أمريكا الرسمية وأمريكا التشريعية وغير الرسمية ليس متفقة على ما يدور في السودان ... هذا أمر مؤكد ... حتى وإن كان هنالك إتفاق حد أدنى على زعزعة هذه الحكومة وإسقاطها فإن أمريكا الرسمية ترى أن تمكين طرف من تحقيق ضربة قاضية للمؤتمر الوطني يجب أن يتم عندما يكون الوضع القادم معروفا ومضمونا أنه يحقق المصالح الأمريكية ولكن الدخول في مغامرة قد تفضي إلى بديل أكثر إضرارا بالمصالح الأمريكية فهو أمر مرفوض ...! مثلا أمريكا تريد أن يظل النظام موصوفا بالقمع ضد شعبه ولذلك تستثمر هي والفضائيات العربية المخترقة من قبلها أية حادثة لتثبيت التهمة بإحكام ولكن ليس للحد الذي يؤدي إلى إنتفاضة تنظم لإنتخابات وحياة دستورية ديموقراطية لأن سيناريو التغيير الأمثل هو (إنتفاضة عرقية عنصرية مسلحة) ... مجموعات جهوية تداهم الخرطوم بالسلاح بعد إسقاط الأطراف ... ودور الأحزاب السياسية هو فتح أبواب المدينة لها وليس خلافة المؤتمر الوطني في حكم السودان ..! مع هذه التكتلات الجهوية ستكون الأزمات في الديموقراطية القادمة مثل الأزمات العراقية ... خلافات حول المحاصصة ودعاوي التقسيم وزيادة السلطات الفيدرالية وجدول إنسحاب القوات الصديقة التي قدمت للمساعدة في التحرير ..! بدون هذه التكتلات ... ستكون الخلافات بين الاحزاب حول نهج الصحوة لحزب الأمة والجمهورية الإسلامية للإتحادي ... والمشروع الحضاري طبعة الإنقاذ ...وأفكار الترابي ... والبديل السلفي و ... أحزاب تتفق على القضية الفلسطينية وضرورة التوجه الإسلامي ... حتى الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي قال (الحزب لا يرفض الشريعة) ... أي أحزاب هذه يمكن أن تتشجع امريكا لإنفاق دولار واحد لتسليمها الحكم ... لا بل تنفق عليها لأغراض محددة (مطلوب – منفذ) في سبيل السيناريو العرقي العنصري فقط لا غير ..! أمريكا الرسمية الرؤية لديها واضحة في هذا الأمر لكن أمريكا غير الرسمية وصقور الكونغرس من اليمين واليسار الرؤية لديهم مختلفة نوعا ما .... فليسقط هذا النظام لأنه كذا وكذا .... ولنجبر الأحزاب بعد ذلك على عزل الإسلاميين ونلفق تهم الإرهاب في مواجهتهم. أضف إلى هذا أن طبيعة النشاط المتصل بعمل المنظمات وجمع التبرعات وحشد التعاطف يحتاج إلى هدف كبير وهو (إسقاط نظام البشير الدموي) و (إلقاء القبض عليه ومحاكمته) ..! فيما يتعلق بدولة الجنوب أمريكا الرسمية لم تكن موافقة على إغلاق الانابيب إطلاقا ... ربما كانت تريد التلويح به ثم العودة للمفاوضات ... ومحاصرة الخرطوم بضغوط أخرى ليتم التوقيع على رسوم عبور مخفضة وعندها تستمر أمريكا في إضرام أزمات تستهلك الدولارات التي ياخذها الشمال من نفط الجنوب ... ليكون الشمال معبرا لتنمية الجنوب و(عتالي للبترول) ... أيضا يجب أن تستمر حالة التوتر العسكري على الحدود وقضية جبال النوبة كدارفور جديدة ... وتدخل دولي جديد مستقل تماما عن (دولة الجنوب) ... التي سيكون دورها إنسانيا في إيواء اللاجئين لها من فظاعات الخرطوم و(جرائم نظام البشير) وغير ذلك من الدعاية ..! جوبا بقيادة سلفاكير صارت تتخذ القرارات دون مشاورة وصارت خطرا على السياسة الأمريكية ... إما أن (تسمع الكلام) أوتذهب مثلما ذهب قرنق أو منقستو أو عيدي امين أو ...