القوصي.. الحارس الشخصي لإبن لادن !!! بروفايل: فريق السوداني رن جرس الهاتف في منزل آل القوصي صباح الأسبوع الأول من مارس 2008، تلقف السماعة عبد الله أحمد القوصي الشقيق الأصغر لإبراهيم المعتقل السوداني في "غوانتانامو" وحتى تلك اللحظة لم يكن أحد من الأسرة يعلم شيئا عن إبراهيم وقد مرت ست سنوات حينها على غيابه دون خبر أو معلومة تفيد بمكانه أو أحواله. وكانت تلك المحادثة هي الأولى التي يتداول فيها الناس خبرا مؤكدا عن ابنهم. المكالمة قادمة من حسين سليمان ابن خالة إبراهيم، في البدء سأل عن الحاج أحمد القوصي فأجابه عبد الله بأن والده غير موجود وأصر حسين على محادثة والدهم حتى استطاع أن يجده في المرة الثانية، فقال المفاجأة التي حولت كل شيء في البيت «هناك أخبار عن إبراهيم» افتحوا قناة الجزيرة ستشاهدون ذلك. في ذلك الوقت كان عبد الله أحمد القوصي يهم بالذهاب إلى السوق ولم يكن يدري شيئا عما دار في الهاتف بين والده وابن خالته ولكن والده قال له أرجو ألا تتأخر لأن هنالك أخبارا ستأتي على قناة الجزيرة بعد قليل. يقول عبد الله وبالفعل ذهبت إلى السوق وعدت وجلسنا جميعا ننتظر أول خبر عن شقيقنا (إبراهيم). وجاء التقرير والكاميرا تستعرض المعتقلين رأينا رجلا من الخلف ولم يكن وجهه ظاهرا لنا ولكن مقدم التقرير ذكر اسم إبراهيم القوصي وكانت هذه هي المرة الأولى التي علمت فيها الأسرة بمكان ابنهم إبراهيم. صور ومواقف مرت الآن أربعة أعوام وأسرة القاصي تنتظر صباح اليوم في مطار الخرطوم لاستقبال ابنها العائد من جحيم "غوانتانامو" بعد 14 عاما قضاها بالمعتقل، وما تزال ذاكرة الأسرة تحفظ الصورة السابقة التي تلقوا بها خبر اعتقال ابنهم. وبين هذا وذاك ظلت تتلقى أسرة القوصي أخبارا وآخرها توصل الإدارة الأمريكية لتسوية مع ابنهم فى فبراير من العام الماضي قاد لحكم مخفف عنه بلغ (14) عاما في السجن، وقد وصفت المحكمة العسكرية القوصي بأنه طباخ أسامة بن لادن، وكما هو متوقع فقد خفف إطلاق سراحه بعد احتساب المدة السابقة لاعتقاله. وأشارت مصادر إعلامية أمريكية إلى أن تخفيض فترة العقوبة تم بعد ما دفع القوصي الذي كان في وقت من الأوقات حارسا شخصيا لابن لادن – وهي تهمة تنفيها عنه أسرته- بأنه مذنب أمام محكمة جرائم الحرب الأمريكية في القاعدة البحرية في خليج "غوانتانامو" بكوبا. وتضيف ذات المصادر أن القوصي أقر بأنه مذنب في تهم التآمر مع تنظيم القاعدة وتقديم دعم مادي لابن لادن وللتنظيم. اتفاق سري وكانت محكمة أمريكية قضت في أغسطس من عام 2010 بسجن القوصي 14 عاما دون أن يكون له حق حساب ثمانية أعوام ونصف عام قضاها محتجزا في معتقل "غوانتانامو" المخصص للأجانب الذين يشتبه في أنهم إرهابيون. وفي ذلك الوقت رفض الجيش الأمريكي التعليق على الأنباء التي أفادت بأن صفقة الإقرار بالذنب تضمنت قصر سنوات السجن على عامين فقط. لكن قالت المتحدثة باسم البنتاغون الليفتنانت كولونيل تانيا برادشير إن مسؤول البنتاغون الذي يشرف على محكمة جرائم الحرب في "غوانتانامو" أسقط 12 عاما من عقوبة القوصي بشرط التزامه بالبنود المتفق عليها. وتشمل تلك البنود اتفاقا على عدم الانخراط في أي أعمال عدائية ضد الولاياتالمتحدة أو شركائها في التحالف أو دعمها ماديا. واعترف القوصي الذي يبلغ من العمر نحو 50 عاما في إقراره بالذنب بأنه كان يعلم أن القاعدة تنظيم إرهابي