((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحزب النوبي الساخر
نشر في السوداني يوم 27 - 04 - 2012

• هو حزب قديم اختلف الباحثون عن تاريخ إنشائه وهو حزب غير معلن يعمل وسط المجتمع النوبي يحمل سماتهم ويدافع عن قيمه وعاداته وتقاليده .
• اداته الرئيسية هو السخرية بمعناها الراقي المعقد احيانا والبسيط في أغلبه .
• يقوم بادارة شئون كل المجتمع النوبي .... ولكن علي مر السنين له قادته .
• يهتم بالسياسة كواقع مفروض عليه اتباعه .
• يدلي بآرائه النقدية نقدا غير مباشر في معظم مايمر به في حياته العادية .
• يفند ويحلل القضايا ... ولكنه تحليل يخصه هو حسب موروثه الثقافي الحضاري .
• تلك هي اهم مبادئ الحزب النوبي الساخر .
• كان المجتمع النوبي قبل التهجير مجتمعا مغلقا على نفسه وكما يقول اهل الاسكندرية والصعيد انهم ذاهبون الى (مصر) قاصدين القاهرة كذلك كان النوبي يقول انه ذاهب الى السودان وهو يقصد ذهابه الي الخرطوم .
• ومما يحكي ... ان احد تلك القاطرات التي تذهب الي (السودان) وبالبوفيه الملحق بالقطار وكل العاملين وادارته من النوبيين ... علماً بان الخدمة كان لها نظام تشغيل محدد تفتح ابوابها في ساعة معينة وكذلك تغلقه ... جلس عدد من الشباب في دقائق قريبة من موعد اغلاق البوفيه طالبين مشروبا فاذا بالعامل يقول لهم ان موعد اغلاق البوفيه قد حان ... كان من ضمن اولئك الشباب شاب نوبي ... رجوه ان يذهب ويتكلم معهم بالنوبية شفاعة لإمدادهم بتلك الخدمة ... ذهب الشاب متثاقلا ... فتحدث معهم بالنوبية ... بإستغربوا ذلك وقالوا له (انت نوبي ... ) طيب لماذا تجلس مع هؤلاء .
• في ديسمبر1960 صدر قرار من المجلس الاعلي للقوات المسلحة السودانية باحالة داؤود عبداللطيف الى التقاعد الإجباري تحت المادة 36(ب) من قانون المعاشات وكان بذلك اول سوداني يحال للتقاعد الاجباري وفقاً لهذه المادة منذ ثورة 1924م .
• استدعى الاميرلاي احمد مجذوب البحاري (وزير الداخلية) داؤود عبداللطيف ... وطفق يحدثه بإسهاب عن أفضال الثورة عليه ... وعزم الثورة .... وقدرتها على الحسم ولما كان البحاري يردد كثيراً كلمة (ثورة) على لسانه وهو يخاطب داؤود .... بادره هذا بقوله .... سعادتك انا بربري ومابعرف عربي كويس ... ثورة دي مؤنث بتاع ثور )؟!! نظر البحاري برهة عابساً في وجه داؤود ثم انفجر ضاحكا .. وسلمه خطاب الإحالة .
• بعد تهجيرأهالي حلفا الي منطقة خشم القربة بقيت مجموعة بالمنطقة رافضين الهجرة ... ورأت السلطات أن تمنع عنهم كافة الخدمات وتعطلت وسيلة النقل الرئيسية السكة حديد ولكن بعد ثورة 1964 ... اعيدت تلك الخدمات وعلى راسها قطارات السكة حديد لنقل البضائع والركاب .
• وفي محطة عطبرة وهي تستقبل اولى القاطرات القادمة من وادي حلفا ...ان تساءل احد الموجودين بالمحطة ... من اين قادم هذا القطار فأجابه احد النوبيين ... انه قادم من حلفا ... ومضي التساؤل ... (حلفا مش غرقت) فاجابه النوبي (امال القطر دا جايب موية) !!
