي حمل اخته الصغيرة صامتاً، اسرة التجاني تتطلع لمن يتكفل بمصاريف العلاج الشهرية المقدرة ب (380) جنيها فإستمرارية العلاج تمنع التشنجات، التجاني وزوجته في انتظار ايادي بيضاء تمتد الي ابنائهم لتعيد إليهم طفولتهم التي قضوها زحفاً على الارض يحدوهم الامل في العودة للمدرسة ولو على كرسي متحرك.