الفريق شرطة: صلاح الدين أحمد الشيخ انتهت المهلة لأبناء دولة جنوب السودان في الشمال وآن أوان المغادرة رغم الأصوات الشمالية الطيبة التي لا زالت تتحدث عن الأخ الأصغر وتسرعه للاعتداء وعن مسؤولية الأخ الأكبر وعن حسن التعامل مع ما تبقى من شعب جنوب السودان حتى إن أحدهم يسترحم للمتمردين منهم من طلبة كلية عسكرية احتفلوا باحتلال هجليج في احتقار وإهانة لمن استضافوهم شيء غريب أن ندرب جنودهم على قتلنا وهكذا أهل الشمال هم دائماً طيبون لحد التبلد حسني النية كفرد أتى إلى المدينة اليوم ؛ مثلاً عندما يأتي أحد من المنظمات الغربية المفترية الكذوب نفترض فيه حسن الطويَّه والأمانة والصدق ولكن هذا عالم متوحش لا يعبأ كثيراً بالأخلاق ، المبدأ الوحيد هو مبدأ المصلحة التي تباع على أعتابها كل النفائس وكل المبادئ وصدقت كل القراءات والافتراضات أن اتفاقية نيفاشا ليست اتفاقية سلام وأن الدستور الذي أتت به ليس دستوراً لحكم مستقر ولا يعبر عن أي قيم للجزء الأكبر من شعب السودان وعيوب نيفاشا كثيرة لحد الكارثة لم توقف الحرب يوماً لم تجلب سلاماً بل اشتباكات انتهاكات خروقات ادعاءات، اتهامات كانت مخرجات هذه الاتفاقية ، وفرت الاتفاقية أموالاً جمة لحركة معادية استخدمت جزءاً منه في التسليح والآخر لإثراء أنفسهم وضاع شعب الجنوب تحت أرجل نيفاشا فالذين لم يقاتلوا ماهم إلا خونة والأبطال هم الذين عادوا من الغابة بأخلاق الغابة ، ولم يكن لنيفاشا حسنة واحدة في تاريخ السودان وعلى الدارسين وفقهاء القانون أن لا ينسوا ذلك حتى يحاكم من أعد الاتفاقية تاريخياً وأخلاقياً. لم يعرف مفاوضونا نية الحركة الحقيقية ولم تضع الافتراضات التي تحفظ للسودان سلامه وأمنه فالعداء من الحركة الشعبية لم يكن من السهل تحويله إلى صداقة أو علاقة مصلحة وحكاية الوحدة الجاذبة كانت فعلاً جاذبة للجانب المعادي الذي جذب كل المعارضة أو المعادين للنظام الذي وقع معهم اتفاق السلام . عاش السودان أياماً عصيبة على أطراف أعصابه وعاث أهل الجنوب إهانة وتقتيلاً لأهل الشمال في عقر دارهم مثلاً أحداث قرنق ومقتل الشرطة وأحداث سوبا وحماية المجرمين سهل كان أن تنهب عربة لتذهب بها إلى الجنوب حيث تجد الحماية وسهل جداً أن يختفي تاجر أو مهندس شمالي أو أن يقتل أي شمالي في جوبا ككلب ضال ثم كان البترول الذي اتهم الشمال مئات المرات بسرقته وعدم دفع حقوق الشمال ثم مفاوضات طويلة ، عدد لا يحصى من الجولات لم نعد منها إلا باتفاقية الحريات الأربع الخائبة بعد تمرد جنوب كردفان والنيل الأزرق المدعوم تماماً من دولة الجنوب شيء عجيب عدو عتيد يفعل ما يشاء في الشمال دعم التمرد ؛ تحريض العالم إيواء كل الطوائف والجيوش التي تقاتل الشمال ؛ قفل البترول ؛ الاستعانة بكل عدو للشمال والتجسس والعمالة والارتزاق ليس لقادتهم مبادئ ولا مثل ولا هدى ولا كتاب منير. كانت الاتفاقية النيفاشية وبالاً على السودان تحملت البلاد الآلاف من القتلى والجرحى التمردات في أي