استيقظت حنان مذعورة وهي تضع يدها على صدرها، بينما هبت إلى جانبها شقيقتها الصغرى ايمان وهي تسألها في توتر: (سجمي مالك ياحنان)..لكن حنان لم تجبها بل ظلت واجمة وعيناها معلقتان بالسقف في شرود تام، لتقوم (ايمان) بهزها في عنف قبل ان تكرر سؤالها وعندما لم تجبها للمرة الثانية، اطلقت صرخة عالية، جعلت كل اهل المنزل يتدافعون نحو غرفة البنات، والكل يسأل في توتر عما يحدث، وكالعادة..لاأجابة..ليقوم اشقاء حنان برفقة بعض اولاد الحي الهميمين بإستئجار عربة امجاد، وادخال حنان اليها بسرعة، ثم التوجه نحو اقرب مستشفى، وهناك جلس عدد من اطباء الامتياز واصابعهم تتناوب في تناول كيس من (الشيبس)، بدلاً من (المناوبات) المفروضة عليهم- ماعلينا - المهم أن اهل حنان وبعد (تحانيس) استطاعوا الحصول على رقم الاخصائي الوحيد بتلك المستشفى والذى كان في (شهر عسل) في تلك الفترة، ليرفض الرد على المكالمة مما جعل اهل حنان يطالبون اطباء الامتياز بفعل اي شئ لمعرفة ماذا ألم بإبنتهم المسكينة، ليتصدى احدهم للموضوع، وينظر إلى احد الممرضات قبل ان يطلب منها ان تجلب له حقنة (مسكنات)، وفي تلك الاثناء اقترب منه احد اشقاء حنان وسأله في توجس: (يادكتور الزولة دي مالا..؟)..نظر اليه طبيب الامتياز من خلف نظارته الطبية الرهيفة قبل ان يسأله في حدة: (المفروض انا اسألك السؤال دا عشان اقدر اشخص الحالة يا افندي)..هنا انبرت شقيقتها ايمان وهي تحكى للطبيب ماحدث قائلة: (والله يادكتور كانت نايمة في امانة الله..وفجأة صحت من النوم مخلوعة..ومن الحالة ديك لحدي ماجبناها ليك و..)، هنا قاطعها الطبيب بإشارة من يده وقال في حزم: (ايوااا..طيب ماتقولوا كدا من الاول..في داعي هسي للتلتلة دي.؟)، في تلك اللحظة سأله والد حنان بسرعة: (كيف مافاهمين ياابني)..جلس طبيب الامتياز على مقعده ووضع قدماً فوق الاخرى وقال في هدوء: (مافي حاجة ياحاج..الموضوع بسيط..بتكم دي الظاهر عليها شافت ليها شيطان في النوم)..ارتفع حاجبا الاب حتى كادا يلامسان رأسه، بينما سأله شقيق حنان في ذعر: (شيطان..طيب الحل شنو)، هز الطبيب كتفيه قبل ان يقول في برود: (الحل انكم تشيلوها من هنا وتمشوا بيها لأقرب فكي)..!!..هنا لم يحتمل الاب مايحدث، فأمسك بعصاته وكاد يحطم رأس الطبيب لولا تدخل العقلاء، ونصيحة احدهم للاب بضرورة حمل ابنته لاقرب فكي بحجة ان الطب لايستطيع عمل شئ في هذا الموضوع، وبالفعل، دقائق مرت حتى حمل الابناء شقيقتهم داخل عربة امجاد اخرى واتجهوا بها الى احد المناطق النائية، حيث اخبرهم (ود حلال) بأن هناك فكي (سرو باتع)، وفعلاً..بضع دقائق حتى كان الجميع يقف امام باب الفكي، الذى خرج وعلى وجهه بقايا اثار نعاس ليسألهم في حدة عن سبب زيارتهم له، وعندما اخبروه بالسبب، توقف قليلاً قبل ان يتطلع الى حنان، ثم يلتفت أحد اشقاء حنان ويهمس له في اذنه بشئ ما، لتجحظ عينا شقيق حنان قبل ان يسأل الفكي في بلاهة: (انت جادي يااخينا)..هنا رفع الفكي يده عالياً وقال في غضب: (يازول داير تجيب القلتو ليك دا امشي جيبو..ماداير تجيبو شوفوا ليكم زول غيري)..هنا قام والد حنان بجذب ابنه من ياقة قميصه في غضب قبل ان يسأله في حدة: (انت ياولد ماتمشي تجيب الحاجة القالا ليك دي..)، هنا التفت شقيق حنان لوالده قبل ان يقول في دهشة: (لكن ياابوي الزول دا قال لي جيب ليك كريم فيرآند لفلي من الصيدلية الجنبنا دي)..!!!! شربكة أخيرة: نتائج فحوصات الفكي أكدت أن حنان دخلت في صدمة (عصبية ونفسية) بعد أن رأت حلماً في المنام يؤكد لها أن الحكومة ستقوم برفع الدعم عن (الكريمات)..!!!