واضح أن قرار محكمة مبارك وأبنائه ووزير داخليته ومساعديه الذى لم يرضِ الشعب المصري سيصب فى صالح المرشح الأخواني محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة ويرجع السبب فى تقديري الى أن قرار المحكمة أضر كثيرا بمنافسه أحمد شفيق المحسوب على نظام مبارك إذ يتوقع ثوار التحرير أن شفيق سيكون رفيقا بمبارك وسدنة نظامه بعكس السيد مرسي الذى بدأ واضحا أمس انحيازه للثوار ونزوله لميدان التحرير. لقد كانت الكتلة الانتخابية التى صوتت للسيد حمدين صباحي وبقية المرشحين المناصرين للثورة مترددين فى التصويت للسيد مرسي وربما قاطعوا انتخابات الإعادة الأمر الذى كان سيهدد موقف السيد مرسي إذا استطاع المرشح شفيق أن يجذب إليه بعضا ممن صوتوا لعمرو موسى وعددا إضافيا من الأقباط ومؤيدي النظام السابق ولكن بصدور حكم المحكمة بهذه الصورة سيدفع الثوار للتصويت للسيد محمد مرسي ولكن... بشروط.. ماهي؟ المرشح الأخواني مطلوب منه إعطاء ليس تطمينات واضحة وحسب عبر تصريحات للإعلام بل مطلوب من حزبه الذى يتمتع بأغلبية واضحة فى مجلسي الشعب أن يعلن فورا عن جمعية تأسيسية للدستور لا يكون فيها حزبه وجماعة الإخوان أغلبية بل تمثيلا يتناسب ورغبتهم فى جمع الصف الوطني المصري لإصدار دستور يتوافق عليه الجميع خاصة حول المادة الثانية لدستور 1971 الخاصة بوضع الشريعة الإسلامية. ثم التوافق على تكريس نظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي يكرس التبادل السلمي للسلطة عبر انتخابات دورية وصادقة وحرة ونزيهة وشفافة يلتزم فيها الإخوان المسلمون بذلك فلا ينفردوا بالسلطة تحت شعار ديني يرفض النظام الديمقراطي الذى ارتضوه وجاء بهم للسلطة. ثم هناك فصل السلطات وإنشاء وزارة قومية بعد الفوز ومؤسسة رئاسة قومية تكون لها سلطاتها الواضحة سواء جاء نظام الحكم رئاسيا أو برلمانيا أو خليطا بين الاثنين وهو الاتجاه والمزاج الغالب لدى معظم القوى السياسية فى مصر. إذا فاز السيد مرسي بالرئاسة – وهو المرجح – فستكون نكبة كبيرة لحزبه وجماعة الإخوان لو تنكر للعهود التى قطعها ومارس نفس النهج الذى فعلته جبهة الإنقاذ الجزائرية بعد فوزها الساحق فى الجولة الأولى للانتخابات فى تسعينات القرن الماضي أو ما فعله إخوان السودان تحت حكم الإنقاذ حين بطشوا بحلفاء الأمس من القوى السياسية وأقاموا حكما سلطويا فى النصف الأول للانقلاب أو مؤخرا ديمقراطية (أرعى بقيدك) فى عملية مناقضة لمبادئ وشعارات الحركة الإسلامية السودانية منذ إنشائها فى أواخر أربعينات القرن العشرين خاصة بعد ثورة أكتوبر 1964 التى أشعلوها وأنجحوها مع بقية القوى السياسية وأعادوا الديمقراطية.. إذا فعل إخوان مصر مثلما فعل إخوان السودان وجبهة الإنقاذ الجزائرية فلن أندهش إذا قامت ثورة عارمة فى مصر تطيح بالرئيس ومجلسي الشعب والشورى وحينها لن يكون لإخوان مصر مستقبل قط فمن المؤكد سينحاز الجيش المصري للثورة. عليهم الالتزام بعهدهم إن العهد كان مسئولا. الجامعة العربية والثورة السورية لا يكفي الجامعة العربية فى اجتماعها الوزاري الأخير أن تطلب على استحياء من مجلس الأمن التدخل ضد النظام السوري وفق البند السابع بل لا بد لها فورا اتخاذ خطوات فاعلة وحاسمة بدورها تبدأ بسحب سفرائها جميعا من دمشق وتطرد البعثات الدبلوماسية للنظام السوري من كل عاصمة عربية وتوقف جميع تعاملاتها معه خاصة المالية.. هذا ماينبغي عمله فورا أسوة بما فعلته دول غربية الأسبوع الماضي فالدول العربية أولى من الدول الغربية إذ لا يعقل أن يكتفي الزعماء العرب بمشاهدة ما تفعله شبيحة النظام السوري بذبح الأطفال وقتل النساء والسيوخ وتدمير المدن عبر القنوات الفضائية ثم يتناولوا أفخر المأكولات والمشروبات ويناموا.. هذا هو العجز بعينه بل فضيحة بجلاجل... ماذا يخشون؟ أن يصادر النظام السوري استثماراتهم في سوريا؟ ليفعل فستعود لهم بعد سقوط النظام المؤكد قريبا بإذن الله.