محمد سعيد دفع الله.............. وغربة الروح كتب : معتصم طه تبقي اشعار الشايقية في منحني النيل مثل فاكهة المانجو تضج رواء ونضارة ورغم سقياها من ماء واحد الا ان طعمها مختلف و كنا في الحلقة السابقة قدتحدثنا عن تجربة الشاعر السر عثمان الطيب ورفيقي دربه محمد كرم الله ومحمد جباره اللذان صاغا له الحان الخلود وجعلا اشعاره على لسان كل مدر وحجر والان نقترب من الدخول لديار الشاعر محمد سعيد دفع الله وهو خال للشاعر السر عثمان الطيب ولكن هل جينات الشعر اتت للشاعرين من جدتيهما؟ ام ان طبيعة المنطقة الساحرة القرير التي تربيا فيها اورثتهما تلك العبقرية !وفي داخل غابات النخيل في قرية القرير التي تقع في منحنى النيل حيث بواسق النخيل ولد شاعرنا محمد سعيد دفع الله وتلقيى تعليمه بها ثم درس اداب جامعة الخرطوم وهو لا يحتاج لهذه الدراسة لانه تخرج اديباً لارتباطه بمنطقة تقتات الشعر وتصحو وتنام على مولد قصيدة. وصاحبته ربة الشعر منذ سني صغره وعندما اغترب غربته الصغرى داخل الخرطوم وفارق القرير كتب لصديقه يحيي فضل المولى الطالب بمدرسة القرير قديماً والمدير المالي لمشروع القرير حالياً ويقول في خطابه اخي العزيز يا يحيي يا أب قلباً عطوف اهديك اشواق بالالوف عن صورتن تعجز حروف ويمضي يسأل يحيي عن كل صغيرة وكبيرة داخل قريته التي تركها من اجل اكمال دراسته الجامعية ويسأله عن حياة الداخلية بالمدرسة الوسطى ويطلب منه بعد نهاية الامتحانات ان يبث اشواقه لكل اهله يا يحيي ارجوك ياخي فوت بعد انتهاء الامتحان با الله طوف كل البيوت اغري السلام اهلي الحنان قول ليها زولك داير يموت بالشوق تلف منو الحنان وعندما يغادر الخرطوم الي رياض السعودية وتبقى بينهم الاف الاميال يبكي ويستبكي وتسيطر على خيالاته احلام مزعجة ويخاف ان تكون نهايته في تلك الغربة. بكيت خلايا كان ينفعني وارتاح لو قليل وأقول جابتني يبقي التربة أموت عابر سبيل مانا شبه بعاد أو غربة مالنا على الرحيل مالو إن كان لزمنا بلدنا والخالق كفيل وفي جامع التويماب بحي القلعة وهو ا حد احياء القرير السبعة نهل شاعرنا محمد سعيد دفع الله علوم القرآن ولذا بان اثرها واضحا في بعض اشعاره فلا غرو ان تأتي الكلمات طائعة منسابة تجرجر اذيالها و عندما مرضت والدته لجأ لخالق الكون مخاطباً اياه في قصيدته اشفها بحق قدرتك طلبتك ربي يا الاكرم تطيب امي لي تسلم عليها العلة لا تدبي بشوفه الليلة راقدة سرير ويا مولايا انت قدير تقول لها قومي كب هبي ورغم ايمانه بالقضاء والقدر ويستسلم له تماماً باعتبار انه لا فكاك منه فلذا نستدعي فضيلة الصبر في قصيدة قيام قعاد وبعد ذلك يرثي لحاله ويتمنى ان ينعدل الحال ويطل الهناء والنعيم بديلاً للشقاء والبكاء دا القدر يا خله يحكم وحكموا تب ما ليهو راد ونحن شن نعمل ترانا الصبر يوت ساونو زاد الى ان يصل بقوله: ربي ليه .. لسه برانا ونحن من دون العباد نبقى عايشين لي شقانا وبس متين ينتم مراد ليل نهار نبكي وننوح والجسم خلي الرقاد وان رقد عاد شن رقاده الدمو جاري على الوساد يا كريم يا الانت داري وعالم الما في الفؤاد عاد يروح وحالنا يصلح وتاني حبي يجيني صاد وتظل مفردة القدر في ثنايا شعره لتطل مرة اخرى في قصيدته وداع قارناً اياها بالصبر مثلما قتلوا عاد يا هو القدر وعارفو ما كان بي ارادتو وماب نعلق المضاجع يبقي صابر بالعلي وارضي للحرمان اكابد وكل منايا يجيني راجع عندما مرضت والدته دعى لها المولى الكريم ان يكلوها برحمته وكتب يا رحمان وهو يستعد للذهاب للعيد بالبلدليقضي معها اجمل ايامه امي مصيرة في ايدك كريم يا ربي يا رحمان وانا النازل على عيدك عشان افرح مع الحبان سالتك ربي بي لطفك تجبر كسري فيك عشمك تراعي لامي بي عطفك قلبي عليها اه شفقان في رأس السنة التي كتبها ناقلاً مشاعر الناس تلك الليلة وهم يودعون عاما ويستقبلون آخر الناس تعيش رأس السنة وبايت وحيد يا اخوان انا جل العزيز سطر حياتي ودونا يوما يجي والغير يكون بهجه وهنا والطيف منذ عهد البارودي مروراً بالشاعرين السر عثمان الطيب ومحمد سعيد دفع الله يظل حاضراً في مخيلة الشعراء وما بين طيف سميرة يظل طيف محمد سعيد حاضرا في كل الاوقات في الهمسة والشهقة ومع شرايينه. حتي الطيف ر حل خلاني ماطيب لي خاطر لاتقول هي كدي استاني بمشي واجيك باكر يبقي انا مالم فيك تاني وحمد سعيد القي عصا التسيار ايضا بعد غربة امتدت لخمسة وعشرين عاما برياض السعودية وهو الان بمدينة الثورة وسط ابنائة عدي وعلي وام اولاده بنت العم فوزية فتح الرحمن عبيد التي كتب فيها اعظم اشعاره