• وفي تلك الفترة ايضاً تقرر ترحيل احد المعديات التي كانت تعمل بالمدينة قبل غرقها لاحدى المناطق واختلفت الآراء هل هي منطقة السكوت ام الأجدى منطقة المحس فاختلفت الآراء واخيراً رجحت كفة السكوت فتم ترحيل المعدية لتعمل هنالك .
• سيد تلول احد زعماء الحزب النوبي الساخر كان له رأي آخر وتمثل ذلك بانه وبعد فترة قام بزيارة احد اصدقائه بمنطقة المحس ولم يجد الاستقبال الذي كان يجده عند ذلك الصديق بسبب امر المعدية التي عملت بالسكوت ولم تعمل بديار المحس استدرك سيد تلول ذلك وقال مخاطباً صديقه (حينما تضع المعدية مولودها سنعطيها لكم) !! .
• وعورة الطريق بالمنطقة النوبية كان السمة البارزة بين مختلف القرى الواقعة علي النيل اما تلك التي بالضفة الغربية فقد كانت مقطوعة عن العالم ... فلا بث اذاعي اوتلفزيوني يصلها ناهيك عن الحركة العادية ... حركة السيارات... ويحكى عن تلك القرى الواقعة جنوب حلفا ان صاح احد ابناء القرية الشرقية باحدهم الذي يسكن الضفة الغربية بان العيد قد اعلن غداً فكان رد الاخير أي عيد رمضان أم عيد الأضحي ؟!!
• المواطنون الذين رفضوا الهجرة اقاموا مساكن مؤقتة تنتقل حسب ارتفاع مياه البحيرة وتخزين المياه بالسد العالي من موقع الى اخر حتى تم تخطيط المدينة بعد اعلى تخزين لمياه السد العالي عند الكنتور 182 اثناء ذلك كثرت وجود الحيوانات الضالة والكاسرة واصبحت الثعالب تتجول بين المنازل في النهار والليل ... العم ارناووط كان من هوايته تربية الحمام وكان من اهتمامه بذلك ان أوصى بكميه من الحمام المصري فاصبحت له حصيلة لابأس بها يعتني بها ايما اهتمام ويبعد عنها الثعالب بترك الراديو يعمل طول الليل الى الصباح على موجة صوت العرب ولكن الثعلب ادرك حيلة ارناووط وذات صباح وجد الحمام مابين مذبوح ومقتول ... بينما اطرق ارناووط حزناً امام حمامه واذا بجاره وهو يحاول ان يواسي ارناووط ان قال له وهل ذبح الثعلب حتى الحمام المصري؟! فاجاب ارناووط يعني كان بياكلهم بالجنسية ؟!!
• لفترة طوية ظلت السكة حديد هي وسيلة النقل الوحيدة لوادي حلفا لنقل المواطنين والركاب وبخاصة ركاب البواخر القادمة من مصر .
• السكة حديد بمصر الشقيقة تحكمها المواقيت الزمنية فذلك قطار الساعة 12ظهرا وهكذا.
• ناظر محطة وادي حلفا النوبي ... ساله احد الاخوة المصريين (القطر حيجي الساعة كام) فرد ناظر المحطة (القطر في نمرة 6) فاسترسل المصري (يعني حيجي الساعة كام) فلم يتمالك الناظر ورد قائلاً (هو انا ربنا) .
• في اولى سنوات حكومة الانقاذ الوطني وفي الظل الاداري الجديد اعلنت حلفا رئاسة محافظة لتضم مناطق السكوت والمحس ... سمي اول محافظ لحلفا وهي تخطو خطوات النشأة الاولى ... العم حسنين ابراس اثناء جلوسه قرب منزله بالتخطيط الجديد رأى سيارة فخمة تعبر امامه فسأل سيارة من هذه فأجيب أنها سيارة محافظ حلفا الجديد ومضى عم حسنين كم سعر هذه السيارة فرد عليه أن ثمنها يفوق ال 17 مليونا فرد عم حسنين (حلفا كلها غرقوها ب 15 مليون جنيه وجايبين محافظ يسوق عربية ب17 مليون )؟!
