المواطن والأسعار.. حالة (تقشف)..!! الخرطوم : رحاب فريني ما أن يهل شهر رمضان الفضيل شهر الخير والبركات، حتى نجد كل الأسر السودانية تبدأ الاستعداد له منذ وقت مبكر، ونجد أن جميع الأسر السودانية تكاد تكون متشابهة الى حد ما في تجهيز الأصناف الرمضانية التي تبدأ بالحلومر "الآبري" والرقاق "والشرموط والويكة" والأواني المنزلية وبقية مستلزمات الشهر الفضيل، وتبدأ التجهيزات لشهر رمضان منذ بداية شهر رجب حيث تبدأ النسوة في الاعداد للحلومر الذي يشكل الصنف الاساسي للمائدة الرمضانية.. ولكن في هذا العام (عام التقشف) وربط الاحزمة في البطونَ كما اطلق عليه أهل السياسة. تنظر الأسر الى هذا الشهر بعين الرهبة والتوجس، نتيجة لرفع الدعم عن الكثير من السلع الأساسية التي تمثل الغذاء الرئيسي لهذا الشهر الفضيل..(السوداني) تجولت في الأسواق لمعرفة مدى استعداد الاسر لشهر رمضان المعظم , وهل تقشف الناس عن تجهيزات هذا الشهر وربطت الأحزمة على البطون استعداداً له، أم أن لديها العزيمة والقوة لشراء كل مايستلزمه هذا الشهر الكريم..؟؟ يعني مانصوم.؟ الأسعار ارتفعت ارتفاعا جنونيا (يعني مانصوم)..؟؟ بهذه العبارة ابتدرت الحاجة سكينة عبدالرحمن التي وجدناها تتجول في سوق الجمله بأم درمان، وأردفت: (نحن قبل الصيام بنمشي الحال ولكن شهر رمضان محتاج لأكل خاص يعني لا يمكن أن يأكل الصائم فيه "سخينة" وأضافت:(أنا أصوم شهر رمضان قرابة الثلاثين عام ولكن مثل هذا العام لم يمر علينا). ربط حزام: فاطمة احمد كرار ربة منزل قالت: (لأول مرة استغني عن الحلومر لأن تكلفته باهظة، وأنا حزينه لانني كنت أقوم بإعداده منذ فترة وأقوم بتوزيعه على بناتي وأبنائي وإخوتي المقيمين بالخارج، ولكن هذا العام للأسف لن أستطيع القيام بإعداده للظروف المفروضة، مشيرة الى أن جميع السلع التي يحتاجها الشهر الكريم أسعارها باهظة، وقالت إن هذا الشهر سوف نطبق شعار (ربط الأحزمة على البطون). مافي فايدة: الموظفة عالية محمد التي رفضت أن تتحدث إلينا، واكتفت بالقول إذا تحدثنا او لم نتحدث لن يحدث شيء وأضافت (وقع الفأس في الرأس).. وصمتت قليلاً قبل أن تقول: (انتو ياناس الجرايد بتشعروا بمعاناة المواطن وتكتبوا لكي يصل صوتنا لأولياء الأمور ولكن (لا حياة لمن تنادي). نسبة ضعيفة: التاجر عثمان الفكي قال إن السوق به ركود هذا العام وإن الأسعار (مولعة نار) وأضاف: (على الرغم من غلاء الأسعار إلا أن هناك بعض السلع لا يمكن الاستغناء عنها في شهر رمضان مثل السكر الذي قال عنه إنه من الضروريات إضافة للبصل والتوابل، وقال: (رغم الغلاء نجد الناس لا يستغنون عن هذه السلع ولكن نسبة الشراء ضعيفة مقارنة بالأعوام السابقة، أما زميله محمد بشير فقال: (رغم غلاء الأسعار نجد الناس يشترون ما يحتاجونه، ولكن بنسب ضعيفة، ولا توجد مقارنة في القوة الشرائية في هذا العام والذي سبقه، وأضاف: (الأسعار زايدة كل يوم.. وليس ما نقوله غير ربنا يكون في عون المواطن).