مفاوضات السودان والجنوب.. دقت ساعة الحسم!! تقرير: أحمد دقش هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته مفاوضات أديس أبابا.. ملف لا يريد أن ينهي الجدل الدائر حول القضايا التي يتم التداول حولها، وظلت القضايا تراوح مكانها، طوال الجولات الأربع الماضية، ولكن الجولة المقرر انطلاقتها اليوم من المقرر أن تكون حاسمة بكل الحسابات الموضوعة نسبة لقصر المتبقي من المهلة المحددة من قبل مجلس الأمن الدولي لإنهاء التفاوض بحلول الثاني من أغسطس المقبل، والذي يترتب عليه فرض عقوبات على الدولة التي يصفها تقرير الوساطة ممثلة في لجنة أمبيكي بأنها كانت السبب الأساسي في عدم التوصل لتسوية بشأن القضايا العالقة بين البلدين. قررت الوساطة الإفريقية الأسبوع الماضي رفع المفاوضات لتتيح للطرفين الفرصة للعودة إلى الخرطوم وجوبا لاستكمال عملية التشاور على مستوى القيادة العليا ممثلة في الرئيس البشير والرئيس سلفاكير حول بعض القضايا العالقة والمتعلقة بالحدود والقضايا الأمنية، فيما قررت ذهاب اللجان الخاصة بقوات المراقبة والتحقق إلى منطقة أصوصا الأثيوبية لمباشرة عملها، وربما تحدث بعض الاختراقات في الجولة التي تبدأ اليوم سيما فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالعقبات الرئيسية أمام تقدم المفاوضات مثل الخريطة الإفريقية، بجانب النزاع بين الطرفين حول منطقة (14) ميل ببحر العرب. استمرار نقاش قال رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي في بيان صحفي عند انفضاض جولة الأسبوع الماضي وحصلت (السوداني) على نسخة منه، قال إن روح إيجابية سادت جلسات التفاوض، فيما وصف رئيس اللجنة السياسية والعسكرية المشتركة من الجانب السوداني، وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين الروح التي سادت جولة المفاوضات الماضية بالإيجابية، وأضاف "حاولنا أن ننفذ للقضايا الحقيقية التي تعكر صفو العلاقة وأن تتم مخاطبتها بشكل مباشر"، وقال في تصريحات صحفية في وقت سابق بأديس أبابا إن المباحثات الماضية وضعت الطرفين في طريق معالجة القضايا الأساسية ومخاطبتها بشكل مباشر، مبيناً أن الطرفين ناقشا قضية خط صفر الذي يحدد انتشار القوات الدولية العازلة بين السودان وجنوب السودان، وأضاف "لكن مازال النقاش حوله مستمراً"، مبيناً أن قضايا الحدود عادة ما تأخذ وقتاً، وزاد بأن الطرفين مستمران في النقاش حولها حتى الوصول لاتفاق مرضٍ للطرفين. دعم حركات بالعودة لتصريحات وزير الدفاع السابقة يمكن قراءة أن الجولة الماضية والمخرجات التي عاد بها الطرفان للخرطوم وجوبا لا تتعلق بقضايا الحدود بصورة مباشرة وإنما قضايا أخرى على رأسها القضايا الأمنية المرتبطة بدعم كل طرف للحركات المتمردة على الطرف الآخر، سيما وأن وزيرالدفاع قال في وقت سابق إن النقاش بين الطرفين يسير بصورة جيدة إلا أنه يصطدم بعقبة عدم اعتراف الجنوب بدعم الحركات المتمردة على السودان. أما رئيس وفد الجنوب المفاوض باقان أموم قال في تصريحاته السابقة إن رفض الخرطوم للخريطة الإفريقية، وتمسكه بتبعية منطقة (14) ميل للسودان، ووضعه اشتراطات مسبقة للدخول في المفاوضات (الاشتراط بحسم الملفات الأمنية أولاً) مثلت عقبات أمام تقدم المفاوضات وتنفيذ الحزام منزوع السلاح بين الدولتين. وأكد أن لجنة التفاوض حول المناطق المتنازع حولها اجتمعت دون التوصل لأي اتفاق. مخرجات جولة ويبدو واضحاً أن حكومة الجنوب حسمت أمرها وحددت خياراتها عقب الثاني من أغسطس المقبل بالذهاب إلى التحكيم الدولي الذي ربما يكون أحد القضايا التي تم الاتفاق عليها ضمن مخرجات الجولة الماضية التي أوجبت على الطرفين العودة للخرطوم وجوبا، لكن بالمقابل ذهب باقان إلى إمكانية أن يتم تشكيل الهياكل والآليات الأمنية المتفق عليها لخلق المنطقة العازلة وتحقيق منع تجدد النزاع، وأضاف "القضايا الأخرى تظل محل بحث لحلول فردية وبدائل مختلفة". جو إيجابي الأجواء الإيجابية التي تحدث عنها الطرفان عند نهاية الجولة الماضية ربما تنعكس على نتائج الجولة التي من المقرر أن تنطلق اليوم بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وربما يقول البعض إن الجولة الحالية تشكل أساساً ترتكز عليه الوساطة في تقريرها المزمع تقديمه لمجلس الأمن بنهاية الشهر الحالي وبداية أغسطس المقبل، وربما يأتي التقدم من كون كل طرف يسعى للابتعاد عن النيران المحتمل تصويبها من مجلس الأمن الدولي، أو أن تأتي الخيارات الأصعب والتي تقود الطرفين إلى المجهول حال فشل الجولة الحالية في حسم القضايا الأساسية لتترك للوساطة فرصة أن تطلب من مجلس الأمن تمديد الفترة المتبقية بحسبان أن المفاوضات تسير في اتجاه متقدم.