• المسؤول السياسي اينما كان هو موضوع انتقاد لأعماله مهما كانت نجاحاته في البعض منها .
• احد محافظي حلفا وبعد فترة زمنية تم نقله الحاج كنينه كان سؤاله الي اين تم نقله ؟ فاجيب بانه نقل الي محافظة الجبلين فرد الحاج كنينه هو وسط 50 جبل معملش حاجة يعمل في جبلين ؟!!
• في عام 1973م تم توقيع اتفاقية بين جمهورية السودان ودولة الصين الشعبية لإنشاء مشروع متكامل لاستغلال الثروة السمكية ببحيرة النوبة بوادي حلفا والذي كان يبلغ مخزونه السنوي حوالي 5000 طن آنذاك (تم اجراء احدث دراسة 2010م بواسطة المنظمة العربية للتنمية الزراعية والتي افادت بان المخزون السنوي للبحيرة حوالي 22000 طن .
• هذا المشروع كان الهدف من إنشائه ايجاد فرص عمل لابناء المنطقة .
• وفي بدايات حكومة الإنقاذ الوطني آلت ادارة الشروع لمنظمة نداء الجهاد وبعد فترة وجيزة فشلت المنظمة في ادارة المشروع ... وبعدها شاهد المواطنون اثناء استقبالهم لقطار اكسبريس حلفا بالمحطة نزول عدد كبير من الاخوة الجنوبيين متوجهين للمشروع وعلق احد النوبيين المجاهدين مانفعوش جايبين المتمردين ؟
• حثيثاً اصبحت تدب الحركة التجارية بالمنطقة ... واذا باحد الوافدين يبدأ بتجارة صغيرة ثم اصحبت تجارته كبيرة ومحله يعج بالبضائع ... وايام سوداتل الاولي ذات صباح اذا به يتحدث مع احد اقربائه وتصادف مرور العم عثمان جديد فاذا به يصيح دقيقة اهو داك حلفاوي ماري بي هنا ... يا عثمان انته مفتاح حلفا كم فرد عليه عثمان جديد هو حلفا لو كان عندها مفتاح كان جيت انته؟!!
• منطقة وادي حلفا بها مساحة لاتتعدي ال300 فدان كانت تقوم باستغلالها الحكومة وتوزع لبعض سكان الاحياء بواقع الا يزيد عن فدان واحد ... فى البدايات كانت الارض مالحة وعمليات الزراعة تتأخر عن موعدها ورغم ذلك كانت تتم زراعة تلك الارض ... المحصول الاول كان ضعيفا ولم تنمو سيقان القمح مرتفعة وانتظر الناس الحصاد وقالوا لهم اننا بانتظار الحصادة ... فعلق احدهم حصادة ايه القمح دا عايز موس حلاقة)
• زار وفد استشاري منطقة حلفا وتحديدا بحيرة النوبة وعن مدى استغلالها لصيد الاسماك وبعد انتهاء الجولة والوفد في طريقه للمطار مغادراً دار النقاش التالي مع احد النوبيين المرافقين للوفد مودعاً .... ان سأل عن المصدر الاقتصادي للمدينة وجاءت الاجابة ان المدينة تعمل في الاسبوع يومين فقط يوم وصول الباخرة ويوم وصول القطار فاستغرب عضو الوفد وسأل وبقية الاسبوع ماذا تعملون ؟ فأجابه (نلعن الحكومة) ؟!!
• نادراً مايغادر النوبيون منطقتهم الى مناطق السودان المختلفة وبالاخص في ظل الازمة الاقتصادية التي تجعل من أمرالمعاش مشكلة ... ظرف اضطراري دعا احدهم للذهاب الى الخرطوم وفي صبيحة اليوم التالي والجو غائظ شديد الحرارة وقف بالطريق العام لا يدري عن خطوط المواصلات ومواقفه رافعاً يده بالإشارة لكل سيارة خاصة تمر امامه وللمفاجأة توقفت إحدى السيارات الفارهة (همر) أمامه وبكل ثقة فتح الباب الامامي وجلس مبديا التحية لمالك السيارة وهاله الجو البارد المنبعث من تكييف السيارة فاستكان لدقائق وبعدها نظر لمالك السيارة سائلاً اسم الكريم منو ؟ فاجابه : قريب الله فعلق قائلا انا برضه قلت كده ياقريب الله ياقريب اسامة داؤود ؟!!
