قرن مضى على ميلاد مدرسة كركوج الأولية ثم الابتدائية ثم الأساس حالياً، مائة عام مضت على ميلاد هذا الصرح العلمي الشامخ وهذه المنارة الساطعة وهي واقفة بنفس بنيانها وفصولها الدراسية طوال الأعوام الطويلة التي خلت من عمرها ولا غرابة في ذلك إذ إن مدينة كركوج نفسها يزيد عمرها عن خمسة قرون حسبما ذكر لي الأستاذ المؤرخ مصطفى السلمابي. ولقد تتلمذ في هذه المدرسة نفر من خيرة أبناء الوطن الذي لا ينجب إلا الأخيار منهم من مضى إلى ربه ومنهم من ينتظر، أذكر منهم الراحل المحامي الرشيد الطاهر بكر الذي تقلد عدة مناصب سيادية في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري منها نائب الرئيس ووزير الخارجية وأذكر الشريف الخاتم محمد فضل المولى الذي كان وزيراً للمالية في عهد الرئيس نميري ثم أول محافظ لبنك فيصل الإسلامي السوداني ثم أول مدير عام لبنك الغرب الإسلامي "بنك تنمية الصادرات حالياً" وأذكر الأستاذ محمد أحمد السلمابي الصحفي والبرلماني رجل الأعمال والبر والإحسان، ومن الذين تتلمذوا في هذه المدرسة وما زالوا يعيشون بين ظهرانينا ويتقلدون مناصب قيادية رفيعة وصاروا أسماء في حياتنا الدكتور خليل عبد الله وزير الإرشاد والأوقاف، السفير إدريس سليمان سفير السودان الحالي لدى لبنان، الأستاذ محمد حاتم سليمان رئيس الدورة الحالية لاتحاد الإذاعات العربية والمدير العام للتلفزيون القومي، الدكتور الفاتح علي حسنين مؤسس وكالة إغاثة العالم الثالث الخبير في شئون البلقان، الدكتور علاء الدين الأمين الزاكي الداعية الإسلامي المعروف، المهندس تاج الدين الشريف العبيد بوزارة النفط، المهندس علي أحمد السيد المدير الهندسي السابق لشركة هجليج لخدمات البترول، الأستاذ القاسم محمد المبارك المدير الإداري السابق لشركة هجليج لخدمات البترول، المهندس حسن الرضي عبد الله مدير إدارة الري بمصنع سكر سنار حالياً، الدكتور الأديب بدوي فنجاري، الدكتور الباشمهندس علي زروق، الأستاذ حسن الدرنبال من الرعيل الأول الذين عملوا بسودانير، الأستاذ عوض عثمان محمد أحمد مبشر المدير العام الحالي للبنك الزراعي السوداني، الفنان الدرامي ياسر القاسم بالفرقة القومية للتمثيل، الكيميائي حسن دفع الله الجاك بالولايات المتحدة رد الله غربته، الدكتور محمد المصطفى الضو ممثل كركوج المنتخب في المجلس الوطني، العميد شرطة يس مزاز ومدير جوازات مطار الخرطوم الدولي حالياً. والقائمة تطول من هذه الكوكبة ممن تتلمذوا في هذه المدرسة التاريخية غير أني أخذت قطوفاً منها، فالتحية لهذه المدرسة الفتية العتيقة العريقة وهي تبلغ المائة عام من عمرها المديد وكل من تتلمذ بها وبلغ ما بلغ فهو مدين لها ما بقي الزمان ولهذا أهيب بالجميع الإبقاء عليها وهي متألقة جيلا بعد جيل. وإلى الإمام خالد محمد إسماعيل