هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ظلت العلاقات بين الشمال والجنوب منذ ما بعد الانفصال تتراوح صعوداً وهبوطاً حسب موقف القضايا العالقة بين الطرفين ، الا ان تناميها فى الآونة الاخيرة بين الطرفين عصف بامكانية التوصل الى تسوية الملفات العالقة، ومنذ ان فشلت محادثات الطرفين فى الوصول الى حل بات كل طرف يفكر فى بدائله وخياراته تصاعد تلك المواقف قاد دولة الجنوب الى اتخاذ قرار قفل آبار النفط الامر الذي أثار لغطاً كثيرا في دوائر القرار في الخرطوموجوبا وبعض الاطراف ذات المصالح المشتركه الا ان ما اعلنته الحكومة امس الاول على لسان نائب رئيس الجمهورية د.الحاج ادم يوسف من قرار صادر يقضى بقفل الحدود مع دولة الجنوب ، يعد مؤشرا في الاوضاع آخذة فة التصعيد لن يدري احد الى اين ستنتهى وتيرة ذلك العداء. توجيهات صادرة قال نائب رئيس الجمهورية د.الحاج ادم يوسف في لقاء جماهيري بمقر الدفاع الشعبي بأم درمان ان توجيهات صادرة بإغلاق الحدود مع دولة جنوب السودان، وقال إن حبال الود مع الحركة الشعبية تقطعت بسبب إيوائها للحركة الشعبية قطاع الشمال، واضاف بعد التاسع من ابريل المقبل لا جنوبي سيحط على مطار الخرطوم دون إجراءات رسمية، ما ورد اعلاه فى حديث نائب الرئيس بلا شك يبين ان احتواء حكومة الجنوب للحركة الشعبية قطاع الشمال هو السبب الرئيسي فى اتخاذ القرار، ولكن باستدعاء تاريخ العداء بين الحكومة والحركة الشعبية نجد ان كل طرف يدمغ الآخر بالاتهام على دعم الجماعات المسلحة المناوئة للحكومة فى البلدين الا ان اتهامات الخرطوملجوبا بدعم تحالف كاودا الذى نشط اخيراً فى جنوب كردفان ظل الأبرز فى علاقة البلدين ويقول المحلل السياسى د.صلاح الدين عبدالرحمن الدومة ان مؤشرات العداء بين البلدين فى الاعلام والسلوك العدائي بل حتى الاجراءات بين الدولتين اصبحت عدوانية ويلفت الدومة فى حديثه ل(السودانى) على ان اتهامات دعم الحركات المناوئة لبعضهم البعض شكلت المحور الرئيس لذلك العداء ، وبالرجوع الى تلك الاتهامات نجد ان الخرطوم تتهم جوبا بدعم تحالف كاودا ضدها وفى ذات الوقت تتهم جوباالخرطوم بدعم مجموعات بيتر قديت وجورج اطور وعبدالباقى ضدها في الجنوب ، ويبين الدومة الى ان تاريخ العدائيات بدأ بعد وفاة د.جون وظل فى ايقاع مستمر الى ان تم اغلاق آبار البترول ويلفت الدومة الى ان ذلك القرار خسرت بموجبه الحكومة العالم حتى الصين الحليف الاقوى للحكومة مشيرا الى تصريح احد قادة الحكومة متهماً الصين ببيعها لهم ، الا ان الدومة يلفت الى ان هنالك عاملين رئيسيين يتحكمان فى العلاقة بين الشمال والجنوب احدهما ذكاء الدبلوماسية الجنوبية فى التعامل الخارجي، ويستطرد الدومة الى ان الجنوبيين لهم ذكاء متقدم فى تجاربهم الدبلوماسية مقارنة مع دبلوماسيي الحكومة غض النظر عن علاقاتهم الخارجية ومراكز اتخاذ القرار الدولي او بما اسماه بمعنى اخر ان غباء الانقاذ اكثر من الحركة الشعبية فيما يكمن العمل الثانى فى الولاياتالمتحدهالامريكية كطرف ضاغط تجاه الازمات السودانية ذينك العاملين قد يكونا رئيسيين فى اتجاه الهدوء او الحرب بين البلدين. طمأنة التجار فى الوقت الذى شدد فيه الرئيس سلفا كير في خطابه للجيش الشعبي على قاعدة بلفام قبل فترة على عدم التعرض للشماليين الموجودين في جوبا وقال ( شوف يا جيش شعبي كلامى دا تسمعوا كويس انا ما داير اسمع انو في واحد منكم عمل مشكلة مع التجار الشماليين الموجودين في جوبا او الناس الذين يأتون في زيارات لجوبا ولا اي شمالى اتى الينا هربا من الحرب في منطقته او من هربوا من بطش الخرطوم لان كثيرا من الشماليين زهجانين)، افادة سلفا اعلاه تعد احد المؤشرات المهمة للاقتصاد والاستثمار فى بلده ويبدو ان تلك هى محاولة لطمأنة التجار الشماليين فى الجنوب الا ان الخبير الاقتصادى د.محمد الناير يؤكد على تصاعد العداء هو بسبب تقدم الاجندة السياسية والامنية على الاقتصادية ويضيف فى حديثه ل(السودانى) ان الاتفاق على تسوية القضايا الاقتصادية خاصه النفط والحدود والتجارة وغيرها ستسهل من حل الملف السياسي والامني ، الا أن الناير يشير الى ان قفل الحدود سيكلف الجنوب اكثر لجهة انه تصل إليه اكثر من 150 سلعة من الشمال قد لا تتوفر اليه بذات القدر والتكلفة من الدول الاخرى ، كما ان الشمال يفقد عائدات بضائع يصدرها الى الجنوب تشكل اكثر من 2.5 مليون طن توفر للسودان عائدات ذات عملات اجنبية قد تفوق مستقبلاً عائد حصيلة البترول حال نموها ، الا ان الانعكاسات العامة بحسب الناير اثرها على الجنوب اكثر من الشمال لجهة ان الجنوب دولة وليده وفقدت اهم مصدر لايراداتها النفط وكركيزة اساسية فى الموازنة، مما يعني بشكل اساسي نقص فى السلع. ويضيف الناير ان الاسعار الان وصلت فى الجنوب لاسعار خيالية، لذلك فان خسارة الجنوب جراء ماحدث كبيرة. ويمضي الناير فى حديثه ويقول أن القضية لا تخلو من ابعاد سياسية لا سيما فى ظل دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة فى دارفور ويؤدي لقفل الحدود، مما سيتسبب فى خسائر الجنوب للكثير مع العلم أن الدول التى من المحتمل ان تسد فجوة السودان كيوغندا وكينيا ليست مؤهلة تماما فى ظل غياب البنية التحتية التى تسمح لها بالتصدير باسعار مناسبة مقارنة بما يتوفر للشمال من نقل عبر المواصلات النهرية والسكك الحديد. ويخلص الناير الى ان على دولتي السودان التوافق على القضايا العالقة عامة وتصدير النفط عبر الشمال وتنظيم تجارة الحدود المشتركة بما يراعي مصالح البلدين.