• مقدمة للتهجير اقيمت بمنطقة خشم القربة مزرعة تجريبية لزراعة الخضروات والفاكهة وقد حرصت الحكومة ان يرى وفد منطقة حلفا الذي يبحث عن خيارات المناطق المرشحة للتهجير انتاج تلك المزرعة التجريبية وبالفعل كان الانتاج عظيماً حبة الطماطم كبيرة وانواع بقية الخضر لامعة ومخضرة حتي البصل تكاد الحبة منه تملا الكفين علق احد اعضاء الوفد ( الله .. ماحناكلش قاورما ولا أيه )!!
• (القاورما طبق يطبخ بالبصل الصغير الحجم )
• تبادل النوبيون طرفاً كثيرة للتعبيرعن مشاعرهم عند وصولهم ارض المشروع قال احدهم عند استلامه حواشته وعند رؤية مساحتها الشاسعة ... قيل له ان مساحتها 15 فدانا علق قائلاً عندنا في وادي حلفا الفدان مش كبير كدة !! وقيل ان مزارعا اخر عند استلامه ثلاثة جولات من الفول السوداني سأل عن سبب اعطائه هذه الكمية قيل له انها بذور الدورة الزراعية فاجاب قائلا انها تكفي اسرتي لعام كامل فلمَّ اقوم بزراعتها .
• لقد كان المزارع بوادي حلفا حرا يزرع مايراه مناسباً ومايفيد نفسه الآن اصبح محكوما بدورة زراعية محددة .
• تتفاوت انتاجية المحاصيل داخل التفتيش الواحد في النمرة الواحدة ويعزى ذلك لعدة عوامل تؤثر على الانتاجية منها موقع الحواشة والنمرة الزراعية وعمليات تحضير الارض وتاريخ الزراعة وعدد الريات والمصروفات والعمالة والتعليم وعملية التسميد وغيره من المؤثرات تكاليف المدخلات من تقاوي مبيد - رسوم ارض - مياه – عمالة – وعملية الحصاد بالإضافة إلى الضرائب والرسوم المصلحية والمحلية وعملية التمويل .
• كل ذلك جعل عم خليل متوترا يوم حصاد القمح في حواشته منذ الصباح الباكر فانتظرت زوجته الظهر والعصر وعند اقتراب مغيب الشمس لاح عم خليل راكبا حماره حاملاً معه اقل من جوال قمح فسالته زوجته منزعجة ... كم انتجت الحواشة فرد عم خليل تماضيا وكم يحمل الحمار )!!
• وعن المشروع الزراعي بخشم القربة وتردي الوضع يحكي الاستاذ علي صالح داؤود ... هناك في قريتنا ارقين جنوب سابقا والقرية 11 بحلفا الجديدة حاليا رجل ناهز اليوم الستين عاماً من العمر عرف منذ حداثته بالذهن الوقاد وبالقدرة الفائقة على صياغة الكلام ... يدير هذا الرجل مخبزا في القرية واذكر انني ترددت على مخبزه كثيرا وبشكل مزعج في ايام (مايو) عند شح القمح في البيوت وشح الدقيق في الاسواق اذهب اليه كل يوم وأسأله ألم يظهر الدقيق ولما أكثرت عليه السؤال جذبني ذات يوم الي شجرة قائمة جوار مخبزه قائلاً لي ( الدقيق لسع ماجاء لكن ابوهو جا) اشار الى حشرة ملتصقة بجزع الشجرة فاذا هي (ابوالدقيق) فقلت في نفسي طالما الوالد وصل فلابد حتما الولد سيتبعه !!
