أثار حديث رئيس الجمهورية لصحيفة الراية القطرية حول تنحيه في العام 2015م، إهتماماً كبيراً وكانت الخط الرئيس لمعظم صحف الخرطوم يومها رغم ان العبارة كانت آخر إجابة في الحوار.. كثيرون مثلي لا يؤيدون فكرة عدم ترشح البشير لرئاسة الحزب ومن ثم رئاسة الدولة طالما أن حزب المؤتمر الوطني سيكون هو الحزب الحاكم.. فإذا كان هنالك اختلاف في النظام السياسي وطريقة الترشح والإقتراع وعدالة التنافس الحر بين كافة القوى السياسية وإذا كان المؤتمر الوطني اختلف في تركيبته وأصبح حزباً جامعاً بالفعل وليس جامداً وتمكن من إستيعاب عناصر جديدة وضخ في شريانه السياسي دماء جديدة ودخل انتخابات مثله مثل الأحزاب الأخرى دون تمييز فليأتي باخرين في رئاسته وبالتالي على رأس الجمهورية. يكفي فقط تجربة التعديلات الوزارية والأجهزة التشريعية التى تتم من عضوية حزب المؤتمر الوطني طيلة فترة حكمه.. كلما تحدث عن إدخال عناصر جديدة لنظام الحكم تأتي ذات الوجوه.. وكلما تحدث الحزب عن إفساح المجال لإبداعات الشباب يظهر الكهول الذين أفنوا شبابهم هم على ذات المواقع القيادية فقط يبدأ تبادل المواقع بين أحمد وحاج أحمد.. صراع القوى الشبابية والقدامي غالباً ما يحسم لصالح كبار السن. في إعتقادي ان الشارع أو فلنقل كثيرين من أبناء الشعب لا يسعدهم عدم ترشح البشير لرئاسة حزبه وبالتالي رئاسة الجمهورية بقدر ما يكون الأفضل عدم ترشح حزب المؤتمر الوطني كحزب لرئاسة الجمهورية حتى إن أدي ذلك إلى تعديل الدستور وتعديل نظام الحكم في البلاد.. فليفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية من الأحزاب ومن غير الأحزاب طالما أن الكفاءة ورأي الشعب هو المحدد النهائي للاختيار.. في رأيي لو ذهب حزب المؤتمر الوطني بقوته الحالية نحو المعارضة سنؤسس لنظام حكم رشيد به قوى معارضة ستكون رقيبا خارجيا أفضل من كافة آليات الرقابة الحالية خصوصاً إذا حاز على الأغلبية في البرلمان وهو خارج نظام الحكم.. إتجاه قد يحث الاحزاب الأخرى على العمل لإعادة هيكلة نفسها وتفتح الروح داخلها لتهيئ نفسها لمنازلة حزب قوى. البشير أثبت أنه رجل قوي رغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد سياسياً واقتصادياً ودولياً.. سأختلف مع من يحمله مسؤولية الوضع الحالي.. لان هذه الظروف كانت خارجة عن السيطرة لأسباب كثيرة يعلمها الجميع وفي رأيي هذا لا ادافع عن عمر البشير كرئيس حزب المؤتمر الوطني بل كرئيس للجمهورية.. صحيح أنه بقى سنوات طويلة على دست الحكم لكن الصحيح وفي رأيي الشخصي لا يوجد له منافس لا داخل حزب المؤتمر الوطني ولا الأحزاب الأخرى التى تشهد تفككاً تنظيمياً واضحاً بل معظمها أضحى مجرد لافتات أو اسماء زعماء هم نفسهم أصابهم الملل من كثرة وجودهم على رأس أحزابهم رؤساء وعقول مفكرة. ليس هناك أفضل من البشير إذا أراد حزب المؤتمر الوطني أن يظل هو الحزب الحاكم وليبقى ما بقى الحزب.. رغم أن تكهنات الأوضاع بداخله قد لا تجعله الحزب القائد للشعب الرائد عند العام 2015م.