يعلمنا شهر رمضان العظيم الثبات على المبدأ والدفاع عن ما نقتنع به أنه حق وعدم الإستسلام والتنازل والدخول في خانة المعصية والتجرؤ على الله تحت ضغط الاحتياج المادي وشهوة النفس أو الرغبة في الوجاهة الاجتماعية وأنا لا أعني هنا بالثبات على المبدأ المصفحة التي لا تقبل الرأي الآخر وتستعصي خلايا مخها عن التفكير أصحاب العقول الذين يتمسكون بعادات وتقاليد خاطئة لا يقبلها ديننا الجميل أو ذلك النوع من الناس الذي يرى أنه أخطأ ملء عينيه ثم يكابر ويعاند ويقول بلهجة فرعون!! مرجعش في كلمتي مهما حصل. لا أقصد هؤلاء بالطبع، فأنا أقصد المبدأ الذي يتفق مع الدين ولا يخالفه. أما الرأي فهو فكرة هداك تفكيرك للاقتناع بها حسب المعلومات والمقدمات التي لديك ومن الطبيعي تغييره اذا ظهرت لك معلومات أخرى أثبتت بالدليل القاطع بأن ما أنت مقتنع به غير صحيح أو بالأصح أصبح غير صحيح وساعتها يصبح النزول عن الرأي طاعة لله ولك الأجر والثواب ومبادئ شهر رمضان لا تنازل فيها لا طعام ولا شراب ولا جماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لظروف قهرية حددها الشرع بوضوح. تحمل الجوع والعطش والحر والصداع في الأيام الأولي ولكن لا تتنازل بل الأصعب من ذلك أن مجرد التفكير في التنازل سيعرضك للافطار حتي وإن لم تبتلع نقطة ماء واحدة لان ركن الصيام هي: النية- الامساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وإذا ضعف شخص إلى الدرجة التي تجعله يقرر فيها الافطار يكون بذلك قد كسر ركن النية، وبالتالي يبطل صيامه حتي لو ندم وعاد في قراره. اذاً الصيام يدربنا تدريباً قاسياً على التمسك بالمبدأ إلى الدرجة التي يحاسبك فيها مجرد التفكير في التنازل عنه والاسلام يعتمد في ذلك على شحنة الايمان العالية التي يحدث بها والتي تجعلك في حالة تتضاءل فيها شهوات النفس وألم الجسد أمام رضا الله وحلم الجنة. أخي وأختي المسلمة لاتتعرض لاغراءات خفية قاوم نفسك وأرفض بالطريقة التي تراها مناسبة وليست محتاجة اتحدث عن الرشوة الصريحة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لعن الله الراشي والمرتشي". لا تقم بعمل تعلم جيداً أنه محرم أو أنه سيتسبب في ايذاء اشخاص آخرين مقابل اغراءها مهما كان فسيعود عليك بالخسارة في الصحة ولا تنافق أحداً من أجل الوصول إلى درجة أعلى أو اغتنام فرصة "مع حفظ الفرق بين النفاق والمجاملة فالنفاق يعني الاعتراف بالفساد والخطأ والمجاملة عبارة عن كلمات رقيقة تدخل في باب الذوقيات. الثبات على المبدأ أمر في غاية الصعوبة ويتطلب دائماً مداومة على الطاعة والاتصال بالله، ادعو الله لي ولكم بالثبات كما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعو لنفسه "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"