• الاستاذ فكري عابدون يذكر اولى انطباعاته في الارض الجديدة ذاكراً انه وبعد مسميات محبوبه الى قلوبنا - دبروسه- دغيم – عنفش- ديره – اشكيت – فرص – سرة – ارقين – صرص – جمي – وجدنا انفسنا ننتمي الى ارقام للقري ارقام للمنازل ارقام للحواشات ... احد مواطني ارقين لم يعرف بانه شاعر ولكنه صاغ بيت شعر واحد فقط وذلك عندما قيل له هذه هي القرية (5) ارقين قال:
النجع ليس بنجع انه رقم
يخفي الحقيقة ان ندعوه ارقين
• يقول زعيم الحزب النوبي الساخر زكريا حامد ... ماكنا نحن بالامطار التي تهطل لعشرين ساعة وسط الرعود والبروق والانوار وقد كنا في مدينة حالمة واعدة مطمئنة يأتيها عيشها رغدا من جروف النيل والسماء صافية على مدار العام والنجوم والقمر تتبادل معنا التحايا كل حين ... قال خشم القربة قال ! ... حتى ان جدتي عليها رحمة الله وعندما طال موسم الخريف تساءلت ذات مرة (انتو متاكدين عبود ماطلعنا برة السودان) !!
• ويواصل زكريا .... لا اعرف أية عقلية تلك التي تأخذك على حين غرة من ضفاف النيل العظيم مدينة (وادي حلفا) وتقذف بك في مستنقع ذي مسكيت وحسكنيت ويكفي الاسم (خشم القربة) .. ومما يلفت النظر ان الاجيال التي ولدت وترعرعت في تلك المنطقة شبيهة بالاشجار الشوكية ويخيل للمرء انهم يزدادون طولا مع النحافة وسرعان ما يظهرون كالاقزام مع حلول الشتاء ... ولا يوجد كائن حي في تلك (القرية) خالياً من البلهارسيا اما الملاريا التي كانت تزور الشاعر الكبير المتنبيء في الظلام فقط فقد اقامت في الاجساد هناك بصفة دائمة ... حتى عندما دخل عمنا حسن نوري في مرحلة الغيبوبه وتم نقله الى المستشفى في حالة سيئة قدر الاطباء هناك تزويده (بالكينين) عبر الدرب وبمجرد نزول اول نقطتين في وريد الرجل شرع يهضرب ويقول : العلوج – الفالوجا – النفط مقابل الغذاء – لوكربي – غزة اريحا – العولمة ...!! وهنا علق الحاج صالحين وهو يتابع الرجل المريض بالشباك وقال متسائلا خبر ايه ياجماعة اصلو حاج نوري دة ركبوا ليهو درب ولا دش!!
• المهندس سيد عكاشة يورد مايلي عن الصفة المزمومة (سب الدين) والعياذ بالله ... يقول سيد هذه تهمه نفيها قد يعني اثباتها ... ولكنني ارى ان تلك الصفة المذمومة تحليلها ان الذي يكذب او يخون الامانة او أي مسلك يجافي القيم قد يكون الرد عليه في بعض الاحيان بتلك الكلمة الملعونة وهي تعني سب مسلكه الديني وليس لدين سماوي ... لان الأديان تنادي ان يسلك الانسان الصفات الحميدة .
• ونختتم الحديث عن الحزب النوبي الساخر بقصيده للمرحوم علي صالح داؤود وهي من القصائد الشعرية الطريفة .
