قدمت الكرة المصرية عبر تاريخها الطويل والعريق العديد من النجوم الذين دخلوا قلوب الجماهير العربية من أوسع الأبواب ومن الخليج إلى المحيط و اجتمع في حبهم جمهور الأهلي والزمالك معاً بعد أن قدموا عطاءً متميزاً داخل الملعب مصحوباً بالأخلاق الرفيعة لم تغرهم النجومية بل زادتهم تواضعاً وساهموا في تقديم مبادرات إنسانية خدمة لشعبهم . كثيرون تضيق المساحة لذكرهم منهم من رحل ومنهم من اعتزل ولكنه بقي في القلوب وذاكرة الناس بماقدمه من عطاء ويكفي أن نشير إلى رموز من الأجيال التي عايشناها وأضرب مثلا بالثنائي أسطورة الكرة العربية محمود الخطيب والمعلم حسن شحاته اللذين مازالا يحتفظان بنجوميتهما وكانهما مازالا داخل الملعب. وبعد اعتزال الخطيب توقع البعض أنه آخر الموهوبين ونسوا أن حواء مصر مازالت حبلى وقادرة على إنجاب العمالقة والموهوبين فقدمت نجماً استثنائياً تعدت شهرته حدود الوطن العربي وهو يبدع ويمتع بل يعزف داخل المستطيل الأخضر يدمي الأكف بالتصفيق ويمثل نموذجاً للاعب الخلوق الملتزم بتعليمات دينه الحنيف فأحبه كل من تابعه سواء مع فريقه الأهلي أوالمنتخب. هو ملاك الكرة العربية اللاعب الكبير محمد أبوتريكة الذي لم يجمع الناس على شخص كما أجمعوا عليه وأحبه حتى الذين لاعلاقة لهم بكرة القدم من خلال مبادراته الخيرية التي ظل يقوم بها وكلنا نذكر دعمه لغزة من خلال الهدف الذي أحرزه في شباك منتخبنا في نهائيات أمم إفريقيا 2008 باستاد كوماسي بغانا حيث رفع قميصاً داخلياً كتب عليه عبارة ندعم أطفال غزة بعد الاعتداءات الإسرائيلية وأجبرنا على أن نصفق له لأن العبارات أنستنا أنه في شباكنا ويمثل خسارة لمنتخبنا الوطني وقد علقت يومها على الإنذار الذي أشهره له الحكم اعتقاداً منه أنه إعلان ويخالف اللوائح وقلت لو كان الحكم يدري بمغزى تصرف أبوتريكه لاستعمل روح القانون ولو تعامل الكاف برسالة الرياضة لمنحه جائزة. . أبوتريكة تعرض لهزة نفسية عنيفة كادت أن تؤدي لاعتزاله والتي تمثلت في كارثة إستاد بورسعيد بعد واجه مناظر تهز الجبال وعدد من المشجعين يموتون على يديه ويلهمهم الشهادة وتعامل أبوتريكة مع كل الضحايا كأنهم إخوانه وهو يقف مع كل أسرة فقدت عزيزاً لديها سخر ماله وجهده ودخل كل البيوت وأقام احتفالاً بمنزله لأمهات الشهداء في يوم عيد الأم فخفف الحزن ومسح الدموع. منذ الأحداث غابت الابتسامة عن شفاه اللاعب أبوتريكة وتابعناه مع الأهلي في مباراتي البن الأثيوبي وكان واضحاً أن الحزن مازال مسيطراً عليه وأخذ منه الكثير وقد حرصت على متابعة أدائه مع المنتخب في مباراته أمام يوغندا التي استضافها إستاد المريخ بالسودان في إطار إعداده لمباراة إفريقيا الوسطى في تصفيات أمم إفريقيا 2013 وكنت أتمنى أن يحرز هدفاً يغسل به أحزانه فتحقق الأمل وكانت سعادتنا كبيرة بالهدف الرأسي الغالي من أبوتريكة وسعدنا أكثر بعودة الابتسامة التي أضاءت وجهه أكبر مكاسب منتخب مصر من مباراة يوغندا عودة ابتسامة أبوتريكة الذي شعرنا لحظتها وكأنه تحلل من حمل ثقيل وانعكست على بقية زملائه وأظنها على كل من تابع المباراة . كل الأمنيات بعودة الروح وعودة الاستقرار للملاعب المصرية ونأمل أن نشاهد مستوى أفضل للمنتخب في مبارياته القادمة . حروف خاصة ابتسامة أبوتريكة تعود (من المريخ).