بقعة من السودان وخسائر مادية لا تحصى ولا تعد ويقولون هذه اتفاقية سلام. المفاوض الشمالي في برجه العاجي يتفاوض ويتفاوض لحد الإدمان والإدمان لا يكون بمسكر أو مخدر دائماً قد يكون مثلاً بسلطة ، إدمان السلطة مرض غير قابل للشفاء كالسرطان يمتلك الجسد وينتشر في الأعضاء عضواً عضواً إلى أن يؤول الجسد ( الحكومة ) إلى التهلكه وإلى المزبلة المعروفة ، وكذا التفاوض أيضاً إدمان على ماذا يتفاوضون وقد أبانت الجولات المبدئية نية العدو إنه لا اتفاق ولا سلام إذن كان التحسب للحرب أولوية وكان الأجدر تحديد مدى زمني لإكمال شيء ما متقدم وإلا كانت المفاوضات إضاعة لوقت الشعب الذي يفترض أنه فوض الذين يعينون المفاوضين. قادة الجنوب احتالوا على قادة الشمال في وضح النهار ويوضح مكرهم ودهاؤهم كل يوم فقد شوهوا سمعة شعب السودان الشمالي وعرضوا أمنه للخطر أمام دول تحتاج إلى مبرر للعدوان والظلم مصنع الشفاء مثال الذي انهالت عليه صواريخ كروز متعللين بكذبه وكان يمكن أن تنهال على أي مرفق مادام لدينا هذا العدد من العملاء والجواسيس . الحركة الشعبية حركة استئصالية للثقافة العربية والإسلام رغم أن الأصل والمورد الفكري للحركة الشعبية الشيوعية التي لا تعرف أي دين فالدين أفيون الشعوب عندهم. لقد حاصرت نيفاشا السودان تماماً حصاراً نافذاً بأصدقاء الإيقاد وصندوق المانحين الذي لم يمنح الكثير فلم تنفذ التعهدات الوردية بدعم اقتصادي ولم يرفع الحصار الاقتصاد الأمريكي والغريب أن لأمريكا أكثر من مبعوث ولهم سفارة كبيرة الأمر الذي يشي بأن لديهم مصلحة ما لم يتقدموا فيها كثيراً فالمقاطعة الاقتصادية أيضاً أداة قوية في محاربة الشعب والبلاد مثلاً لاتستطيع أي شركة سودانية استيراد أي شيء من أمريكا كل ذلك كان سيكون قاتلاً وخانقاً لو أن هذه الدولة المنتجة الوحيدة للسلع كل شيء له بديل في هذا العالم والصين والهند تقدمتا كثيراً وأوربا لا زالت مفتوحة والساعد السوداني أيضاً يستطيع أن يعوض . والآن هجليج اعتداء في وضح النهار للقانون الدولي وسخف وتنطع أمام المنظمات الدولية التي تدعي العدالة والحفاظ على أمن العالم شيء مضحك أن تكون أزمة داخلية دارفور مهدداً للسلام والأمن العالمي ولا يكون احتلال جزء من أرض البلاد مهدداً والدعاوى التي ترفع الآن ترمي لتجميد الوضع إلى ماهو عليه مثل احتلال إسرائيل للجولان والضفة الغربية. هذه أزمة مزمنة فكل العلاج الذي قدمه الشمال غير مجدٍ إذن لابد من تغيير الفكر والمنهج والأدوات فالشمال لديه مصالح مع الجنوب جمة ولديه أنصار وجيران طيبين من أهل الجنوب ، التفكير والخطط القديمة بوحدة جاذبة وسلام دائم ومفاوضين دائمين هي من أساطير الأولين بمعنى لابد من خلق منطقة عازلة بين المعتدين وبين الحدود ولابد من استهداف العدو استهدافاً دائماً كنهج أمريكا مع القاعدة في أفغانستان واليمن ولكن استهدافاً عادلاً عاقلاً ولابد من التخلص من تبعات التركة النيفاشية تماماً إذ لابد من دستور جديد عادل.