دأب قلمى المهموم دائما بقضايا التعليم أن يسكب مداده للنقد البانى مدحا وقدحا من أجل تقويم وإصلاح هاجسنا الأول التعليم. وبالأمس وفي مؤتمر صحفى أعلن الأخ د- يحيى صالح مكوار وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم نتائج وتفاصيل نتيجة إمتحان مرحلة الأساس بالولاية لهذا العام. وبقراءة فاحصة ومتأنية لهذه الحصيلة من المعلومات والبيانات التي طرحت، ليسمح لى قارئي الحصيف أن ايرى بعض الملاحضات والمقترحات والتحليل العلمى حولها: *في فاتحة المؤتمر قدم د يحي خطابا ضافيا ووافيا تطرق خلاله للمقومات الأساسية للإرتقاء بمسيرة التعليم بولاية الخرطوم، وتوجه بقائمة من تلاميذنا المتفوقين بإحرازهم الدرجة الكاملة. لهم التهنئة. *كانت نسبة النجاح تفوق نسبة نجاح العام المنصرم ب 11 درجة نسبية وذلك نتيجة للإستقرار والهدوء الذي ساد المدارس خلال العام الدراسي هذا العام. ومن نتائج ذلك هو توفر متطلبات العملية التربوية. كلها كانت الشغل الشاغل لحكومة الولاية وعلى قمتها د. الخضر الذي يعشق التعليم ويكن كل احترامه للمعلم والمعلمة, والبذل والجهد الذي كرسه المعلمون حملة مشاعل القلم والمعرفة لتحقيق النجاح. اثار حسي المهنى حصول بعض الممتحنين على المجموع كاملا غير منقوص، فهذه ظاهرة لم نعتد عليها لأعوام مضت وفي العصر الذهبي للتعليم. فلا يعقل أن يحرز تلميذ الدرجة الكاملة في : التعبير والإنشاء في مادتى العربية والإنجليزية. مما يحرمه من نيله المجموع الأقص الأمر يتطلب الدراسة الراسخة حتى لاتتكرر هذه الظاهرة الغريبة. *أثلج صدرى ذلك النظام الذي ساد قاعة المعلم مقر المؤتمر الصحفي، وقد إتخذ المعلمون أماكنهم بهدوئهم المعهود، وأدبهم الجم. الشكر لمعدي القاعة وعلى رأسهم الشاب النشط الهمام مجدي على عبد المجيد سكرتير مكتب الوزير. *اثار إهتمامي ذلك التدنى المتواصل لمادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات رغم مقالاتي المتلاحقة عن أسباب التدنى في اللغة الإنجليزية وسبل العلاج الناجع التي طرحتها، ولكن كلها وجدت مكانها بوادي الصمت وفي مقالة قادمة سأتعرض لأسباب التدهور والعلاج الذي قدمته والذي أجمله في أمرين مهمين هما: مراجعة منهج اللغة الإنجليزية، وتأهيل وتدريب المعلم. ويستحسن أن نلجأ اليوم وفي هذه العطلة الصيفية لإعطاء جرعات تأهيلية وتدريبيه "مسكنات" وشئ خير من لاشئ. أرى أن تقدم لنا إدارة التقويم والقياس ورشة عمل علمية تقدم لنا فيها تحليلا كاملا لبيانات النتيجة ويشترك فيها نخبة من المعلمين والخبراء ومدير المدارس. *أعجبتنى المشاركة الواضحة للعنصر النسائى بالمؤتمر، ومن هنا أحيي المرأة واهتمامها بالتعليم. والتهنئة لها وهى في مقدمة التفوق والتميز. وسؤالي الحائر لماذا هذا الإرتقاء والتفوق وأترك الإجابة للمحلين التربويين؟ *وأقترح أن يقوم مسؤولو الإمتحانات والتقويم والقياس بكل محلية بعمل دراسة علمية وتحليل أمني لنتيجة إمتحان الأساس. على أن يقدم هذا الجهد العلمي للورشة التي إقترحتها في الفقرة السابقة. أحيي الأخ معتمد الخرطوم "نمر" لوضعه التعليم في أولوية برنامجه العلمي وأفرد له كما قال 50% من ميزانيته فهل يحذوا حذوه المعتمدون الاخرون؟ أشيد بذلك الجهد المقدر والعطاء الثر الذي يمنحه الأخ د. الخضر والى الخرطوم للعملية التربوية له الشكر. نحن كمعلمين نتفاءل بطموح واجتهادات الأخ د. يحي صالح مكوار وزير تربية الخرطوم، فنحن جميعا معك لتحقيق شعارنا: نحو تعليم أفضل جيد النوعية. مستشار وزير التربية بولاية الخرطوم