عندما كان يشرف على أحد المطابخ في مجمع نجم الجهاد التابع لابن لادن في أفغانستان. وأقر القوصي الذي التقى ابن لادن في السودان وسافر معه إلى افغانستان بأنه ساعد زعيم القاعدة في الهرب من القوات الأمريكية في جبال تورا بورا بأفغانستان في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2001. لكن القوصي قال إنه لم يشترك في أي أعمال إرهابية أو يعلم بها مسبقا بما في ذلك هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولاياتالمتحدة التي أعقبها الغزو الأمريكي لأفغانستان. بعد الإدانة من جانبها قالت الكولونيل نانسي بول القاضي بسلاح الجو: إن مساعد وزير الدفاع أمر قبل عامين الجيش والقيادة العسكرية الجنوبية التي تشرف على معتقل قوانتانمو بوضع خطة مفصلة للسجناء حول كيفية قضاء فترة حكمهم بعد إدانتهم الأمر الذي لم ينفذ بعد، مشيرة لأن عدم وجود سياسة واضحة وخطة مكتوبة كانت مثيرة للقلق خاصة وأن محاكمة أخرى لشاب كندي كانت تجري في ذلك الحين، وقالت إن محاكمة القوصي غير صالحة لأنها طالبت بتوفير سكن له في معسكرات جماعية ولكنها لم توضح ما ستكون عليه، ووجه القاضي بأن يبقى القوصي في المعسكر ستين يوما في الوقت الذي قرر فيه الجيش أن يقضي فيه القوصي ما تبقى من عقوبته، وأضافت الصحيفة أن القوصي كان من ضمن أربعة أسرى أدينوا من قبل المحاكم التي أنشأت خارج الولاياتالمتحدة لمحاكمة المشتبه في تورطهم في عمليات الإرهاب عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقضى اثنان من الأسرى فترة قصيرة وأرسلوا لوطنهم في أستراليا واليمن، بينما ظل في الأسر حمزة البهلول وهو مصور فيديو يمني حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر مع القاعدة وتقديم الدعم المادي لها، وفصل عن بقية السجناء بحسب الناطق الرسمي ل"غوانتانامو" قائد البحرية براد فاقان، وقال محامي الدفاع إن القوصي عندما يعود للسودان سيخضع لبرنامج من قبل المخابرات السودانية صمم لتأهيل ذوي الآراء المتطرفة، مضيفا أن تسعة من الأسرى السودانيين كانوا قد خضعوا للبرنامج من قبل، وأشارت صحيفة (الغاردين) إلى أن القوصي سيسمح له بالعيش مع أسرته ولكنه سيكون تحت المراقبة لضمان عدم اتصاله بالمتطرفين. وقال المحامون الموكلون بالدفاع عن القوصي إنه عند عودته إلى السودان سيدخل برنامجا تديره المخابرات السودانية يهدف إلى إعادة تأهيل الذين يعتنقون وجهات نظر متطرفة، وأضافوا أن تسعة سجناء سودانيين آخرين انضموا إلى البرنامج بعد عودتهم من "غوانتانامو". وبالنظر للسيرة الذاتية لإبراهيم محمد القوصي نجد أنه في العقد الخامس من عمره من أبناء عطبرة التي درس بها جميع مراحله التعليمية، ومن ثم كان التحاقه بمعهد الدراسات التجارية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حالياً تخرج من كلية المحاسبة في عام 1985م تخصص تكاليف عمل في عدة أعمال حرة متنوعة بصورة مؤقتة والبحث عن وظيفة دائمة. كان عمله في شركات ابن لادن في مقر الشركة بشارع المك نمر كغيره من السودانيين الذين عملوا في هذه الشركات، وعمله لم يتجاوز كونه محاسباً بحكم تخصصه وكان ذلك في 1998م، ظلّ يعمل في عدة مهن متنوعة داخل السودان حتى غادر إلى باكستان في 1998م، للعمل وهي أول دولة يهاجر إليها، وقد تزوج من مغربية تدعى فاطمة عبد الله مقيمة في باكستان، وأنجب ابنتيه حبيبة وميمونة.