أنا ومرض( الكرتى)
بليت اليوم « بالكرتى « وكنت الأمس» كالمرتى « (الكرتى: الركبة – المرتى : الحصان)
أجوب الأرض مختالاً صحيح الجسم و» الشورتى» (الشورتى : الروح)
فأصبح فى (جنساب) وأمسى فى «أورناتى» (قرية وحى فى وادى حلفا)
أمد خطاى فى جدل وأرعى فى الخلا «الأرتى» (البهائم)
وأحيا الدهر مبتهجاً مع الأصحاب و « البتى» (الأتراب)
وبت اليوم معتلاً ومكتئباً و « شكتي» (كثير الشكوى)
حبيس الدار منفرداً فلا « تورتى» ولا « فلتى» (لا دخول ولا خروج)
بعيداً عن أصيحابى فلا سمع ولا « نلتى» (رؤية - شوف)
هزيلاً صرت لا أقوى على أن أعبر « المرتى» (الجدول)
وكنت الأمس سباحاً أشق النيل « للآرتى « (الجزيرة)
لأقضى كل حاجاتى من عشب و « وكلكتى» (البقول)
وبت اليوم فى ألم شديد الوقع فى « الكرتى» (الركبة)
كأنى صرت مطعوناً بسكين و « بالشارتى» (الحربة)
وطار النوم من جفنى وكم ذا كنت « نيرتى» (نوام)
وضاع النطق من شفتى وياما كنت «فرتى» (ثرثار)
ودب الداء فى الأعضاء من رأسى إلى « السنتى» (أظافر الرجلين)
فرحت أبث أحزانى لكل الناس «كالوتى « (المجنون)
وحامت حولى الحشرات من نمل ومن « كتى» (الذباب)
وأحياناً يجئ الناس من أهل و « أسكتى» (الغرباء)
ليحصوا لى أوجاعى ويتهموا « الجرنمرتى» (السلسلة الفقرية)
وكم جاءوا بجراح لذى الورتاب « كدتى» (مجيد للفصاد)
وكم جاءوا بحجام لداء قيل « أرتتى» (فساد الدم)
وبالمسمار (تشونى) بنار جد «جقرتى» (حراقة)
ومنهم من رأى الإنقاذ من شكواى « بالجورتى» (القرض)
إذا ماصار معجوناً ومخلوطاً مع « النورتى « (الدقيق)
ومنهم فرقة وصفت لى « التتور والتتى» (الحنظل)
ومنهم نخبة قالت : عليك اليوم « بالقورتى» (الفكى - الشيخ)
فدنيا الناس مفعمة بمن يدعون « مانجقتى» (السحارين)
وها (بنقاسة) * الفضلى ترى الإنقاذ فى « الترتى» (العطاء والصدقة)
فإن المال إن أعطى لمحتاج و « فدتى» (السائل والمسكين)
حبانا الله عافية طواها داخل « الكتى» (ثوب العافية)
ومنهم فتية وصفوا لى الترمس و « الفنتى» (التمر)
وقالوا كل من الطيبات لاتركن إلى « القنتى» (ملاح الخضرة)
ولاتنسى العصا أبداً وإلا صرت « ندتى» (وقيع – كثير التعرض للوقوع)
ولاتقرب من «التركين» يؤذى الناس « بالقتى» (الملوحة - الرائحة)
ويبعد عنك من جاء وك للقيا و « للنتى» (الزيارة)
ولا تلجأ لماء الثلج بل فأشرب من « القتى» (الزير)
فإن الثلج ذو أثر مضر « للأينفنتى» (شغاف القلب)
ولاتحمل من الأشياء ماوصفوه «بالقتى» (ثقيل الوزن)
وحاذر سمنة فى الجسم لاتبقيك « وروتى» (سريع الخطى - جراى)
أخيراً رحت للجراح كى ألقاه « أفتى» (أكذوبة - إشاعة)
فللمنظار عرضنى وبنج خدر «المرتى» (أطراف الجسم)
فلم أظفر بفائدة وضاع المال فى « الترتى» (رسوم الكشف والعلاج)
فيا أسفى ويابؤسى فقدت المال و» الكرتى» (الركبة)
جزى الله الذين أتوا لكى يحيوا لى « الشورتى» (الروح)
فكم كانوا أولى بصر وكم كانوا « أنيقتى» (عقلاء - حكماء)
حباهم ربهم حللاً من النعماء فى « الآتى» (الظل – ظلال النعمة والسعادة)
لقد أسدوا الجميل لنا ولست له « أقورتى» (ناسياً للجميل)
إعداد مريض الكرتى : على صالح داؤود
• بنقاسة : إحدى سيدات أرقين الفضليات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.