على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل لمكافحة ختان الإناث في السودان إلا أن الأرقام كل عام تخرج بصورة مخيفة تتحدث عن تزايده خاصة في المناطق القروية وعلى الرغم من ذلك الآن العديد من الجهات ماتزال تناضل من أجل وقف هذه العادة المضرة ببنات السودان وفي هذا الإطار أقامت طيبة برس بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان ورشة عمل بعنوان (نحو طرق جديدة لمكافحة ختان الإناث) تم التباحث خلالها على كيفية وضع بدائل وطرق جديدة لكيفية مكافحة هذه العادة المضرة . قدمت الناشطة في مجال المرأة نفيسة بدري ورقة قدمتها بالإنابة عنها مسؤول النوع الاجتماعي لصندوق الأممالمتحدة للسكان ليمياء بدري أقرت في مقدمتها بفشلهم فى الالتزام الاقليمي والدولي للقضاء على ختان الإناث, ومن بين الأسباب التي ذكرتها أشارت إلى أن الفرد يكون فى الغالب أقوى من المؤسسة لكنها امتدحت الدور الإيجابي الذى يقوم به رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني فى مكافحة العادة . نسب وأرقام وأوضحت لمياء أن هنالك (3) ملايين طفلة فى السنة مهددة بإجراء عملية الختان و140 مليون يعيشون مع مضار هذه العادة, وأشارت الى أن أكثر الولايات التى تجرى فيها هذه العملية هي التى بها أقل نسبة خصوبة فالولاية الشمالية بلغت نسبة ختان الإناث فيها 99% فيما سجلت ولاية غرب دارفور أقل نسبة بين ولايات السودان وهى 52%, وقالت لمياء إن السودان يحتاج الى (20)عاما لتنخفض نسبة الختان فيه الى 23% إذا ذهبنا وفق الإحصائيات باعتبار أن آخر نسبة للختان فى السودان بلغت 65,5% حسب إحصائية 2010م . وأوضحت لمياء أنها أشرفت على عدد من الدراسات التى تبين من خلالها أن 90% من الكوادر الصحية يجرون هذه العادة . تطرقت لمياء خلال الورقة الى قضية زواج القاصرات خاصة اللائي أنجبن دون سن السابعة عشر التي بلغت نسبتهن 12,7%, و62% من التعداد دون سن الرابعة والعشرين , وأضافت أن 45% دون سن الرابعة عشر, وقالت لمياء إن البعض يرجعون زواج الصغيرات لقلة عدد السكان إلا أنه تم إثبات أن المرأة السودانية تنجب. وفى ذات المحور قالت لمياء بدرى إن القانون السوداني كان صامتا فى هذا الموضوع إلا أن قانون 1991م ربط التمييز بالبلوغ وسمح لولي أمرها بتزويجها فى سن 10 سنوات, ثم تحدثت عن مخاطر الزواج فى سن الطفولة وأردفت أن البلوغ الجسماني لا يعني النضوج العقلي فى إشارة منها لعدم قدرة المرأة الصغيرة على إدارة شئون منزلها. الجدير بالذكر أن بعض المعلومات التى حوتها الورقة قدمت فى المنتدى الاقليمي الرابع للنوع الاجتماعي والمعلومات فى عمان . حالة ارتداد رئيس تحرير صحيفة الايام محجوب محمد صالح تحدث عن دور الإعلام فى مكافحة الختان قائلاً:( إن هذه العادة موجودة منذ زمن بعيد ومن أهم الذبن حاربوا هذه العادة هو الشيخ حمد ود ام مريوم, مضيفاً أن عادة الختان وجدت اهتماما فى الفترة الأخيرة مع تعليم البنات والمناصرة. لا نقول إنها فشلت ولكنها تعاني من الوعي المضاد وجماعات تصدت لهذه الحملات. وقال صالح إن هذا الموضوع فيه أطراف عديدة ابتداءً من البنت التى تقع عليها هذه العادة والمجتمع الذى يحبذ العادة ويقدم الهدايا والحلي وقال: "إذا اعتبر المجتمع أن هذه العادة مهمة فى هذه الحالة علينا مخاطبة المجتمع, وإذا كان الرجل يعتبر أن الزواج من المختونة أكثر إمتاعا علينا أن نخاطبه, والكادر الصحي كذلك, وذكر صالح أن هناك من يدعو دعاوى دينية ويؤثرون وهناك رجال دين ينفون ماذهب إليه الآخرون. وأشار صالح الى كتاب تناول عددا من قضايا المرأة. واعتبر أن أكبر التحديات في الذين يدعون أن الختان مرغوب أو واجب دينياً ولا يستندون على رأي فقهي صحيح. وتحدث عن الدور الكبير الذى يلعبه الإعلام مع المؤيدين والمعارضين فى هذا الموضوع , وقال: "توجد حالة ارتداد لغير المختونة بعد الزواج هل هى رغبة الزوج أم اقتناع الزوجة"، وأشار إلى أن العملية تحتاج لمزيد من الوقت وقال إن الأرقام الموجودة مشكوك فى أمرها ونحتاج الى أرقام حقيقية. فلسفة الختان أما رئيس حزب الوسط الإسلامي والداعية د.يوسف الكودة فقد تحدث عن قضية الزواح، مشيرا إلى أن عقد النكاح هو ميثاق غليظ وهو من أعظم العقود ويجب أن يهتم به الناس وقال إن القرآن تحدث عن استئذانها والتراضي وأضاف أن فى زواج القاصرات يقيس البعض على زواج السيدة عائشة رضي الله عنها, موضحا أن الوضع يختلف عما كان عليه الوضع سابقاً, بالإضافة الى تعقيدات الحياة وذكر أن القوانين فى هذا الشأن متناقضة. وعن الختان قال إن الفلسفة القائم عليها أنه يقود الى العفة وأردف أن أحاديث الختان فى أحسن أحوالها مختلف فيها, وأن المختلف فيه لا يعارض الأصل المتفق عليه , ذاكراً أن من أسباب عدم التقدم المطلوب فى هذا الموضوع ربط الناس له بالسنة, وضعف حملة الأطباء للتوعية بمخاطر هذه العادة.