جحظت عينا (عصام) عندما سمع صوت شقيقه (عثمان) ينادي من الخارج، ونظر لزوجته بسرعة قبل أن يسألها في توتر: (عثمان دا الجابوا شنو..؟ أوعا يا مرة تكوني كلمتيهو..؟؟)..احنت زوجته رأسها في رعب، قبل أن تجيبه بسرعة: (اي كلمتو..يعني اعمل شنو.؟ شايفاك بتتوجع كدا..اقل حاجة اكلم اخوك عشان يجي يشوف ليك صرفة)..وضع (عصام) يده على رأسه في انفعال، قبل أن يشير اليها بفتح الباب، وما إن فتحت زوجته الباب، حتى تراجعت كالمصعوقة، فأمامها مباشرة كان يقف (عثمان) وخلفه قرابة العشرين رجلاً والخمسين إمرأة، وقبل أن تتفوه بكلمة، اشار لها (عثمان) قائلاً: (ديل ناس البلد..أول ما عرفوا الحاصل قالوا لازم يجوا ويشوفوا أخوي (عصام). ثلاث ليال مضت..ومنزل (عصام) تحول إلى (قرية صغيرة)..فعلى جانب المنزل الخلفي قامت (عديلة بت كركار) و(زينب بت بعشوم) بنصب خيمة كبيرة من بعض الملاءات، اما بالقرب من الحمام فقد وضع كل من (الحاج) و(الزين) و(فتاح)، طاولة صغيرة عليها اوراق الكوتشينة وهم ينتظرون خروج (عباس) من الحمام ليكتمل العدد ويبدأوا في ممارسة لعبة (الويست). اما داخل ركن الغرفة التي يرقد فيها (عصام) فقد جلس بجانبه شقيقه (عثمان) وهو يقول: (الحكيم دا جاي في الطريق..انا دايرك توريهو الحاصل كلو..عشان نفهم العليك دا شنو..كمان لو الحكيم ما عرف العندك دا..طوااالي (نردفك) معانا في البوكس بتاع (حسين ود التينة) ونسوقك لشيخ (التوم) في الحلة هناك..اصلو العندك دا باقي لي (كفتك شيطان ساااااكت). وبالفعل دقائق حتى وصل الطبيب إلى المنزل، وظل ينظر بدهشة لكل تلك الاجساد البشرية المتكومة بداخله، قبل أن يقوم بفحص (عصام) ويرفع نظارته الطبية الرخيصة الثمن ويقول في (مطمطة): (المريض دا عندو إنزلاق غضروفي حاد..نحنا لازم نوديهو المستشفى فوراً)..هنا قفز حاج (الدرديري) وصاح بالطبيب في شتارة واضحة: (هي يالحكيم يعني بيقوم نصيح متين.؟)..نظر اليه الطبيب في (فلهمة)، قبل أن يقول له بسرعة: (يعني..ممكن شهرين تقريباً)..في تلك اللحظة قفز (عصام) من فراشه مذعوراً وهو يصيح: (لالالا..بقيت كويس..والله العظيم بقيت كويس..). شربكة أخيرة: الظريف في الموضوع أن اهل حلة (عصام) لم يغادروا بالرغم من أن (عصام) بلغ العافية (فجأة)..بل اصروا على أن يقيموا كرامة كبيرة بتلك المناسبة، مستندين على انها معجزة كبيرة تستحق الاحتفال..(وبرضو قعدوا الشهرين)..!!!