بإستحقاق كان توجيه رئيس الجمهورية باعتماد خطاب الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة بنك التنمية الإسلامي كوثيقة توزع على كافة مؤسسات الدولة في السودان . وكآخرين غيري كانوا يعيشون حالة أشبه بالطرب وهم يستمعون الى تلك الكلمة الرصينة التي ألقاها معالي الدكتور أمام الجلسة الإفتتاحية لاجتماع مجلس محافظي بنك التنمية الإسلامي التي عقدت يوم أمس الأول بالخرطوم . الفذلكة التاريخية التي ابتدر بها حديثه عن حضارة "مروي" التي قال عنها إنها أول حضارة في التاريخ قامت بتعدين الحديد بعد أن كشفت آثارها عن وجود معامل وأفران لصهر معدن الحديد ، وكذلك إشارته لأن السودان يعتبر مهدا لأعرق الحضارات التي شهدت أول استخدام لحروف الكتابة بدلا عن الرسومات والرموز يدل على إن الرجل واسع المعرفة وعميق الاطلاع بتاريخ أحد أهم الدول التي تقع تحت مظلة منظومته والمستهدفة من قبلها بالتنمية والتطوير. ويمتد الإستدلال بمعرفته ومتابعته اللصيقة بشأننا الوطني في إشارته إلى التوجه الصادق للقيادة في السودان لتحقيق أهداف الإستراتيجية الربع قرنية ، مؤكداً دعمه اللامحدود لخطط التنمية التي أقرتها حيث أبان معاليه أن البنك ظل يدعم السودان في الوقت الذي تخلت عنه مؤسسات التمويل الاخرى مضيفا أن نصيب السودان من تمويل المجالات الحيوية بلغ المليار وأربعمائة مليون دولار. مكتسبات د. أحمد محمد علي العلمية التي مزجت بين الحقوق والتجارة ودراساته العليا في الفلسفة والإدارة إضافة الي إيمانه العميق بفكرته كانت المحاور البديعة التي أهلته الي أن يقود إحدى أعظم المؤسسات المالية والتنموية في العالم ، فحوالي ست وخمسون دولة منضوية تحت لواء منظمة التعاون الاسلامي تتطلع لتغيير واقعها وفق رؤية فلسفية وممارسة إقتصادية إسلامية ، حيث بلغ حجم التمويل الذي قدمه البنك منذ تأسيسه حوالي 80 مليار دولار. ينظر الدكتور علي إلى التنمية في جميع جوانبها وقام بنشر مداخلات البنك في اتجاهات عديدة تتضمن التجارة، والتأمين، والقطاع الخاص، ونحو ذلك، على النحو المبين من إنشاء مجموعة مؤسسات البنك الإسلامي للتنمية، والتي تضم المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ، كما قام بإنشاء كيانات جديدة لتخفيف الفقر، ومحو الأمية، مثل إنشاء صندوق التضامن الإسلامي للتنمية ، ودفع برؤاه لصياغة خطة البنك للعام 1440ه التي تتطلع لنقل البنك الإسلامي للتنمية إلى عالم التفوق ،، وتهدف هذه الوثيقة إلى تخفيف وطأة الفقر، ومحو الأمية، وتوفير مرافق صحية أفضل للناس، وتقوية أواصر العلاقات مع القطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والنضال لصالح قضية تنمية المرأة ، وهو من الداعين لإدراج المعرفة والأخلاق في الإقتصاد الي ذلك يخطط الدكتور علي إلى ان تكون التنمية ظاهرة شاملة ومتكاملة يتم إخضاعها على الدوام للمراجعة والتنسيق الوثيق ،، وهو يسعى لإقامة التعاون مع جميع الناس الذين يودُّون الإسهام لتحقيق حياة أفضل لجميع سكان الأرض . ثمة شئٌ طريف دوماً يدور بخاطري ، هو تشابه إسم ومجال عمل الدكتور احمد محمد علي رئيس مجموعة بنك التنمية الإسلامي ، مع إسم ومجال عمل السيد/ أحمد محمد علي ( الفششوية) رئيس مفوضية تخصيص ومراقبة الإيرادات المالية ، فلإن وحدت بينهما الفكرة ، فقدرهما إنهما في موضع التطلع والآمال .. والي الملتقى ،،،