أوردت صحف الخرطوم الأسبوع الماضي بأن منطقة المناقل بمشروع الجزيرة تشتكي من مشكلة مياه حادة وخاصة في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من مشروع الجزيرة وكذا منطقة المناقل ومساحاته المزروعة بالفول والذرة لا تجد مياها كافية لابنائها ويخشي المزارعون من تلف التقاوي المزروعة لفترات طويلة دون ريها مما يكلفهم تكاليف اضافية لشراء تقاوي اضافية لما قد يتلف من التقاوي المزروعة، مشكلة مياه الري بمشروع الجزيرة مشكلة مزمنة لاسباب فنية وإدارية المشكلة الفنية تكمن في الجوانب الخاصة بالاطماء والحشائش في الترع والقنوات وصيانتها في مواعيدها ويشكل عدم توفير الاموال الكافية للصيانة الصيفية وإزالة الطمي والحشائش مشكلة حادة ومتكررة عاماً بعد آخر، أما الجانب الإداري في المشكلة فيتمثل في سوء ادارة المياه في الحواشات والهدر في مياه الري، كلها مشاكل متداخلة تتسبب سنويا في تعرض مساحات مقدرة من المحاصيل المزروعة للعطش والتلف رغم كل التصريحات الواعدة بحل مشاكل مشروع الجزيرة والمناقل والاستعدادات المتكررة الدخول في المواسم الزراعية و لقد أعربنا عن غبطتنا بأن أصبحت مياه ري مشروع الجزيرة والمناقل والمسؤولون عنها من مسؤوليات مشروع الجزيرة والمناقل في إطار العمل الكلي والشمولي لادارة مشروع الجزيرة والمناقل، لكن أن تظل مشكلة الري قائمة كما كان في الماضي، فذاك أمر يحتاج لشئ من التمحيص والنظر لهذه المشكلة المزمنة برؤي علمية جديدة تستوعب تلك المشاكل وغيرها من الحلول الناجعة من تلك الرؤي تحسين إدارة المياه في الحواشات بمشاركة فاعلة من المزارعين أنفسهم والفنيين من المهندسين والزارعيين بالمشروع. عندما كنت في خدمة وزارة الزراعة الاتحادية، عقد اجتماع برئاسة وزارة الزراعة للنظر في تحسين اداء القطاع الزراعي في القطاعين المروي والمطري كان ذلك الاجتماع برئاسة السيد البروفيسور أحمد علي قنيف بمشاركة نخبة من أهل الزراعة على رأسهم مدير هيئة البحوث الزراعية آنذاك البرفيسور عثمان عجيب وكان السيد البروفيسور حسين آدم، مدير معهد الري في ذلك الوقت ممثلاً لجانب الري في ذلك الاجتماع كان هناك اقتراح بادخال وسائل ري حديثة كالري المحوري في مشروع الجزيرة والمناقل لمعالجة مشاكل الري بالجزيرة، إلا أن السيد البرفيسور حسين آدم- اعترض علي ادخال الري المحوري بمشروع الجزيرة والمناقل، وقال ان انسب وسيلة للري بمشروع الجزيرة والمناقل هو الري التقليدي المعتمد الان مع العمل على تحسين إدارة الري في الحواشات وتقليل فاقد المياه، اللجنة المعنية، اقتنعت برأي السيد البرفيسور حسين آدم وصرفت النظر عن الاقتراح المقدم لادخال نظام الري المحوري بمشروع الجزيرة والمناقل، مازالت مشكلة الري بمشروع الجزيرة والمناقل تشكل هاجساً للمزارعين ولسلطات المشروع، مما يستدعي اعادة النظر في مشكلة مياه الري بمشروع الجزيرة والمناقل وأنا أسأل لماذا صرف النظر في الاستعانة بنظام ري الهيدرفلوم الذي أجريت به بعض الدراسات لادخاله بمشروع الجزيرة والمناقل وقد قيل انه يوفر نحو %40من مياه الري؟ أمر مشكلة الري بمشروع الجزيرة ليس بسبب تحويل ادارة ري مشروع الجزيرة لسلطات مجلس ادارة مشروع الجزيرة والمناقل كما قاله السيد الدكتور أحمد آدم وكيل وزارة الري الأسبق رغم بأنه من علماء المياه المشهورين بالسودان ولكن المهنية هي التي قادته للاعتراض على الاجراء الذي كان مفروضاً ان يتم منذ زمن بعيد كاجراء تصحيحي لمسار المشاريع المروية القومية بالسودان، مشكلة الري بمشروع الجزيرة والمناقل منذ أن كان مهندسو الري بالمشروع موظفين بوزارة الري والموارد المائية المطلوب من الجميع بمشروع الجزيرة والمناقل ومن خارجه التعاون والتنسيق لمعالجة مشكلة الري بمشروع الجزيرة والمناقل في إطار هذه المجهودات المطلوبة للقضاء على مشكلة الري بمشروع الجزيرة والمناقل، يجب التقيد بزراعة المساحات المقرر زراعتها والتي يمكن توفير مياه الري الكافية لها. في هذا الإطار التنسيق والتكامل بين السادة مهندسي الري والزارعيين والمزارعين بالمشروع أمر مطلوب بشدة. في تقديري أنه بشئ من الحكمة والفطرة الاستراتيجية لمشاكل مشروع الجزيرة والمناقل يمكن أن نضع حداً لتردي الأوضاع الزراعية بالمشروع وبمشاركة الجميع. والله من وراء القصد محمد عثمان سيراب مهندس زراعي بالمعاش